آخر الأخبار

اتفاق مرتقب بين ترامب وشي يهز الذهب والأسهم

شارك

شهد الاقتصاد العالمي الآونة الأخيرة تصاعدا جديدا في حدة التوتر بين الولايات المتحدة والصين ، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية بدءا من الشهر المقبل، ردا على تشديد بكين قيودها على صادرات المعادن النادرة التي تُعد أساسية في الصناعات المتقدمة والتقنيات الحديثة.

وفي ظل هذا التصعيد، يقف الاقتصاد العالمي عند مفترق حاسم، إذ لم تعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم مجرد نزاع ثنائي، بل تحولت إلى زلزال اقتصادي يعيد تشكيل سلاسل الإمداد العالمية، ويهدد بزيادة معدلات التضخم وتقويض ثقة المستثمرين بالأسواق الدولية.

لقاء ترامب وشي حدث مفصلي

ويأتي اللقاء المرتقب بين الزعيمين الأميركي ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (آ بيك ) الخميس بوصفه حدثا مفصليا، إذ تتجه الأنظار إلى ما يمكن أن يسفر عنه من تفاهمات أو مفاوضات قد تُعيد بعض التوازن للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما ينعكس على أسواق المال والذهب والاقتصاد العالمي بأسره.

وقال الرئيس الأميركي إنه "سيخرج باتفاق" عندما يلتقي الزعيم الصيني، وأوضح للصحفيين بعد زيارته ماليزيا لحضور قمة دول جنوب شرق آسيا ( آسيان )، حيث توصّل إلى اتفاقيات تجارية أولية مع ماليزيا وتايلند وكمبوديا وفيتنام : "لدي احترام كبير للرئيس شي… أعتقد أننا سنخرج باتفاق".

ويأتي هذا التصريح بعد توصل مسؤولين أميركيين وصينيين إلى اتفاق مبدئي يُجنب الجانبين تهديدات الرسوم الجمركية الضخمة والقيود التجارية، بينما يستعد زعيما أكبر اقتصادين في العالم للقاء هو الأول من نوعه منذ عام 2019.

وقال ستيفن إينيس من شركة "إس بي آي" لإدارة الأصول إن "هذه ليست مجرد دبلوماسية لالتقاط الصور. وراء هذه الاستعراضات، وضَع كبار المسؤولين التجاريين في واشنطن وبكين بهدوء إطار عمل قد يمنع أكبر اقتصادين في العالم من التنافس بقوة مرة أخرى"، وفقا لصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية.

ملامح الاتفاق

اختتم وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير يومين من المفاوضات المكثفة مع هي ليفينغ نائب رئيس الوزراء الصيني والمفاوض التجاري لي تشينغ قانغ، إذ أعلن الجانبان توصلهما إلى توافق أولي حول عدد من القضايا الرئيسية.

إعلان

ويأتي هذا التطور قبيل اللقاء المرتقب بين ترامب وشي، مما يضفي على الاجتماع أهمية استثنائية في مسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وحسب مصادر متعددة من بينها "غارديان"، و"إن بي سي نيوز"، و"بي بي سي"، و"سي إن إن"، ومنصة "بوليتكو"، فإن الجانبين توصلا إلى إطار عمل يتضمن عددا من البنود الأساسية:


* المعادن الأرضية النادرة

يتضمن الإطار ترتيبات تسمح للصين بتأجيل ضوابط التصدير الموسعة على المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس، التي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من ديسمبر/كانون الأول.

وقد أثارت هذه القيود مخاوف بشأن اضطرابات سلسلة التوريد عبر الصناعات من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية وتكنولوجيا الدفاع، وقال بيسنت إن الاتفاق يشير إلى أن الصين "ستؤجل" هذه الضوابط لمدة عام، ضمن الهدنة التجارية المؤقتة.


* الرسوم الجمركية بنسبة 100%

صرح وزير الخزانة الأميركي بأن الرسوم الجمركية المهددة بنسبة 100% على الواردات الصينية لم تعد مطروحة حاليا، في ما يُعد تحولا جذريا عن النهج التصعيدي الذي طبع الأسابيع الماضية، مؤكدا أن الإطار الجديد يمهد لمرحلة أكثر استقرارا في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين.

مصدر الصورة الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية التي هدد بفرضها ترامب لم تعد مطروحة حاليا (الفرنسية)
* التجارة الزراعية

أشار بيسنت إلى أن الصين وافقت على شراء كميات كبيرة من فول الصويا الأميركي، وهو ما يمثل متنفسا للمزارعين الأميركيين الذين عانوا من تراجع حاد في الصادرات إلى الصين خلال المواسم الماضية.


* تيك توك

وضع المفاوضون اللمسات الأخيرة على تفاصيل عمليات " تيك توك " في الولايات المتحدة، منهين نزاعا استمر منذ أن واجهت المنصة شروطا لبيع أصولها الأميركية.

وأوضح بيسنت أن الاتفاق يتضمن "اتفاقا نهائيا" بشأن بيع "تيك توك"، وأن التفاصيل ستكون جاهزة ليوقعها ترامب وشي خلال لقائهما.


* الفينتانيل

توصل الجانبان إلى اتفاق مبدئي بشأن تعزيز التعاون لوقف تدفق المواد الكيميائية الأولية المستخدمة في إنتاج المخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة.

وقال كبير المفاوضين التجاريين الصينيين لي تشينغ قانغ إن الجانبين توصلا إلى "إجماع أولي" سيخضع لاحقا لإجراءات الموافقة الداخلية، مشيرا إلى أن المشاورات كانت "مكثفة وبنّاءة".

مصدر الصورة المستثمرون يرون في الاتفاق فرصة نادرة للاستقرار (أسوشيتد)

أثر الاتفاق المرتقب على الاقتصاد العالمي

سيكون للاتفاق بين الولايات المتحدة والصين أثر بالغ على الاقتصاد العالمي. وقال نايجل غرين، الرئيس التنفيذي لمجموعة ديفير، إن الاتفاقية "تجسد ما كانت الأسواق تنتظره"، مضيفا أنها المحفز الذي "يحرك كل شيء دفعة واحدة"، وفقا لمنصة "نيوز غانا".

ويرى غرين أن هذا الإطار يُمثل نقطة تحول في الاقتصاد العالمي، إذ إن سلاسل التوريد ظلت رهينة حالة عدم اليقين لأشهر، أما الآن فلدى المصنعين والأسواق مسار واضح للمضي قدما، مع توقع تداعيات واسعة من أشباه الموصلات والشحن إلى السلع الأساسية وديون الأسواق الناشئة.

الأسهم الأميركية والآسيوية تقفز لمستويات قياسية

قفزت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية في تعاملات ما قبل افتتاح السوق، وسط توقعات التوصل إلى اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة.

إعلان

وأدى التفاؤل إلى تراجع الأصول الآمنة مثل الذهب، وتعزيز البورصات العالمية. فقد ارتفعت أسهم الشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة، منها "علي بابا" و"جيه دي دوت كوم" بنسبة تجاوزت 2.3%، و"بي دي دي" بنسبة 1.9%، و"بايدو" بنسبة 5%، في حين ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي 0.5%، و"ستاندرد آند بورز 500″ بنسبة 0.8%، و"ناسداك 100″ بنسبة 1.1%، وفقا لصحيفة "ذا تلغراف".

وتزامن ذلك مع ارتفاع الأسهم الآسيوية أيضا، حيث تجاوز مؤشر "نيكي 225" الياباني 50 ألف نقطة لأول مرة، بينما استقر مؤشر "ستوكس 600″ الأوروبي و"فوتسي 100" في لندن ، وارتفع "داكس" الألماني 0.15%، وفقا لمنصة "يورو نيوز".

مصدر الصورة الذهب يتراجع أمام موجة التفاؤل في الأسواق العالمية (رويترز)

ارتفاع الدولار وتراجع الذهب

عقب الإعلان عن الاتفاق الأولي، ارتفع الدولار إلى أعلى مستوياته في أكثر من أسبوعين مقابل الين، مما جعل الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.

وقال المحلل في "كابيتال دوت كوم" كايل رودا إن الاتفاق التجاري المحتمل بين الولايات المتحدة والصين "جاء بشكل غير متوقع وحمل مفاجأة إيجابية للأسواق، لكنه في المقابل كان سلبيا بالنسبة للذهب".

وأضاف أن العوامل التي حفزت ارتفاع الذهب تلاشت حاليا، مع استقرار معنويات السوق، موضحا أن السبب الوحيد الذي قد يدعم الذهب مستقبلا هو احتمال استمرار السياسات النقدية التيسيرية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار