أعلن وزير الخارجية الصيني ، وانغ يي، اليوم الاثنين، عن التوصل إلى "اتفاق إطار" مع الولايات المتحدة بهدف تسوية الخلافات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وذلك خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي، ماركو روبيو، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية.
وأوضح وانغ يي، بحسب محطة "سي سي تي في" الحكومية، أن "الجانبين توصلا عبر المحادثات الاقتصادية والتجارية في كوالالمبور إلى اتفاق إطاري حول تسوية عادلة للقضايا الاقتصادية والتجارية".
وأضاف أن المفاوضين يعملون حاليًا على وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق، والتي تشمل الرسوم الجمركية وقضايا تجارية حساسة، تمهيدًا للاجتماع المرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ.
وفي وقت سابق اليوم أكد وانغ يي أن بلاده تدعم بناء "عالم متعدد الأطراف"، داعيًا إلى إنهاء الحروب التجارية، والتوقف عن تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية، ووقف محاولات تقسيم الأسواق العالمية بشكل مفتعل.
وأضاف أن "الانسحاب المتكرر من الاتفاقيات والتراجع عن الالتزامات، جنبًا إلى جنب مع السعي المستمر لتكوين تكتلات، كشف عن تحديات غير مسبوقة أمام النهج التعددي".
وأوضح أن "مسار التاريخ لا يمكن عكسه، وعالم متعدد الأطراف بدأ يتشكل بالفعل".
في المقابل، صرح وزير الخزانة الأميركي أن ترامب وشي سيصادقان على تسوية تتعلق بالمعادن النادرة وبواردات الصين من الصويا الأميركي، وهي ملفات حساسة ضمن الخلافات التجارية بين البلدين.
كما قال نائب وزير التجارة الصيني، لي شينغانغ، إن "الصين والولايات المتحدة توصلتا إلى توافق أولي".
ومن المقرر أن يلتقي الرئيسان يوم الخميس المقبل في كوريا الجنوبية على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)، في محاولة لوضع حد للحرب التجارية التي تصاعدت مؤخرًا بعد فرض واشنطن وبكين رسوماً جمركية متبادلة على صادرات بعضهما البعض، والتهديد بوقف التجارة في المعادن والتقنيات الحيوية.
وجاءت التصريحات الصينية في وقت يزور به ترامب لليابان ، المحطة الثانية في جولته الآسيوية، حيث عبّر عن ثقته في التوصل إلى "اتفاق جيد" مع الصين خلال المحادثات المقررة في كوريا الجنوبية، ما يفتح الطريق أمام تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وبدأت صباح السبت الفائت محادثات مكثفة في كوالالمبور بين وفدين اقتصاديين رفيعيْ المستوى من الولايات المتحدة والصين، في محاولة لاحتواء تدهور العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وتمهيد الطريق للقاء مرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) المقرر انعقادها في كوريا الجنوبية.
وتهدف المحادثات إلى إنقاذ هدنة تجارية هشة، تم التوصل إليها في مايو الماضي خلال اجتماع أوّلي في جنيف، وتم تمديدها لاحقًا في لندن وستوكهولم. وتنصّ الهدنة على خفض التعريفات الجمركية إلى نحو 55% من الجانب الأمريكي و30% من الجانب الصيني، مع استئناف تدفق صادرت المغناطيسات التي تعتمد على المعادن الأرضية النادرة.
ومن المقرر أن تنتهي هذه الهدنة في 10 نوفمبر/تشرين الثاني ما لم يتم تمديدها. لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تآكلاً سريعاً في الثقة المتبادلة، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في أواخر سبتمبر توسيع قائمة "الشركات المحظورة" لتشمل تلقائياً أي كيان تملكه شركات صينية مدرجة بنسبة تزيد عن 50%، مما أدى إلى حظر الصادرات الأمريكية على آلاف الشركات الإضافية.
وردّت الصين في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بفرض ضوابط صارمة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، مشترطة استصدار تراخيص تسمح بتصدير أي منتج يستخدم هذه المعادن أو تكنولوجيا تكرير أو استخراج طوّرتها شركات صينية، بذريعة منع استخدامها في الأنظمة العسكرية.
ووصفت واشنطن هذه الخطوة بأنها "استيلاء على السلطة في سلسلة التوريد العالمية"، وتعهّدت بعدم القبول بها.
وأثار ترامب غضبه علناً من هذه الإجراءات، وهدّد بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على السلع الصينية، بل وذهب إلى حد التلويح بإلغاء أول لقاء شخصي له مع شي منذ عودته إلى البيت الأبيض هذا العام.
المصدر:
يورو نيوز