رصدت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية صعودا مؤقتا للعملة الإسرائيلية اليوم، إذ سجل الشيكل ارتفاعا بنسبة 0.71% أمام الدولار ليصل إلى 3.321 شواكل للدولار، و0.81% أمام اليورو عند 3.887 شواكل لليورو.
ويأتي هذا الارتفاع قبيل الاجتماع المقرر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، حيث سيعرض ترامب خطته لوقف إطلاق النار في غزة، لكن خلف هذا التحسن السطحي، تحذر الأصوات الاقتصادية من أن السوق يتأرجح على حافة مخاطر جسيمة.
فقد أوضح مدير غرفة التداول في بنك "فرست إنترناشيونال"، إيديت موسكوفيتش، أن أسباب ارتفاع الشيكل مؤقتة، مردّها إلى "التفاؤل حول وقف شامل لإطلاق النار في غزة"، إضافة إلى مكاسب الأسواق الأميركية في عطلة نهاية الأسبوع، وبعض البيانات الاقتصادية الإسرائيلية لشهر يوليو/تموز، غير أن هذه المؤشرات، برأي مراقبين، لا تحجب هشاشة الأساسيات.
وتشير تقديرات بنك إسرائيل، وفقا لما نقلته "غلوبس"، إلى أن مؤشره المركب يعكس نموا يقترب من 5% في الربع الثالث، بعد انكماش بنحو 4% في الربع الثاني، فيما ارتفع الإنتاج الصناعي في يوليو/تموز بنسبة 5% مقارنة بمتوسط الربع الأول.
هذه الأرقام استُخدمت لتبرير التفاؤل قصير الأجل، لكنها لا تزيل الغموض السياسي الذي يظل العامل الحاسم في الأسواق.
وحذّر رئيس الاستثمار في "مور ميوتوال فندز"، يوتاف كوستيكا بوضوح من أن السوق الإسرائيلي يعيش "دوامة تعكس الأحداث الجيوسياسية"، لافتا إلى أن البورصة انتقلت من تراجعات حادة عقب خطاب نتنياهو "إسبارطة" إلى مكاسب مؤقتة بسبب التوقعات باتفاق حول غزة.
وأضاف "إذا لم نرَ اتفاقا، فعلينا أن نأخذ في الحسبان أن المخاطر على السوق الإسرائيلي ستتزايد بسبب اتجاه المقاطعة العالمية الذي نشهده في الأسابيع الأخيرة".
وبحسب كوستيكا، فإن هذه المخاطر "لا تنعكس بالكامل في أسعار الأسهم الحالية"، ما يعني أن الارتفاع الحالي للعملة قد يكون مجرد فقاعة ظرفية سرعان ما تتلاشى في حال فشل لقاء ترامب ونتنياهو في إنتاج اتفاق ملموس.
وفي ظل تعاظم المقاطعة الدولية وتزايد الحديث عن العقوبات وتراجع الشرعية السياسية لإسرائيل، يرى محللون أن الشيكل والأسواق الإسرائيلية ككل يظلان عالقين بين رهانات هشة وواقع اقتصادي وسياسي متصدع.