آخر الأخبار

المنقذ من الضلال لأبي حامد الغزالي.. سيرة البحث عن إشراق المعرفة

شارك

أبو حامد الغزالي أحد عباقرة الثقافة العربية والإسلامية وأعلامها الكبار، وقد شاع ذكره ﻓﻲ مشارق الأرض ومغاربها، ﻭﻓﻲ الأزمنة كلها، وما يزال حتى اليوم موردا عذبا لمن رغب ﻓﻲ تذوق المعرفة، ﻭﻓﻲ متابعة الروح الباحثة عن أسرار الحقيقة، ويمثل كتابه الفذ "المنقذ من الضلال" سيرة سردية روحية لقلق الروح وتأرجحها في حمى السؤال، ورحلتها من القلق ﺇﻟﻰ البحث والتأمل وصولا ﺇﻟﻰ تذوق لذة الطمأنينة والسكينة.

ولد الغزالي ﻓﻲ مدينة تدعى طوس، وهي من مدن خراسان ﻓﻲ بلاد فارس، وكان ميلاده سنة 450 للهجرة، أي ﻓﻲ منتصف القرن الخامس الهجري، ولقد تيتّم مبكرا من جهة والده، لكن اليتم ﻟﻢ يمنعه من التوجه نحو العلم وطلب المعرفة، فمضى الغزالي يطلب ما أتيح ﻓﻲ بلده من دروس، ﻭﻟﻢ يلبث أن انتقل ﺇﻟﻰ مدينة جرجان محطته التعليمية الثانية، فاستكمل فيها دروسا جديدة ﻓﻲ الأصول ﻭﻓﻲ فروع العلوم الدينية والدنيوية، ومنها عاد ﺇﻟﻰ بلدته طوس مجددا، ولكن المقام ﻟﻢ يطل به فيها، فغادرها ﺇﻟﻰ نيسابور، كي يلازم الإمام الجويني ويصاحبه فيها ويأخذ العلم مباشرة عنه.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 هل يمكن فصل “التاريخ” عن “التأريخ”؟ الطيب بوعزة يجيب
* list 2 of 2 الطيب بوعزة مناقشا فلسفة التاريخ: هل يمكن استخراج معنى كلي من صيرورة الزمن؟ end of list

بعد وفاة إمامه وأستاذه الجويني، يرحل الغزالي الشاب المتعلم ﺇﻟﻰ العراق، وإذ يصل بغداد يجد اسمه قد سبقه إليها، وهذا يعني أن أمر علمه وتميزه قد بدأ يذيع بين الناس، ﻭﻓﻲ عاصمة الخلافة يعمل ﻓﻲ المدرسة النظامية التي أسسها الوزير العباسي نظام الملك وهو ذاته الذي استقبل الغزالي وقت وصوله ﺇﻟﻰ بغداد.

عمل الغزالي بضع سنوات ﻓﻲ المدرسة النظامية حتى سنة 484، فقد اشتد به المرض واستبد به القلق واليأس، حتى اضطر إلى الاعتذار ﺇﻟﻰ طلبته ففارقهم حاجّا ﺇﻟﻰ مكة، فاستقر ﻓﻲ الحجاز زمنا قصيرا، ﺛﻢ قفل راجعا ﺇﻟﻰ بيت المقدس وأقام به نحو سنتين مجاورا المسجد الأقصى.

ﺛﻢ رحل ﺇﻟﻰ البلاد المصرية مقيما ﻓﻲ الإسكندرية بعض الوقت، ﺛﻢ قفل راجعا ﺇﻟﻰ موطنه بعدما طال غيابه عن بلدته طوس، ومنها انتقل ﺇﻟﻰ التدريس ﻓﻲ نيسابور ﻭﻟﻢ يلبث أن عاد نهائيا ﺇﻟﻰ بلدته ليتفرغ لبعض تآليفه المتأخرة، حتى أدركته الوفاة مبكرا سنة 505 للهجرة، وله من العمر 55 سنة.

إعلان

ترك الإمام الغزالي ﻓﻲ رحلته العلمية عددا وافرا من الآثار والمؤلفات، وقد وصل إلينا أكثر ما ألفه، مما يدل على شيوع كتبه منذ زمن مبكر، ومن مؤلفاته الشهيرة كتاب إحياء علوم الدين وهو من الكتب المرجعية التي يعتمد عليها حتى اليوم، وله أيضا كتاب تهافت الفلاسفة ﻓﻲ الرد على الفلاسفة ونقد طروحاتهم، وله أيضا: مكاشفة القلوب، ومعارج القدس على مدارج معرفة النفس، وميزان العمل، وكيمياء السعادة، وجواهر القرآن، والاقتصاد ﻓﻲ الاعتقاد. وله كتب كثيرة غيرها.

مصدر الصورة ﻓﻲ القسم الأول من سيرة "المنقذ من الضلال" يعرض الغزالي لمرحلة الشباب فيرى أنه فطر على التساؤل والشك والبحث عن الحقيقة (مواقع التواصل)

المنقذ من الضلال.. كتاب القلب والعقل

أما كتابه "المنقذ من الضلال" فهو كتاب الروح والقلب والعقل، سيرة العلم والعالم، لا من ناحية حياته وأيامه فحسب، ﻭﺇﻧﻤﺎ من ناحية تحولات روحه، وقلق أسئلته وطرق تحصيله للمعرفة والطمأنينة. ترى ما الذي قاله الغزالي عن قلق روحه؟ ﻭﻟم استبد به الاضطراب والقلق؟ وكيف تمكن من تجاوز محنته والتخلص من اضطرابه؟ هذا ما يخبرنا عنه ﻓﻲ سيرته الروحية الممتعة التي سماها باسم "المنقذ من الضلال".

"المنقذ من الضلال" إذن سيرة روحية وعلمية تكشف قلق الغزالي ﻓﻲ هجراته المستمرة، وترحاله من مكان ﺇﻟﻰ مكان، فكأن ذلك الرحيل ما هو إلا الصورة الخارجية التي تعكس هجرة داخلية من حال ﺇﻟﻰ حال، ومن قلق ﺇﻟﻰ قلق، ﻓﻲ طريق البحث عن مدارج السالكين، وعن طمأنينة الإيمان المطلق الفاتن.

والغزالي ﻓﻲ سيرته السردية يبدو صريحا ﻓﻲ الاعتراف بقلقه واضطرابه، فقد شك ﻓﻲ كل شيء: ﻓﻲ نفسه ﻭﻓﻲ علمه، ﻭﻓﻲ حواسه جميعها، واستبد به القلق والشك، لكن الشك يوصل ﺇﻟﻰ اليقين. وهو يشير ﺇﻟﻰ ما يقرب من ذلك ﻓﻲ مقدمة سيرته (المنقذ من الضلال)، إذ يوجه خطابه ﺇﻟﻰ شخص لا يذكر له اسما، لكنه يسميه الأخ ﻓﻲ الدين: "سألتني أيها الأخ ﻓﻲ الدين"، وقد يكون هذا السؤال الافتراضي من تلك الأسئلة السردية التي تبتدع متلقيا أو مسرودا له يساعد الراوي على إعلان خطابه، وهو نمط معروف مخصوص ﻓﻲ السرديات العربية، عند الغزالي وعند غيره من المؤلفين القدامى.

ﻭﻓﻲ القسم الأول من سيرة "المنقذ من الضلال" يعرض لمرحلة الشباب، فيرى أنه فطر على التساؤل والشك، والبحث عن الحقيقة، يقول بلسانه: "وقد كان التعطش ﺇﻟﻰ درك حقائق الأمور دأبي وديدني من أول أمري، وريعان عمري، غريزة وفطرة من الله وضعتا ﻓﻲ جبلتي، لا باختياري وحيلتي". ﻭﻓﻲ تلك المرحلة ظن أن اليقين أمر مادي يجب أن تتثبت منه الحواس تثبتا جليا واضحا: "ظهر ﻟﻲ أن العلم اليقيني هو الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافا لا يبقى عنه ريب، ولا يقارنه إمكان الغلط والوهم".

مصدر الصورة عزلة الغزالي استمرت نحو 10 سنين بعد التطواف ﻓﻲ بلاد الإسلام ﻭﻟﻢ يكن يشغله عن الذكر والتأمل شيء (مولدة بالذكاء الاصطناعي-الجزيرة)

مداخل السفسطة وجحد العلوم

ويسمي الغزالي هذه المرحلة "مداخل السفسطة وجحد العلوم" لأنه أصبح فيها "سفسطائيا"، أي متسائلا شكاكا، لا يسلّم بشيء، ويجحد أو ينكر أي يقين ما لم يثبت له على نحو مادي ملموس، وهو يعوّل على الحواس والمحسوسات، ﺛﻢ لا يلبث أن يستبد به القلق، فيضطرب اضطرابا شديدا.. ومن أين له أن يطمئن.. وكيف يصل ﺇﻟﻰ اليقين؟

إعلان

يقول الغزالي عن مرحلته السفسطائية: "من أين الثقة بالمحسوسات، وأقواها حاسة البصر، وهي تنظر ﺇﻟﻰ الظل فتراه واقفا غير متحرك، وتحكم بنفي الحركة، ﺛﻢ بالتجربة والمشاهدة بعد ساعة تعرف أنه متحرك، وأنه ﻟﻢ يتحرك دفعة بغتة، بل على التدريج ذرة ذرة، حتى ﻟﻢ تكن له حالة وقوف، وتنظر (العين) ﺇﻟﻰ الكوكب فتراه صغيرا ﻓﻲ مقدار الدينار. ﺛﻢ الأدلة الهندسية تدل على أنه أكبر من الأرض ﻓﻲ المقدار، وهذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه، ويكذبه حاكم العقل ويخونه تكذيبا لا سبيل ﺇﻟﻰ مدافعته، فقلت: قد بطلت الثقة بالمحسوسات أيضا، فلعله لا ثقة إلا بالعقليات التي هي من الأوليات".

الحال الذي يسرده الغزالي هو حال القلق والشك حتى ﻓﻲ المسلمات، وأمور الحواس، والعقل، أي إنه يشك ﻓﻲ أدوات اليقين نفسها، وقد اشتد به هذا القلق، وتفاقمت الأزمة حتى "شفى الله تعالى من ذلك المرض، وعادت النفس ﺇﻟﻰ الصحة والاعتدال، ورجعت الضروريات العقلية مقبولة، وموثوقا ﺑﻬﺎ على أمن ويقين".

ويضيف الغزالي: "ﻭﻟﻢ يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله تعالى ﻓﻲ الصدر، وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف، فمن ظن أن الكشف موقوف على الأدلة المحررة فقد ضيّق رحمة الله تعالى الواسعة".

ويستشهد الغزالي بشرح النبي الكريم عليه الصلاة السلام لقوله تعالى "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام"، فقال: "هو نور يقذفه الله تعالى ﻓﻲ القلب. فقيل: وما علامته؟ فقال: التجافي عن دار الغرور، والإنابة ﺇﻟﻰ دار الخلود".

دراسة اتجاهات الفكر والمعرفة

هكذا شفي الغزالي من مرضه ومن الشك الكلي الذي عذبه، وبعد ذلك اتجه ﺇﻟﻰ مرحلة أرقى ﻓﻲ البحث، وحصر اتجاهات المعرفة ﻓﻲ عصره في 4 اتجاهات أساسية، رأى أن الحق لا بد ﻓﻲ أحدها، فقرر أن يدرس هذه الاتجاهات، كي يختار من بينها ما يناسبه، وهذه الاتجاهات الفكرية أو المعرفية هي: "المتكلمون، الباطنية، الفلاسفة، الصوفية" على اعتبار ﺃﻧﻬﺎ التيارات الغالبة ﻓﻲ عصره، فكان عليه أن يخوض فيها ويدرسها واحدا وراء آخر، حتى ينتقي من بينها ما يرى أنه أهل للاختيار، وما هو موصل إلى طريق الحق واليقين، ولكن الذي ﻟﻢ يفكر فيه الغزالي: ماذا لو أن اليقين خارج هذه الاجتهادات، وما الذي يمنع من إبداع تيار آخر، واجتهاد جديد، خارج التيارات السائدة، وربما هذا ما توصل إليه الغزالي فيما بعد.

بدأ الغزالي رحلته العلمية مع علم الكلام، وهو علم عربي يختلف عن الفلسفة، وبرزت فيه جماعة المعتزلة: "ﺛﻢ إني ابتدأت بعلم الكلام فحصلته وعقلته… فصادفته علما وافيا بمقصوده، غير واف بمقصودي، وإنما مقصوده حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها عند تشويش أهل البدعة.. فلم يكن الكلام ﻓﻲ حقي كافيا، ولا لدائي الذي كنت أشكوه شافيا".

وهكذا ﻟﻢ ينتفع الغزالي كثيرا من أهل علم الكلام لأن أهداف علمهم تعالج أمورا ﻓﻲ الرد على أعداء الإسلام بالاحتجاج والبرهان، وبالمقدرة على ابتداع الأدلة، وهذا لا يناسب ما يعاني منه الغزالي. لكن من المؤكد أنه ثقف هذا العلم وانتفع ببعض أدواته، فهو ﻟﻢ ينكر أهمية علماء الكلام، لكنه اعترف بأن أدويتهم لا تناسب مرضه.

انتقل الغزالي ﺇﻟﻰ التيار الفلسفي بعد أن فرغ من علم الكلام، ولكن من خلال ما سرده عن تجربته مع كتب الفلسفة وأصحابها نجده يشدد النكير عليهم، ويرفضهم رفضا مطلقا، ويعد علمهم علما فاسدا، قال: "وعلمت يقينا أنه لا يقف على فساد نوع من العلوم من لا يقف على منتهى ذلك العلم، أي الفلسفة".

وقد تتبّع الغزالي اتجاهات الفلسفة وأنواعها، مثلما فهمها وثقفها، فرأى أن الفلاسفة 3 أصناف: الدهريون والطبيعيون والإلهيون. وقسم علوم الفلاسفة ﺇﻟﻰ: علوم رياضية كالحساب والهندسة، وعلوم منطقية تشتمل على النظر ﻓﻲ طرق الأدلة والمقاييس والبرهان، وعلوم طبيعية تعرض للفلك ولمكونات العالم وعناصره، كالماء والهواء والتراب والنار وهي العناصر الأربعة الأساسية بالمنظور الفلسفي، والأجسام المركبة كالحيوان والنبات والمعادن.

إعلان

ويكشف تحليل الغزالي عن معرفة شاملة بالفلسفة، لكنه ﻓﻲ نهاية الأمر رفضها رفضا قاطعا، وأخرجها من علوم اليقين ورآها علما ضالا باطلا رغم كل ما عاناه ﻓﻲ سبيل تحصيلها واختبارها.

أما الاتجاه الباطني، أو الباطنية، فقد مضى معه الغزالي شوطا معقولا لمعرفته واختباره كما فعل مع علم الكلام والفلسفة، ونستفيد من الغزالي درسا علميا مفيدا، يتمثل ﻓﻲ منهجه الدقيق ﻓﻲ تتبّع أصول هذه الفرق وجمع آرائها وتنظيمها، حتى ليخال المرء أنه واحد من دعاتها، مع أنه لا يهدف ﺇﻟﻰ أكثر من المعرفة، والخروج بحكم نهائي عليها.

ويشير ﺇﻟﻰ أن بعض معارفه انتقدوا اهتمامه بالباطنية وحججها: "حتى أنكر علي بعض أهل الحق مني مبالغتي ﻓﻲ تقرير حجتهم، وقال: هذا سعي لهم، فإنهم كانوا يعجزون عن نصرة مذهبهم بمثل هذه الشبهات، لولا تحقيقك ﻟﻬﺎ وترتيبك إياها"، ولكن الغزالي عالم أراد لزوم منهج البحث، كي يكون حكمه دقيقا مقنعا، وهكذا خرج ببطلان مذهب الباطنية، فرده ورفضه، كما رفض مذهب الفلاسفة.

مصدر الصورة سيرة الغزالي المسماة "المنقذ من الضلال" سيرة علم وروح نتعرف من ﺧﻼﻟﻬﺎ على ثقافة المؤلف وعلى كثير مما درسه من ثقافة عصره (مولدة بالذكاء الاصطناعي-الجزيرة)

الغزالي والتصوف

أما الاتجاه الرابع الذي خاض الغزالي فيه فهو التيار الصوفي، وهكذا اتجه ﺇﻟﻰ تفهم الطرق الصوفية، ومراجعتها بحثا عن الحق واليقين الذي دفعه ﺇﻟﻰ دراسة عصره بتياراته وأفكاره المختلفة، وألزمه طريق منهج العلم، والتثبت ﻓﻲ مختلف خطوات رحلته المضنية.

وهكذا درس أولا كتب المتصوفة كتابا كتابا، ﺛﻢ سمع من بعض شيوخهم مباشرة، فاقترب من حقيقة التصوف وطرق المعرفة الصوفية، علما وذوقا، وبدا متبحرا ﻓﻲ علوم الصوفية، كأنها وجدت هوى ﻓﻲ نفسه، فاستقر عليها أو اندمج فيها، لما وجده فيها من قرب روحي وجمال أخاذ يجتذب النفس، ويقلل من سلطان العقل الذي أتعبه وأرهقه، ومرحلة العزلة الروحية مرتبطة ببلاد الشام وإقامته فيها، في دمشق وبيت المقدس والخليل، كما هو واضح مما يرويه الغزالي نفسه، بعدما استقر به الأمر على الإيمان الصوفي.

استمرت عزلة الغزالي نحو 10 سنين، بعد هذا التطواف ﻓﻲ بلاد الإسلام، ﻭﻟﻢ يكن يشغله عن الذكر والتأمل شيء، إلا ما يعرض من شؤون الأسرة ومشاغلها، ولكنه يعترف صراحة بوصوله ﺇﻟﻰ ما يرتضيه من الإيمان بطريق التصوف كخيار روحي له، بعد أن مضى طويلا ﻓﻲ طريق الشك.

وهكذا تتبين لنا سيرة الغزالي المسماة "المنقذ من الضلال" سيرة علم وروح، نتعرف من ﺧﻼﻟﻬﺎ على ثقافة المؤلف، وعلى كثير مما درسه من ثقافة عصره، كما نعرف على نحو دقيق تقلبات روحه وأسئلتها الحارة التي تنتقل إلينا، فنتلذذ بطعم السؤال، وما يحركه فينا من رغبة المعرفة.

إنها سيرة ممتعة رغم أن الأسلوب السردي لا يجري فيها على وتيرة واحدة، فيقوى ويضعف، وفق ما يعرض له المؤلف من أحوال، لكنها تستحق القراءة كمثال مبكر على السيرة الروحية والعلمية إضافة إلى لغتها المشوقة العذبة التي تبدو مثل نهر منساب لا يعيقه إلا التسآل عن الحقيقة. وهي إلى اليوم قابلة للتجدد والحياة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار