افتتحت ليتوانيا في 20 أيلول/سبتمبر متحفًا جديدًا يحمل اسم "الشتتل المفقود"، يجسد حياة المجتمع اليهودي الذي دُمّر إبّان الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية.
ويُعد المتحف، الممتد على مساحة 3 آلاف متر مربع، الأكبر من نوعه بين المؤسسات المماثلة في دول البلطيق.
وقد قررت إدارته أن يكون الدخول مجانيًا طوال السنة الأولى، شرط الحجز المسبق.
كان المجتمع اليهودي في ليتوانيا من بين الأكثر تضررًا بالهولوكوست في أوروبا، إذ قُتل ما بين 90 و95% من يهود البلاد خلال الحرب العالمية الثانية. وحتى عام 1941 عاش جزء كبير منهم في بلدات صغيرة تُعرف باسم "الشتتل". ومن أبرزها بلدة شيدوفا، التي كانت تضم نحو 700 يهودي. وفي آب/أغسطس 1941 أُجبر السكان على مغادرة منازلهم واقتيدوا إلى غابات باكوتينياي ولاودشكياي حيث تمت تصفيتهم، ولم ينج سوى قلة ممن تمكنوا من الفرار أو لجؤوا إلى عائلات ليتوانية.
انطلق مشروع المتحف بمبادرة من أحد أحفاد عائلة يهودية من شيدوفا، فضّل عدم كشف هويته، وساهم بجزء كبير من التمويل تخليدًا لذكرى أسرته والمجتمع المحلي.
وساعد في إنجازه الكاتب سيرغيَوس كانوفيتشيوس، إلى جانب الجمعية التعليمية السويسرية FSU و36 شركة من ثمانية بلدان.
المشروع بدأ بترميم مقبرة يهودية محلية، قبل أن يتحول إلى مركز متكامل يضم عشر قاعات عرض، توثق "العصر الذهبي" للحياة اليهودية في فترة ما بين الحربين، ثم الإبادة تحت الاحتلال النازي والاضطهاد في الحقبة السوفيتية.
يضم المتحف صورًا فوتوغرافية وشهادات شخصية وقطعًا أثرية من المجتمعات اليهودية الليتوانية، من بينها مخطوط توراة وذكريات فتاة صغيرة.
وتُختتم الجولة بمسار تفاعلي أُطلق عليه اسم "طريق الموت"، يحاكي اللحظات الأخيرة التي عاشها يهود شيدوفا قبل إعدامهم.
ويسير الزوار على أرضية زجاجية تكشف عن تربة الغابة تحتها، ثم يدخلون ممرًا مظلمًا تغمره أصوات الطبيعة وروائحها، بينما تُعرض مشاهد وثائقية صُورت في غيتو مدينة شياولياي. ويُراد من هذه التجربة أن تكون تذكيرًا بأن جرائم الهولوكوست ليست مجرد حدث تاريخي، بل تحذير للأجيال الحاضرة والمستقبلية.