في تقرير خاص لصحيفة "الغارديان" عن حفل توزيع جوائز إيمي الـ77 الذي أُقيم الأحد في لوس أنجلوس، برز أن عددًا من نجوم هوليوود استغلوا هذه المنصّة الإعلامية البارزة للتعبير عن مواقف سياسية، خصوصًا بشأن الحرب في غزة، وذلك عبر أزيائهم ورسائلهم على السجادة الحمراء وخطاباتهم على المسرح.
وبحسب ما رصدته الصحيفة في تغطيتها الميدانية للحفل، فقد ارتَدت الممثلة هانا إينبيندر - الحائزة على جائزة أفضل ممثلة مساعدة في مسلسل كوميدي عن دورها في “Hacks” - دبوسًا أحمر من حملة "فنانين من أجل وقف إطلاق النار"، وهو نفس الدبوس الذي ظهر على صدور كل من إيمي لوي وال وناتاشا روثويل من مسلسل "اللوتس الأبيض"، وروث نيغا من "البريء المفترض"، وكريس بيرفيتي من "مدرسة أبوت الابتدائية".
ووفقًا لموقع الحملة، فإن الدبوس يدعو الحكومة الأمريكية إلى "خفض فوري للتصعيد ووقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل قبل أن يُفقد المزيد من الأرواح"، ويهدف إلى "إعارة أصواتنا ومنصاتنا لتعزيز النداء العالمي المطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإعادة جميع الرهائن، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين في غزة".
كما لاحظت الغارديان أن الممثل الإسباني خافيير بارديم، المرشح هذا العام عن أدائه في مسلسل الوحوش: قصة لايل وإريك مينينديز، ارتدى كوفيةً فلسطينيةً على السجادة الحمراء، وقال للصحفيين: "لا يمكنني العمل مع أي شخص يبرّر أو يدعم الإبادة الجماعية".
وأضاف بارديم، بحسب ما نقلته الغارديان من تصريحاته المباشرة: "عدم حصولي على وظائف أمرٌ تافه تمامًا مقارنة بما يحدث هناك".
وفي لحظةٍ لفتت انتباه الحاضرين والمشاهدين على البث المباشر، أنهت إينبيندر خطابها قائلةً: "فلسطين حرة" قبل أن تُقطع كلماتها بالموسيقى.
ونقلت الغارديان عنها في مقابلاتٍ لاحقةٍ في الكواليس قولها: "لديّ أصدقاء في غزة يعملون الآن كطواقم طبية على الخطوط الأمامية، وأطباء في شمال غزة، يقدمون الرعاية للنساء الحوامل، ويعملون من أجل إنشاء مدارس للأطفال في مخيمات اللاجئين".
وأضافت: "إنها قضية قريبة جدًا من قلبي لأسباب عديدة. أشعر أن من واجبي كيهودية أن أميّز بين اليهود وبين دولة إسرائيل، لأن ديننا وثقافتنا مؤسسة مهمة وراسخة منذ زمن طويل وهي منفصلة تمامًا عن الدولة الإثنية القومية".
وأشارت الغارديان إلى أن إينبيندر كانت واحدة من آلاف العاملين في صناعة السينما بمن فيهم بارديم، وأفا دوفيرناي، وخواكين فينيكس، وروني مارا، وإيما ستون، وأوليفيا كولمان، وتيلدا سوينتون الذين وقّعوا على تعهّد "عمال السينما من أجل فلسطين" بعدم التعاون مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية.
وقالت إينبيندر، كما نقلت الغارديان: "المقاطعة أداة فعالة لفرض ضغط على الجهات الحاكمة للاستجابة للوضع الراهن. مقاطعة "عمال السينما من أجل فلسطين" لا تستهدف الأفراد؛ بل تستهدف المؤسسات المتورطة مباشرة في الإبادة الجماعية.. أعتقد أنها إجراء مهم، لذا كنت سعيدة بأن أكون جزءًا منه".
في الوقت نفسه، نقلت وكالة رويترز - في تقريرٍ مستقلٍّ - تفاصيل الجوائز الفنية التي مُنحت خلال الحفل، مشيرةً إلى أن المسلسل الطبي “ذا بيت” من شبكة HBO فاز بلقب أفضل دراما، متفوقًا على “سيفرانس” الذي دخل الحفل بأكبر عددٍ من الترشيحات.
وحصد نوح وايل، نجم "ذا بيت"، أول جائزة إيمي له كأفضل ممثل درامي، بعد خمس ترشيحات سابقة عن دوره في "ER". وقال على المسرح: "واو، ما أجمل هذا الحلم!"، ثم شكر العاملين في القطاع الصحي قائلًا: "إلى كل من يبدأ أو ينهي وردية عمله الليلة، شكرًا لكم على تحمّل مسؤولية هذا العمل".
أما في فئة الكوميديا، ففاز "ذا ستوديو" من Apple TV+ بلقب أفضل مسلسل، ونال نجمه سيث روجن جائزته الأولى كأفضل ممثل كوميدي، بالإضافة إلى جوائز عن الإخراج والكتابة. وقال روجن: "أنا محرجٌ حقًا من مدى سعادتي بهذا".
وحصد "ذا لات شو ويذ ستيفن كولبيرت" بجائزة أفضل برنامج حواري للمرة الأولى منذ انطلاقته، رغم إعلان CBS في يوليو الماضي عن نيّتها إلغاء البرنامج لأسباب مالية. وشكر كولبيرت شبكته مازحًا: “أود أن أشكر شبكة CBS على منحنا امتياز أن نكون جزءًا من تقليد البرامج الليلية المتأخرة، والذي آمل أن يستمر لفترة طويلة”، ثم سأل الجمهور: “وبينما لديّ انتباهكم، هل هناك من يوظف؟”.
وفي فئة المسلسلات المحدودة، فاز “أدوليسنس” من Netflix بلقب أفضل مسلسل، ونال نجمه أوين كوبر (15 عامًا) جائزة أفضل ممثل مساعد، ليصبح بذلك أصغر فائز في تاريخ هذه الفئة. وقال كوبر: “إذا استمعتَ وركّزتَ وخرجتَ من منطقة راحتك، يمكنك تحقيق أي شيء. لم أكن شيئًا قبل ثلاث سنوات”.
وفي الكوميديا، فازت جان سمارات وهانا إينبيندر من “هاكس” بجائزتي أفضل ممثلة وممثلة مساعدة. وكانت هذه هي الجائزة الرابعة لسمارات عن نفس الدور، والأولى لإينبيندر رغم ترشيحاتها الثلاث السابقة. وقالت إينبيندر، كما نقلت الغارديان: “كنت قد أقنعت نفسي بأن من الأروع أن تخسر… لكن هذا رائع أيضًا” — قبل أن تختم بكلمتها “حرية فلسطين”.
وتصدرت HBO وNetflix قائمة الشبكات هذا العام بحصدهما 30 جائزة إيمي لكل منهما، بينما حصلت Apple TV+ على 22 جائزة. ويتم اختيار الفائزين من قبل نحو 26,000 عضو في أكاديمية التلفزيون.
فيما وعَد المُضيف نيت بارغاتزي، في بداية الحفل، بالتبرع بمبلغ 100,000 دولار لمؤسسة خيرية على أن يُخصم من هذا المبلغ مبلغ مالي معيّن في كل مرة يتجاوز فيها أحد الفائزين الوقت المخصص لكلماتهم (45 ثانية).
وفي ختام الحفل، أعلن بارغاتزي — مازحًا — أن “الكلمات الطويلة أوصلت الصندوق الخيري إلى عجزٍ مالي”، لكنه كشف أن شبكة CBS وافقت على مشاركته التبرع بمبلغ إضافي، ليصل الإجمالي إلى 350,000 دولار، ستُوجّه بالكامل لصالح “نادي الأولاد والبنات في أمريكا”.