مغربي يوثق حياة الجبال القاسية في الشتاء.. والآلاف يتفاعلون معه

في أعالي جبال المغرب، حيث تبلغ البرودة حد تجمد الملابس، يشارك شاب مغربي يدعى رشيد تفاصيل يومية استثنائية من حياة قاسية، يوثّقها بأسلوب بسيط وصادق جذب اهتماماً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

لا يكتفي رشيد أعباس، صانعُ محتوى، بتوثيق صراعه اليومي مع البرد والثلوج، بل ينقل لحظات إنسانية نادرة تعكس علاقته العميقة بماشيته؛ إذ لا يعاملها كمصدر رزقٍ فقط، بل ككائناتٍ تشاركه العزلةَ وقسوةَ الجبال، فيمنحها الدفءَ قبل أن يبحث عن دفئه.

ومن خلال مقاطع صادقة وبعيدة عن التكلف، يوثق تفاصيل حياته الرعوية، حيث يستخدم الثلج بدل الماء لإعداد طعامه ويحضّر العلف لماشيته وسط ظروف مناخية قاسية، في مشاهد أعادت الاعتبار لقيم الرحمة والصبر والعيش المتناغم مع الطبيعة، ولمست قلوب متابعيه.

وفي أحد المقاطع التي لاقت انتشاراً كبيراً، ظهر الشاب وهو يستعرض جلبابه وقد تجمّد بالكامل من شدّة البرد، في مشهد اختزل قسوة الطقس التي يعيشها سكان المناطق الجبلية خلال فصل الشتاء. هذا الفيديو شكّل نقطة تحوّل في التفاعل مع محتواه، وأعاد تسليط الضوء على واقع العيش المنسي في أعالي الجبال.

ويقول رشيد في تصريح لـ"العربية.نت"، إن مشاركة تفاصيل حياته اليومية "لا تعني البحث عن الشهرة، بل محاولة لتقاسم صورة عمّا نعيشه في البادية شتاء وصيفا، خصوصا أن الحياة هناك تكون في الغالب مملّة رغم جمالية الطبيعة".

ويضيف أن ما يعيشه "ليس سهلا بسبب قسوة الطبيعة، خاصة في الجبال، لكن نقل هذه التفاصيل يهدف إلى تقديم صورة صادقة عن حياة البادية، بكل ما تحمله من صعوبات وبساطة وكرامة".

وتحظى فيديوهات رشيد بتفاعل واسع على منصتي "تيك توك"، و"إنستغرام"، حيث يتابعها آلاف المستخدمين الذين وجدوا في بساطتها وصدقها صورة نادرة لحياة الجبال وقسوتها.