آخر الأخبار

غرنيكا الإسبانية.. غيرت مجرى الحرب وتعاطف معها بيكاسو

شارك
لوحة غرنيكا لبابلو بيكاسو

ما بين عامي 1936 و1939، عاشت إسبانيا على وقع أحداث حرب أهلية أسفرت عن سقوط مئات آلاف القتلى.

فقد واجه بهذا النزاع، الجمهوريون الموالون لحكومة الجبهة الشعبية ذات الميول اليسارية، القوميين الذين مثلوا تحالفا بين الفلانجيين والملكيين والمحافظين بقيادة مجلس عسكري تزعّمه الجنرال فرانسيسكو فرانكو (Francisco Franco).

كما تلقى خلال الحرب القوميون دعما كبيرا من ألمانيا وإيطاليا. فيما قدّم الاتحاد السوفيتي إمدادات هامة للجمهوريين.

وخلال العام 1937، شهدت الحرب الأهلية الاسبانية حدثا غير مسبوق حيث عمد حلفاء الجنرال فرانكو لاستهداف مدينة غرنيكا (Guernica) بمنطقة الباسك بشمال إسبانيا ضمن ما وصف حينها بإحدى أولى عمليات القصف الجوي العنيفة ضد أهداف مدنية بالتاريخ.

قرار قصف غرنيكا

أثناء فترة الحرب، مثلت مدينة غرنيكا نقطة استراتيجية للجمهوريين الذين اعتمدوا على هذه المنطقة كمركز اتصال لقواتهم خلف خطوط القتال الأمامية.

صورة للجنرال فرانسيسكو فرانكو

وأملا في القضاء على هذه النقطة الاستراتيجية للجمهوريين، وضع الألمان، بمساعدة الإيطاليين، خطة، عرفت بعملية روغين (Rügen)، لقصف غرنيكا بهدف تدمير الجسور والطرقات المؤدية لها.

كما اتجه الألمان لإنجاح هذه العملية، للاعتماد على فيلق كندور (Condor Legion) الذي تأسس خلال شهر تموز/يوليو 1936 وضم في صفوفه بالأساس متطوعين من سلاح الجو الألماني.

في حين اعتمد الإيطاليون على طائرات الفيلق الجوي، الذي تأسس أيضا سنة 1936 لدعم القوميين الإسبان، التي مثلت جزءا من سلاح الجو الملكي الإيطالي.

كذلك تحدثت مصادر ألمانية عن رغبة أدولف هتلر في قصف غرنيكا منذ فترة بهدف معاقبة سكانها. فبتلك الفترة، روج عمدة هذه المدينة على مدار أشهر لتصريحات معادية للنازيين ولأدولف هتلر.

صورة لجانب من الخراب بعرنيكا بعد القصف

فضلا عن هذا، أكد الألمان على احتماء ما لا يقل عن 7 آلاف مقاتل جمهوري داخل أسوار غرنيكا ومشاركتهم بالعديد من العمليات ضد القوميين.

ردود الفعل

في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 26 نيسان/أبريل 1937، باشرت القوات الألمانية والإيطالية بعملية قصف غرنيكا.

وشاركت بهذه العملية من الجانب الألماني 23 قاذفة قنابل جونكرز جو 52 (Junkers Ju 52) و4 قاذفات قنابل هينكل هي 111 (Heinkel He 111) وقاذفة قنابل دورنييه دو 17 (Dornier Do 17) إضافة لطائرات أخرى من نوع هينكل هي 51 (Heinkel He 51) وميسرشميت بي أف 109 (Messerschmitt Bf 109).

لوحة تجسد عددا من الطائرات الألمانية

في المقابل، أرسل الإيطاليون 3 قاذفات قنابل من نوع سافوا ماركيتي أس أم 81 (Savoia-Marchetti SM.81).

وعقب استهداف بالرشاشات، باشرت الطائرات بإلقاء قنابلها على غرنيكا ضمن عملية قصف طالت المباني المدنية واستخدم خلالها ما يزيد عن 60 طنا من القنابل الحارقة.

وخلال ساعات، امتدت ألسنة اللهب لتدمر حوالي 75% من مدينة غرنيكا تزامنا مع فشل رجال الإطفاء الذين جاؤوا من مدينة بلباو (Bilbao) في السيطرة على الحرائق.

غرنيكا بعد القصف الألماني

إلى ذلك، وحتى يومنا الحاضر لا يزال عدد ضحايا قصف غرنيكا موضوع جدل. فبينما تحدثت سلطات الباسك عن مقتل 1654 شخصا وإصابة المئات، أكدت مصادر إسبانية أخرى أن العدد الإجمالي للقتلى في حدود 150 ضحية.

من ناحية أخرى، نقلت مصادر سلاح الجو البريطاني أخبارا عن مقتل 400 إسباني بغرنيكا.

فيما رجح السوفيت سقوط 800 قتيل.

يذكر أن عملية قصف غرنيكا كانت أثارت حالة من الغضب على الصعيد الدولي، حيث اتجهت مختلف الدول لانتقادها ووصفها بالحدث الإجرامي والبربري ضد مدنيين عزل.

من ناحية أخرى، تحدث بعض المؤرخين عن قصف المدينة بهذه الشدة ضمن ما وصف بتجربة قام بها سلاج الجو الألماني لطائراته.

رغم هذا، ساهمت عملية قصف غرنيكا في فتح الطريق أمام قوات الجنرال فرانكو لبلوغ بلباو والسيطرة على كامل شمال إسبانيا.

صورة لجانب من الخراب بعرنيكا بعد القصف

أيضا، ساهم هذا القصف حينها في تدويل قضية الحرب الأهلية الإسبانية وتدخل الألمان بها.

ويعود الفضل حينها في تدويل الأمر لعدد من معارضي القوميين والذين تواجد على رأسهم الرسام الشهير بابلو بيكاسو الذي رسم حينها لوحة غرنيكا التي عرضت لأول مرة بمعرض باريس الدولي للعام 1937.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار