يرى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي "OpenAI"، أن الإمكانيات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي تجعل الوقت الحالي "ربما أكثر الأوقات إثارة لبدء مسيرة مهنية، ربما على الإطلاق".
تأتي تصريحات ألتمان هذه في وقت يتزايد فيه قلق العاملين في الولايات المتحدة والعالم ككل، وخاصة الباحثين عن وظائف للمبتدئين، من احتمال نضوب فرص العمل الجديدة مع تزايد اعتماد أصحاب العمل على الذكاء الاصطناعي.
وقال ألتمان، خلال حلقة ببودكاست "People by WTF" نُشرت يوم 14 أغسطس، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق صناعات وأنواعًا جديدة من الوظائف، ويساعد في تعزيز قدرة العمال على تعلم مهارات جديدة وتطبيقها، بحسب تقرير لقناة "سي إن بي سي"، اطلعت عليه "العربية Business".
وأشار إلى قطاعات مثل التكنولوجيا والعلوم والإعلام كمجالات يمكن أن تساعد فيها أدوات الذكاء الاصطناعي العاملين الشباب -وخاصة رواد الأعمال- على إنجاز عمل ربما كان يتطلب في السابق "عقودًا من الخبرة أو فرقًا كبيرة من الأشخاص" لإنجازه.
وحتى مع تهديد الشركات باستخدام الذكاء الاصطناعي كذريعة لإلغاء بعض الوظائف، يتوقع بعض الخبراء أن التقدم التكنولوجي سيخلق ملايين الوظائف الجديدة، بعضها لم يكن موجودًا من قبل، وفقًا لتقرير "مستقبل الوظائف" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025.
وأشار التقرير إلى أنه من خلال التدريس والقدرة على إنجاز مجموعة واسعة من المهام للبشر، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسهم في إتاحة فرص العمل لجميع الشباب من خلال مساعدتهم على اكتساب مهارات ومعارف تقنية كانت تتطلب سنوات من الخبرة والتدريب.
وقال ألتمان، البالغ من العمر 40 عامًا: "إنه لأمر مدهش حقًا ما يُمكنك فعله بأداة مثل هذه. شعرتُ بالشعور نفسه عندما كنتُ في الخامسة والعشرين... كانت لدينا ثورة الحاسوب، (و) كان بإمكان شاب في الخامسة والعشرين آنذاك تحقيق أشياء لم يكن أي شاب في الخامسة والعشرين قادرًا على القيام بها في التاريخ من قبل".
وبالنظر إلى أنه رئيس تنفيذي لشركة ذكاء اصطناعي، لا يُعدّ ألتمان مصدرًا محايدًا. وأدى تزايد اعتماد أصحاب العمل في الولايات المتحدة على أدوات ووكلاء الذكاء الاصطناعي إلى الاستغناء عن أكثر من 10,000 وظيفة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، وفقًا لتقرير صادر في يوليو عن شركة خدمات إعادة التوظيف "تشالنجر، جراي، وكريسماس".
ويواجه الشباب صعوبة بالغة في العثور على وظائف؛ إذ يعاني الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و27 عامًا من معدل بطالة أعلى، بنحو نقطة مئوية كاملة، مقارنةً بإجمالي السكان البالغين في الولايات المتحدة، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل الأميركي.
وفي قطاع التكنولوجيا، انخفض توظيف الخريجين الجدد في أكبر 15 شركة من حيث القيمة السوقية بأكثر من 50% منذ عام 2019، وفقًا لبيانات شركة رأس المال الاستثماري "سيغنال فاير".