آخر الأخبار

لقب "الكان" يلمع في أعين الركراكي.. فهل يكسر اللعنة؟

شارك
الركراكي يسعى للتاريخ: الكان أم خيبة جديدة؟ صورة أرشيفية.صورة من: David Niviere/abaca/picture alliance

"أكون أو لا أكون"، شعار يرفعه وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم في كأس الأمم الإفريقية التي يستضيفها المغرب. وقبل انطلاق "الكان"، أكد وليد الركراكي أنه سيرحل عن تدريب منتخب المغرب في حال فشل في قيادة "أسود الأطلس" للقب القاري المُنتظر منذ نصف قرن. فكيف تبدو حظوظ المغرب تحت قيادة الركراكي؟

حظوظ وافرة.. ولكن!

على الورق، يبدو المغرب المرشح الأبرز للفوز بكأس الأمم الإفريقية، حيث سيخوض "أسود الأطلس" مباريات البطولة على أرضهم وبين جماهيرهم في حدث لا يتكرر كثيرا. وستكون جماهير المغرب الرقم الـ 12، إذ ستنزل بكل ثقلها لمساعدة منتخب بلادها، من أجل اعتلاء منصة التتويج القارية.

وتعج تشكيلة المغرب بلاعبين من أعلى طراز ويحملون أقصمة أكبر الأندية الأوروبية على غرار: إبراهيم دياز مع ريال مدريد، أشرف حكيمي مع باريس سان جيرمان، نصير مزراوي مع مانشستر يونايتد وغيرهم من النجوم.

جماهير المغرب لا تزال تنتظر الكثير من إبراهيم دياز. صورة أرشيفية.صورة من: AP Photo/picture alliance

وتعكس هذه الأسماء جودة اللاعبين المغاربة، الذي يُشكلون حاليا "جيلا ذهبيا" لا ينقصه سوى الفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية، بهدف تعزيز نهضة كرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة، والتي كان أبرزها بلوغ المنتخب الأول نصف نهائي كأس العالم في قطر، وفوز المنتخب الأولمبي المغرب ببرونزية أولمبياد باريس، وأيضا فوز منتخب المغرب تحت 20 عاما بكأس العالم للشباب.

لكن شتان بين الترشيحات وواقع مباريات كأس الأمم الإفريقية، التي لا تخضع كثيرا للمنطق. فقد أثبتت عدة تجارب سابقة أن الترشيحات لا تحسم كأس الأمم الإفريقية. ففي النسخة الماضية، كان المغرب المرشح الأبرز للفوز بالكأس، لكنه غادر من الباب الخلفي بعد خسارة صادمة أمام منتخب جنوب إفريقيا بهدفين دون رد في دور الثمن.

وسيحاول وليد الركراكي تجاوز "نكسة" النسخة الماضية، وإثبات أن ما حصل هناك كان مجرد كبوة جواد. ورغم حظوظ المغرب الوافرة هذه المرة إلا أن كرة القدم تبقى رياضة عصية على التوقع والفهم.

معارك تكتيكية مُنتظرة

ويوجد المغرب في مجموعة تضم كلا من جزر القمر، مالي وزامبيا. وتبدو حظوظ المغرب وافرة للتأهل كمتصدر للمجموعة. غير أن المنتخبات المنافسة للمغرب في المجموعة الأولى لن تكون بالتأكيد لقمة سهلة، حيث ستدافع عن حظوظها، لا سيما وأن كرة القدم الإفريقية تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة.

ويُمثل كل منتخب مدرسة كروية سيتحتم على مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي التعامل معها بشكل خاص. ويتوقع أن يعتمد كل من جزر القمر وزامبيا على الدفاع، وانتظار اللحظة المناسبة لمباغثة المغرب، وتحقيق نتيجة إيجابية.

أما منتخب مالي بقيادة مدربه توم سينتفيت، فإنه يُقدم كرة قدم هجومية تجمع بين الفعالية والجمالية. وبدأ توم سينتفيت الحرب النفسية على المغرب مبكرا عندما أطلق مؤخرا تصريحات صحفية يضع فيها المغرب كالمرشح الأبرز للفوز باللقب.

الركراكي مُطالب بتحقيق اللقب القاري الغائب عن المغرب منذ نصف قرن.صورة من: Sunday Alamba/AP Photo/picture alliance

ويُلاحظ أن وليد الركراكي يجد صعوبة في الفوز على المنتخبات التي تعتمد على اللعب بخطة دفاعية، حيث غالبا ما يُعاني المغرب في تحقيق النصر، وهو ما أثار في أكثر من مرة قلق مغاربة على منتخب بلادهم الأول.

ويلعب وليد الركراكي بخطة وتشكيلة أصبحت شبه معروفة لكل المنتخبات المُنافسة، وهو ما سبق وأشار إليه سابقا مدرب جنوب إفريقيا هوغو بروس.

ويفرض الفوز بكأس الأمم الإفريقية على وليد الركراكي الخروج من "منطقة الراحة"، واللعب بخطط تكتيكة تتناسب مع طبيعة الفرق المُنافسة، لاسيما وأن الأدوار المُتقدمة ستضع المغرب أمام مدارس كروية صعبة المراس على غرار السنغال ومصر وغيرهم.

كسر اللعنة!

وفاز المنتخب المغربي بكأس الأمم الإفريقية في مرة واحدة فقط عام 1976، وهو لقب يبقى قليلا بالمقارنة مع منتخبات أخرى فازت باللقب لأكثر من مرة على غرار: مصر(7 مرات)، الكاميرون (5 مرات)، غانا (4) مرات وغيرها من المنتخبات الأخرى.

هل يُكرر الركراكي ملحمة المونديال؟صورة من: Tom Weller/dpa/picture alliance

وكانت آخر مرة كان فيها المنتخب المغربي قريبا من الفوز بلقب الثاني في نسخة تونس 2004، عندما سقط "أسود الأطلس" في النهائي أمام تونس بهدفين مقابل واحد.

وقبل سنوات، استعان المغرب بالمدرب الفرنسي هيرفي رونار للفوز باللقب الإفريقي الغائب طويلا، إلا أن رونار الذي فاز باللقب مع منتخبي زامبيا وساحل العاج، فشل في تكرار نفس السيناريو مع المغرب.

ويضع المغاربة آمالهم على وليد الركراكي لكسر هذه اللعنة التي امتدت طويلا، لا سيما وأن الركراكي يعرف جيدا الأجواء الإفريقية. وأيضا الفوز بالمسابقات، رغم أن الفوز في كثير من مرات يأتي على حساب الأداء. ويرد الركراكي في أكثر من مرة على منتقديه بأن الأهم هو النتيجة وليس الأداء.

تحرير: عادل الشروعات

DW المصدر: DW
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا