آخر الأخبار

سر المونديال.. لماذا يفوز المدرّب الوطني دائماً بكأس العالم؟

شارك

منذ انطلاقة كأس العالم لكرة القدم عام 1930 وحتى نسخة قطر 2022، تغيّرت ملامح اللعبة، وتطوّرت المدارس التكتيكية من الدفاع الصارم إلى الكرة الشاملة، لكن هناك ظاهرة واحدة ظلت صامدة أمام الزمن: كل منتخب تُوِّج باللقب العالمي كان يقوده مدرّب من نفس جنسية المنتخب.

ورغم العولمة الواسعة في كرة القدم وتبادل المدارس التدريبية بين القارات والمنتخبات، فإن كأس العالم ظل عصيّا على المدربين الأجانب حتى عام 2022. هذه الظاهرة التي تبدو "مصادفة إحصائية" للوهلة الأولى، أصبحت اليوم حقيقة راسخة تؤكدها الأرقام والتاريخ.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 الأرجنتيني فيرنانديز نجم تشلسي رجل النهائيات
* list 2 of 2 11 عاما على أسوأ إهانة لمنتخب البرازيل في تاريخه أمام ألمانيا end of list

فعلى مدى أكثر من 90 عاما، تعاقب على منصة المجد أسماء خالدة مثل فيتوريو بوزّو، هيلموت شون، ماريو زاجالو، مارتشيلو ليبي، ديدييه ديشامب، وليونيل سكالوني، وجميعهم حملوا راية أوطانهم داخل وخارج الملعب.

مصدر الصورة المدرب الإيطالي مارتشيلو ليبي يحمل كأس العالم عام 2006 (غيتي)

هذا السجل الفريد فتح باب الجدل بين المحللين: هل الانتماء الوطني هو سر النجاح في المونديال ؟ أم أن قوة المنظومات الكروية في الدول الكبرى هي التي جعلت الاستعانة بمدرّب أجنبي غير ضرورية؟

في هذا التقرير الشامل نستعرض القائمة الكاملة لكل المنتخبات الفائزة بلقب كأس العالم (2022/1930)، مع أسماء مدربيها وجنسياتهم، ونرصد آراء الخبراء حول سرّ تفوق المدرّبين الوطنيين واستمرار هذه الظاهرة الفريدة في تاريخ البطولة الأعرق في كرة القدم.

المدربون أبطال المونديال عبر التاريخ

في السطور التالية، نستعرض القائمة الكاملة لجميع المنتخبات الفائزة بكأس العالم من 1930 حتى 2022، مع أسماء مدربيها وجنسياتهم، قبل أن نحلل لاحقا سرّ استمرار هذه الظاهرة التاريخية وآراء الخبراء حولها.


* 1930 بطل المونديال أوروغواي (المدرب الأوروغوياني ألبرتو سوبّيشي)
* 1934 البطل إيطاليا (المدرب الإيطالي فيتوريو بوتسو)
* 1938 البطل إيطاليا (المدرب الإيطالي فيتوريو بوتسو)
* 1950 البطل أوروغواي (المدرب الأوروغوياني خوان لوبيز فونتانا)
* 1954 البطل ألمانيا الغربية (المدرب الألماني الغربي سيب هيربيرغر)
* 1958 البطل البرازيل (المدرب البرازيلي فيسنتي فيولا)
* 1962 البطل البرازيل (المدرب البرازيلي أيموري موريرا)
* 1966 البطل إنجلترا (المدرب الإنجليزي ألف رامسي)
* 1970 البطل البرازيل (المدرب البرازيلي ماريو زاغالو)
* 1974 البطل ألمانيا الغربية (المدرب الألماني الغربي هيلموت شون)
* 1978 البطل الأرجنتين (المدرب الأرجنتيني سيزار لويس مينوتي)
* 1982 البطل إيطاليا (المدرب الإيطالي إنزو بيرزوت)
* 1986 البطل الأرجنتين (المدرب الأرجنتيني كارلوس بيلاردو)
* 1990 البطل ألمانيا الغربية (المدرب الألماني الغربي فرانتس بكنباور)
* 1994 البطل البرازيل (المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا)
* 1998 البطل فرنسا (المدرب الفرنسي إيميه جاكيه)
* 2002 البطل البرازيل (المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري)
* 2006 البطل إيطاليا (المدرب الإيطالي مارتشيلو ليبي)
* 2010 البطل إسبانيا (المدرب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي)
* 2014 البطل ألمانيا (المدرب الألماني يواخيم لوف)
* 2018 البطل فرنسا (المدرب الفرنسي ديدييه ديشامب)
* 2022 البطل الأرجنتين (المدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني) مصدر الصورة المدرب الألماني الغربي فرانتس بكنباور يحمل كأس العالم 1990 (غيتي)

لماذا يفوز المدرّب الوطني دائما بكأس العالم؟

الخبراء والصحف العالمية قدموا تفسيرات متعددة تجمع بين العوامل الفنية والثقافية والنفسية، أبرزها ما يلي:

1. الانتماء والهوية أهم من الخطط التكتيكية

ذكرت صحيفة "أس" الإسبانية أن "المدرّب الوطني يعيش مشاعر اللاعبين ويعرف تفاصيلهم النفسية، وهو ما لا يستطيع المدرب الأجنبي تحقيقه بسهولة مهما بلغت خبرته".

إعلان

وأضافت أن الارتباط العاطفي والانتماء المشترك يولدان حافزا إضافيا داخل غرفة الملابس، خصوصا في بطولات قصيرة تعتمد على الروح الجماعية أكثر من الزمن الطويل للعمل.

مصدر الصورة المدرب الإيطالي فيتوريو بوتسو فوق الأعناق بعد أن قاد بلاده للقب كأس العالم مرتين متتاليتين (غيتي)

2. قوة البنية المحلية والمدارس الكروية الوطنية

تحليل نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أشار إلى أن المنتخبات التي فازت بالبطولة -مثل البرازيل وألمانيا وإيطاليا وفرنسا- تمتلك منظومات تدريب محلية متكاملة ومدارس كروية غنية، ما يجعل الاعتماد على مدرب وطني أمرا طبيعيا.

وأضاف التقرير أن هذه الدول تملك وفرة في الكفاءات الفنية المؤهلة لقيادة المنتخبات الكبرى، لذلك لم تضطر للاستعانة بمدربين أجانب.

3. فهم الثقافة الكروية المحلية عامل حاسم

مجلة "فرانس فوتبول" رأت أن النجاح في كأس العالم يتجاوز الجانب التكتيكي إلى فهم الثقافة الكروية للمجتمع: "المدرّب الوطني يعرف عقلية جماهيره، وضغوط الإعلام، وتاريخ المنتخب، وهذا يمنحه ميزة نفسية هائلة في إدارة اللحظات الحرجة".

ولذلك ربطت المجلة بين هوية المدرب ونجاح المنتخبات في إدارة الضغط خلال مراحل الإقصاء.

مصدر الصورة المدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني يتحدث مع ميسي قبل التتويج بكأس العالم 2022 (غيتي)

4. عولمة التدريب لا تكفي لتغيير المعادلة

في المقابل، أشارت مجلة "فوربس" الأميركية إلى أن عصر العولمة جعل التكتيكات الكروية متقاربة، لكن العوامل العاطفية والرمزية ما زالت تميّز المدرب الوطني.

وجاء في تحليلها: "الكفاءة يمكن أن تتنقل بين الدول، لكن الانتماء لا يُستورد، ولهذا يظل المدرب المحلي الأقرب لوجدان لاعبيه وشعبه".

5. هل يمكن أن تنكسر القاعدة يوما؟

تساءلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية في تقرير موسّع عام 2023 عن احتمالية أن يفوز مدرّب أجنبي باللقب يوما ما، وقالت: "في ظل تولّي مدربين أجانب لمنتخبات كبرى مثل إنجلترا وبلجيكا، قد تنكسر القاعدة يوما، لكن حتى الآن يبدو أن كأس العالم يحبّ أبناء الوطن أكثر من الغرباء".

مصدر الصورة النمساوي إرنست هابل مدرب هولندا الذي خسر اللقب عام 1978 (غيتي)

قاعدة غير مكتوبة في تاريخ المونديال

ويُجمع المراقبون على أن المدرب الوطني في كأس العالم هو أكثر من مجرد قائد فني؛ إنه رمز للهوية، وجسر بين الشعب وفريقه، ومرآة لثقافة بلد بأكمله.

لهذا، ظلّ اللقب العالمي حكرا على من يفهم وجدان أمته، ويتحدث لغة لاعبيه، ويقودهم بعاطفة الانتماء قبل عبقرية الخطط.

ويبقى السؤال مفتوحا أمام المستقبل: هل سيكسر مدرّب أجنبي هذه القاعدة التاريخية في مونديال 2026؟ أم سيبقى كأس العالم أوفى لأبنائه كما كان طوال 90 عاما؟

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا