علماء مناخ طردهم ترامب يواصلون المشوار

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من أشد المتشككين في علم المناخ وهو الآن في ولايته الثانية يطبق ما سبق وأعلنه من قبل: إلغاء الدعم المالي المخصص لتعزيز الطاقات المتجددة مثل طاقة الرياح، وبدلا من ذلك تشجيع العودة للوقود الإحفوري كالنفط والغاز.

وفي الوقت نفسه تضعف إدارة ترامب السلطات المعنية بالمعلومات المناخية التي كان يستخدمها ملايين الأمريكيين. بعد أسابيع قليلة من تولي ترامب منصبه تم في شباط/فبراير فصل حوالي 800 موظف من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA المسؤولة عن مراقبة الظروف البحرية والمناخية، وكذلك عن التنبؤات والإنذارات الجوية الوطنية.

بعد التسريحات في هذه الإدارة تم إغلاق أهم منصة للمعلومات المناخية في الولايات المتحدة: الموقع الإلكتروني climate.gov. كانت منصة الوكالة تزود القراء بمعلومات عن التغيرات المناخية في الولايات المتحدة والظواهر الجوية المتطرفة وارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر وغير ذلك الكثير. في عام 2024 سجلت المنصة حوالي 15 مليون زيارة، حسب وكالة الأنباء الأنباء الفرنسية.

لم يقم المسؤولون المعينون من قبل إدارة ترامب في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بتسريح موظفي climate.gov فحسب، بل قاموا أيضا بتحويل الصفحة الرئيسية إلى موقع ويب يخضع لسيطرة المسؤولين السياسيين، كما توضح ريبيكا ليندسي. كانت ليندسي مسؤولة عن climate.gov وتم تسريحها أيضا في شباط/فبراير. "من المحتمل أن مشروعنا لفت النظر بسبب حضوره البارز".

توقف الموقع عمليا بعد أن تم تسريح جميع الموظفين المتبقين في أوائل حزيران/يونيو. وتقول ليندسي عن البوابة المناخية التي كانت ديناميكية في السابق والتي كانت تُحدَّث أسبوعيا وشهريا بالتحليلات حول أحدث آثار تغير المناخ : "لم يعد هناك فريق يواصل هذه المهمة. فقد الجمهور إمكانية الوصول إلى مصدر موثوق لآخر المعلومات المناخية".

تأسيس موقع إلكتروني مستقل

تقود ليندسي حاليا مبادرة لإعادة إطلاق موقع climate.gov بشكل مستقل تحت عنوان Climate.us. "في وقت يتم فيه حذف أو تزوير معلومات مهمة عن المناخ ، نحن ملتزمون بحماية الموارد المهمة المتعلقة بالمناخ ... وضمان استمرار وصول الجمهور بسهولة إلى الحقائق"، كما جاء في الموقع الإلكتروني climate.us الذي تم إطلاقه مؤخرا.

وتعمد القائمون على الموقع الجديد عدم وضع دومين الموقع على الشبكة العنكبوتية ضمن نطاق الحكومة الأمريكية لحمايته من التأثير السياسي وبالتالي الحفاظ على سلامة المعلومات المناخية.

لا يريد العلماء فقط استعادة جميع البيانات المناخية التي تمت إزالتها من موقع climate.gov وإتاحتها على موقع climate.us، بل يريدون أيضا استعادة البيانات من منصات أخرى.

في آذار/مارس تم إلغاء حوالي 20 مليار دولار أمريكي من التمويل المخصص للطاقة النظيفة وحماية المناخ والذي كان قد تمت الموافقة عليه من قبل الإدارة السابقة.

وحسب الخبراء فإن إغلاق موقع climate.gov سيحد من الاستعدادات لمواجهة الظواهر الجوية المتطرفة . وكتب مركز المناخ والأمن الأمريكي في مدونة نشرت في حزيران/يونيو: "إن الحد من ظهور البيانات المناخية يجعل البلاد عمياء عن آثار تغير المناخ ويجعل الاستعدادات أكثر صعوبة".

ما هي المعلومات التي تم حذفها بالفعل؟

تم حذف العديد من المحتويات من موقع climate.gov لأنها تتعلق بما يسمى "التنوع والإنصاف والشمول" وهي سياسة وصفها ترامب في مرسوم صادر في كانون الثاني/يناير بأنها "غير أخلاقية" و"تمييز غير قانوني". "كل ما يتعلق بأهمية التنوع والشمولية في العلوم وكل ما يتعلق بالعدالة أو الآثار غير المتناسبة لتغير المناخ على المجتمعات المحرومة تاريخياً" تم حذفه من موقع climate.gov، كما تقول ليندسي لـ DW.

كما تم حذف المعلومات التي تذكر "خليج المكسيك" بدلا من "خليج أمريكا" بعد أن وقع ترامب مرسوما بهذا الخصوص. ينص المرسوم على "استعادة الأسماء التي تكرم عظمة أمريكا" على وجوب تغيير الاسم في جميع وثائق الوكالات الفيدرالية.

تزامنت هذه اللوائح التنفيذية مع لوائح أخرى تتعلق بالمناخ والطاقة المتجددة: فإحداها علقت التراخيص لمحطات طاقة الرياح البحرية، بينما وعدت أخرى برفع القيود عن محطات الطاقة التي تعمل بالنفط والغاز والفحم.

وفي الوقت نفسه تم حذف جميع الإشارات إلى تغير المناخ من مواقع الويب الخاصة بعدة وكالات أمريكية في الأسابيع الأولى من إدارة ترامب. ومن بين هذه المواقع مواقع وزارة الطاقة ووكالة حماية البيئة EPA.

ونظرا لأنه كان "من غير الممكن تقنيا" إزالة جميع المحتويات "المحظورة" من المنصة الشاملة climate.gov تم حذف أقسام كاملة، كما تقول ليندسي. ومن بينها على سبيل المثال أحدث نسخة من دليل التعامل مع تغير المناخ الذي تم إعداده من قبل برنامج أبحاث التغير العالمي الأمريكي USGCRP الذي تم حله.

أعده للعربية: م.أ.م