في لحظة تجلت فيها مشاعر الفقد والعزاء، اختار إبراهيم الناجي الوحيد من الاستهداف، نجل الناطق العسكري لكتائب القسام "أبو عبيدة" حذيفة الكحلوت أن يسدل الستار على حياة والده بطريقة مختلفة، ناشرا صورة لم يرها العالم من قبل، تجمع "جنرال الصوت" بفلذة كبده يمان.
الصورة التي نشرها الابن الأكبر عبر حسابه، أظهرت "أبا عبيدة" لأول مرة متحررا من لثامه الأحمر وزيه العسكري، بوجهه الحقيقي وملامحه الهادئة، وهو يحتضن ابنه الشهيد في لقطة عائلية دافئة، بدت وكأنها تلخيص لرحلة أب ودع ابنه شهيدا.
وتحمل هذه الصورة دلالات عميقة للشارع الفلسطيني؛ فهي توثق الجانب الإنساني لشخصية ظلت لسنوات رمزا للقوة والغموض، مظهرة أن خلف البيانات النارية كان هناك قلب أب يحمل وجع استشهاد ابنه بصمت، ليكون الختام بلقائهما معا في صورة واحدة خلدت ذكراهما للأبد.
لسنوات طوال، ظلت هوية "أبي عبيدة" لغزا حير أجهزة الاستخبارات، ورهانا إعلاميا رابحا للمقاومة، واليوم، بينما تودع غزة جنرالاتها، يبقى المشهد الأخير لهذا الرجل ليس على منبر خطاب، بل في حضن عائلته، تاركا خلفه إرثا من الكلمات وصورة وحيدة ستظل شاهدة على الوجه الحقيقي للمعركة.
المصدر:
القدس