قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن الصحفيين الفلسطينيين شكّلوا في عام 2025 خط الدفاع الأول عن الحقيقة، إذ كانوا شهودا على المجازر الإسرائيلية في القطاع وناقلين للوقائع من قلب الحدث، ودفعوا مقابل ذلك ثمنا باهظا من دمائهم وحياتهم وأمنهم الشخصي.
ووثق المكتب في بيان بمناسبة يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني (31 ديسمبر/كانون الثاني) تضحيات الصحفيين الفلسطينيين، ضمن أرقام عكست حجم الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له الصحافة الفلسطينية.
وقال إن الجرائم الإسرائيلية بحق الأسرة الصحفية الفلسطينية أسفرت في 2025 عن:
وحتى اليوم سجّل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد 257 صحفيا، جراء استهدافات إسرائيلية مباشرة لمحاصرة وإسكات الرواية الفلسطينية، وطمس الحقيقة وجرائم الاحتلال أمام الرأي العام العالمي.
وقال المكتب إن الصحفيين الفلسطينيين كانوا ولا يزالون شركاء في معركة الوعي والكرامة، وصُناعا للرواية الصادقة التي كسرت زيف الدعاية الإسرائيلية وسرديته الكاذبة، وكشفت جرائم الحرب للعالم أجمع، رغم محاولات التعتيم والتضليل.
وأضاف "نُجدّد العهد لأرواح شهداء الصحافة الفلسطينية بأن تظل رسالتهم حيّة، ونؤكد استمرارنا في الدفاع عن حقوق الصحفيين، وملاحقة الاحتلال قانونيا وإعلاميا على جرائمه بحقهم، حتى ينال الجناة جزاءهم العادل".
ولم يقتصر استهداف الصحفيين الفلسطينيين على القتل المباشر أو الإصابة أو الاعتقال أو المنع من التغطية، وفق نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إذ أخذ بُعدا أكثر خطورة ووحشية تمثل في استهداف عائلات الصحفيين وأقاربهم، في مساع إسرائيلية حثيثة لتحويل العمل الصحفي إلى عبء وجودي يدفع ثمنه الأبناء والزوجات والآباء والأمهات.
وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 706 أشخاص من عائلات الصحفيين في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق رصد وتوثيق لجنة الحريات في النقابة.
ومنذ شنّها حرب الإبادة على القطاع، منعت إسرائيل الصحفيين الدوليين من دخول غزة بشكل مستقل، تاركة للصحفيين الفلسطينيين مهمة توثيق مجريات الحرب وتحمل عبء التغطية من الخطوط الأمامية في ظروف صعبة ومهددة للحياة.
واعتبر مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين مواصلة منع الصحفيين الأجانب من دخول القطاع بأنه إجراء غير مسبوق، أسهم في عزل غزة إعلاميا، وأعاق التحقق الميداني المستقل من الوقائع ونقل صورة شاملة لما يجري على الأرض.
ووُصف استشهاد الصحفيين في غزة بالأسوأ تاريخيا، إذ تجاوز عددهم مجموع من قُتلوا من الصحفيين في الحرب الأهلية الأميركية والحربين العالميتين الأولى والثانية وحرب كوريا وفيتنام ويوغسلافيا وأفغانستان، وفق ما خلص إليه مشروع "تكاليف الحرب" التابع لجامعة براون الأميركية.
وقدمت خلال الحرب الإسرائيلية على غزة 12 صحفيا من طاقمها شهداء في سبيل مواصلة التغطية الصحفية في القطاع، رغم الظروف المستحيلة من الإبادة والتجويع والتهجير، كما أصيب عدد من الصحفيين بجروح خطرة بنيران إسرائيلية مباشرة.
المصدر:
القدس