الحدث الإسرائيلي
أفادت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية بأن سلطات الاحتلال بدأت العمل في موقع مستوطنة “سانور” شمال الضفة الغربية، في إطار استعدادات لإقامة قاعدة عسكرية دائمة وإعادة إدخال عائلات استيطانية إلى المكان، ضمن خطوة تهدف إلى إعادة مقر لواء “منشيه” من شمال فلسطين المحتلة إلى منطقة شمال الضفة، في ما يُعد تطورا لافتا بعد نحو عقدين على تنفيذ خطة الانفصال.
وبحسب الصحيفة، يُنفذ هذا المسار بقيادة وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، ووزير المالية والوزير في وزارة جيش الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، وبمشاركة رئيس مجلس مستوطنات “شومرون” يوسي داغان، في خطوة توصف بأنها تستكمل عمليا إلغاء “قانون الانفصال” في شمال الضفة الغربية، من خلال إعادة فرض حضور استيطاني مدني إلى جانب انتشار عسكري دائم، للمرة الأولى منذ عام 2005.
وذكرت “إسرائيل اليوم” أن قاعدة عسكرية على مستوى سرية بدأت بالفعل بالعمل في "سانور”، على أن يعقب ذلك لاحقا إعادة مقر لواء “منشيه”، الذي جرى نقله بعد الانفصال إلى منطقة “عين شمر”، في موازاة تسريع خطوات إعادة الاستيطان المدني في الموقع.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد عدة أشهر من قرار المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) إعادة إقامة المستوطنة، جرى الاتفاق على صعود نواة من العائلات الاستيطانية إلى الأرض خلال عيد “بوريم” المقبل، بعد قرابة عشرين عاما من إخلائهم من المكان في إطار خطة الانفصال. وأضافت أن طلبا أوليا لإتمام الخطوة خلال عيد “حانوكا” اليهودي كان قد رُفض لأسباب تتعلق بالجاهزية والجداول الزمنية، من دون وجود اعتراض مبدئي من جيش الاحتلال على مبدأ العودة نفسه.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن أعضاء في نواة الاستيطان حديثهم عن “إغلاق دائرة” استمرت سنوات طويلة، مشيرة إلى أن أحدهم، يتسحاق تسوكيرمان، قال إنه انخرط في الجهود الرامية للعودة إلى “سانور” منذ عام 2020.
ووفقا للتخطيط المعلن، ستتم إعادة الاستيطان على مراحل، تبدأ بنصب ما يصل إلى 30 كرفانا، حيث يُتوقع في المرحلة الأولى وصول نحو عشر عائلات، على أن تتبع ذلك مراحل إضافية وصولا إلى استكمال مرحلة الكرفانات والانتقال لاحقا إلى البناء الدائم.
ونقلت “إسرائيل اليوم” عن سموتريتش قوله، خلال زيارة ميدانية إلى الموقع، إن “الجيش والاستيطان يسيران معا”، معلنا تخصيص ميزانية تقدر بنحو 800 مليون شيقل على مدى ثلاث سنوات لإعادة مقر لواء “منشيه” إلى المنطقة، إلى جانب مقري كتيبتين إضافيتين، في إطار ما وصفه بـ”مسار عودة الاستيطان وعودة الشعب اليهودي إلى شمال الضفة”.
بدوره، وضع وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس هذه الخطوة ضمن تصور أوسع للسيطرة الأمنية في شمال الضفة، معتبرا أن إعادة الاستيطان والانتشار العسكري في المنطقة تمثل “أهمية كبرى” من وجهة نظره، ومؤكدا أن ذلك يأتي بتوجيه مباشر منه لجيش الاحتلال.
أما رئيس مجلس مستوطنات “شومرون” يوسي داغان، فقد ربط، وفق ما أوردته الصحيفة، بين تنفيذ خطة الانفصال وموجات العمليات التي شهدتها "إسرائيل" لاحقا، معتبرا أن “العودة إلى سانور” تعني إعادة انتشار دولة الاحتلال وجيشها في شمال الضفة، ومشيرا إلى أن اقتلاع المستوطنات، على حد تعبيره، أدى إلى خلق ما وصفه بـ”غزة لايت” في المنطقة.
المصدر:
الحدث