آخر الأخبار

دلال المغربي.. أيقونة النضال الفلسطيني التي لا يمحوها الزمن

شارك

منذ عام 1948، تزخر الذاكرة الفلسطينية بقصصٍ لا تُحصى من النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، غير أن أسماءً قليلة نجحت في أن تتحوّل من سطورٍ في التاريخ إلى حضورٍ دائم في الوعي الجمعي؛ أسماءٌ صنعتها بطولاتٌ استثنائية، فغدت أيقوناتٍ لا يبهت أثرها مع الزمن.

من بين هذه الأسماء، يبرز اسم الشهيدة الفلسطينية دلال المغربي، التي لم تكن مجرّد فدائية في زمنٍ ملتهب، بل صارت رمزًا مُكثفًا لمعنى التضحية، واسمًا ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ العمل الفدائي الفلسطيني.

اقترن اسم دلال المغربي بتنفيذ عملية فدائية تاريخية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1978، حين قادت مجموعة فدائية باتجاه تل أبيب، وأسفرت العملية عن مقتل عدد من الإسرائيليين، قبل أن تنتهي باستشهادها مع عدد من رفاقها برصاص الجيش الإسرائيلي، بعد اشتباكٍ عنيفٍ أُغلقت فيه مسارات الانسحاب.

وفي الأرشيف المفتوح، تبرز صورة صادمة لدلال المغربي بعد استشهادها، يظهر فيها إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، الذي كان يومها من قادة القوة التي تصدت للمجموعة، واقفًا عند جثمانها، يمسك بها ويشدّها، في لقطة أثارت غضبًا واسعًا.

حياة دلال المغربي مليئة بالفصول، وما هو متداول عنها لا يتجاوز الخطوط العريضة، لكن الغوص في تفاصيل سيرتها يكشف أسرارًا كثيرة عن هذه الشهيدة الأيقونة: عن البيت والمنفى والوعي المبكر، وعن التدريب القاسي والسرية، وعن الساعات الأخيرة التي سبقت “عملية الساحل".

تذكر العديد من المراجع أن دلال المغربي وُلدت عام 1958، غير أن الثابت أنها من مواليد 29 ديسمبر/ كانون الأول 1959، وقد وُلدت في محيط صبرا–الطريق الجديدة في بيروت، على تخوم مخيم صبرا للاجئين الفلسطينيين.

تنحدر عائلة المغربي من مدينة يافا الفلسطينية، ووالدها هو سعيد المغربي، أحد المشاركين في ثورة الشهيد عز الدين القسام عام 1936، ومن الفلسطينيين الذين لجأوا إلى لبنان عقب نكبة عام 1948 وإقامة ما يُسمى بـ"دولة إسرائيل".

كانت دلال مولعة بالتعرّف إلى تاريخ بلادها. تسأل والدي يوميًا عن فلسطين وعن قتال إسرائيل. منذ طفولتها تشكّل وعيها الوطني.

أما والدتها فهي السيدة آمنة إسماعيل، لبنانية من بيروت. أنجبت من زوجها سعيد تسعة أبناء: ستة ذكور وثلاث إناث. عاشت العائلة في منطقة أبو سهل - الطريق الجديدة في بيروت، وهي منطقة كانت تُعدّ في تلك المرحلة إحدى البيئات الحاضنة لعمل منظمة التحرير الفلسطينية.

كانت دلال الطفلة الثانية بعد شقيقتها الكبرى رشيدة المغربي، ولها شقيق توأم هو محمد. وكان لرشيدة دورٌ محوري في مسيرة دلال، إذ شكّلت حاضنتها الأولى، والمساهم الأبرز في توجيه بوصلتها نحو العمل الوطني.

في حديثه إلى أحمد المغربي، يستعيد أحمد المغربي تفاصيل طفولة شقيقته التي تكبره بنحو ثلاث سنوات:

ويضيف أن العائلة عاشت في أجواء دافئة، وأن والدهم كان يعمل في المقاولات والبناء، إضافة إلى وجود منزل صغير للعائلة في بلدة صوفر بجبل لبنان. ويشير إلى أن دلال كانت أختًا حنونة وقريبة منه على نحوٍ خاص، ولا سيما بعد انخراطها في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية.

منذ صغرها، حملت دلال المغربي القضية الفلسطينية في قلبها ووجدانها، ولم تكن طفولتها عائقًا أمام التعبير عن روحٍ ثورية ووطنية كانت تتجذّر يومًا بعد يوم في عقلها وضميرها.

درست دلال في مدرسة يعبد التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بيروت، حيث تلقت تعليمها الابتدائي، قبل أن تنتقل إلى مدرسة حيفا لإكمال المرحلة الإعدادية. وخلال سنوات الدراسة، برز شغفها بالعمل الثوري، وكانت تُبدي حماسًا واضحًا لأي عملية فدائية ينفذها فلسطينيون ضد الاحتلال.

ومع بداية دراستها الجامعية في جامعة بيروت العربية، وقعت معركة مخيم تل الزعتر عام 1976، حين هاجمت جماعات حزبية لبنانية المخيم،

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا