تناولت صحف ومواقع عالمية الأوضاع الإنسانية القاسية في قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية، مسلطة الضوء على قصص فردية تعكس حجم الدمار والمعاناة، من تدمير المنازل إلى التعذيب داخل السجون، في مشهد يتجاوز حدود الخسارة المادية إلى تفكك الحياة ذاتها.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست صورة موجعة لمعاناة الفلسطينية ديانا شمس وعائلتها، مركزة على تجربة النزوح المتكرر خلال الحرب، قبل أن تصطدم عند عودتها بواقع أشد قسوة، بعدما تحول منزل العائلة إلى ركام بفعل قصف إسرائيلي.
وقع استهداف المنزل في الساعات الأخيرة التي سبقت دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ما ضاعف الإحساس بالفقد. تقول ديانا إن البيت لم يكن مجرد مأوى، بل إرث عائلي ضاع في لحظة، وهو ما دفعها للتفكير بالهجرة بعد إصرار طويل على البقاء في غزة.
أما نيويورك تايمز فسلطت الضوء على مأساة هيثم سالم، التي وصفتها بالأقسى، إذ لم تقتصر خسارته على البيت، بل امتدت إلى فقدان زوجته وأطفاله الثلاثة، في واحدة من أكثر القصص إيلاما التي خلفتها الحرب.
الجيش الإسرائيلي اعتقل هيثم، البالغ 31 عاما، عند حاجز عسكري أثناء محاولته النزوح، واحتجزه 11 شهرا في سجني سدي تيمان وعوفر، إضافة إلى معتقل النقب، دون توجيه أي تهم رسمية.
وخلال فترة الاعتقال، يقول هيثم إنه تعرض لأشكال قاسية من التعذيب الجسدي والنفسي، جعلته يتمنى الموت، وبعد الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل، اكتشف أن عائلته قضت في قصف إسرائيلي، ولم يتبق له سوى صور محفوظة على هاتفه.
وفي سياق متصل، نشرت الغارديان مقالا للكاتبة آية الحطاب من غزة، رأت فيه أن الحديث الدولي المتكرر عن السلام بعد وقف إطلاق النار لا ينعكس على حياة الفلسطينيين اليومية، التي لا تزال غارقة في الخوف والحصار وانعدام مقومات العيش.
وأوضحت الكاتبة أن سكان غزة يعيشون بلا مياه صالحة للشرب أو كهرباء أو إنترنت، وسط انهيار اقتصادي حاد وغياب الإحساس بالأمان، في حين تضطر عائلات للإقامة في منازل مدمرة أو مهددة بالانهيار، وبعضها غارق فعليا في السيول والأوحال.
وبعيدا عن غزة، حذرت مجلة فورين بوليسي من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، معتبرة أنها الأسوأ عالميا، ولا سيما بعد سقوط مدينة الفاشر في دارفور، وسط اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ترقى إلى الإبادة الجماعية.
وفي ملف آخر، تناولت مجلة تايم الجدل بين نيجيريا والولايات المتحدة بشأن ملف الحريات الدينية، مشيرة إلى نفي الرئيس النيجيري بولا تينوبو الاتهامات الأميركية، رغم إقرار خبراء بوجود تهديدات أمنية من جماعات متشددة، غالبية ضحاياها من المسلمين.
وكشفت صحيفة تايمز البريطانية عن دور فاعل للعائلة الملكية في تعزيز العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مرجحة زيارة مرتقبة للملك تشارلز الثالث إلى واشنطن، هي الأولى لعاهل بريطاني منذ عقدين، ضمن ترتيبات دقيقة.
وفي الشأن الاقتصادي، سلطت فايننشال تايمز الضوء على التراجع الحاد في صناعة السجاد اليدوي الإيراني، نتيجة العقوبات والقيود المالية، ما أدى إلى خسارة أسواق تقليدية ودخول منافسين إقليميين ودوليين لملء الفراغ الذي خلفه الغياب الإيراني.
المصدر:
القدس