شهد عام 2025 تحولات مفصلية في مسار الحرب في قطاع غزة، ففيه جاعت غزة حد الموت، وفيه أعداد لا تحصى من الشهداء والجرحى والمفقودين والنازحين. ومع اقتراب نهاية العام، يترقّب الغزيون انفراج الأوضاع وإعادة تعمير ما دمرته الحرب الإسرائيلية.
وسلطت فقرة "نافذة خاصة من غزة" الضوء على التطورات والأحداث المتلاحقة التي عرفها قطاع غزة خلال 2025 من خلال تقرير استعرض حصاد العام، كما استضافت محللين ومراقبين تحدثوا عن آفاق المستقبل، وما يرتقبه الفلسطينيون في غزة خلال 2026 وخاصة بشأن أوضاعهم الإنسانية المأساوية.
ففي بداية عام 2025، أوكل الرئيس الأميركي المنتخب حينها دونالد ترامب المهمة لمبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، وكان السقف الزمني التوقيع على اتفاق ينهي الحرب قبل دخول ترامب البيت الأبيض، وفي منتصف يناير/كانون الثاني الماضي تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار ودخل حيز التنفيذ في 19 من الشهر نفسه، وشمل 3 مراحل من أبرزها انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة.
وصمد الاتفاق لأسابيع فقط، ففي بداية مارس/آذار السابق أعادت إسرائيل إطلاق عمليات عسكرية واسعة في القطاع أنهت الهدنة فعليا يوم 18 مارس/آذار السابق بشنها هجوما جويا واسعا، وأعادت الحرب أكثر ضراوة، ودخل القطاع مرحلة جديدة من المعاناة الإنسانية.
وفي منتصف أبريل/نيسان، وبينما كانت الحرب تدخل شهرها الثامن عشر، تواصلت جهود قطرية ومصرية لاستئناف وقف إطلاق النار من خلال عودة المحادثات في القاهرة، وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حينها استعدادها لعقد صفقة لإنهاء الحرب تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين دفعة واحدة وهدنة لـ5 سنوات.
غير أن عرض حماس قابلته حكومة بنيامين نتنياهو بإقرار المجلس الوزاري المصغر مطلع مايو/أيار 2025 عملية "عربات جدعون" لاحتلال قطاع غزة بالكامل، كما أطلقت إسرائيل عملية "عربات جدعون 2" بداية سبتمبر/أيلول الماضي لاحتلال مدينة غزة بالكامل وتهجير الفلسطينيين منها.
وبدأت حرب إسرائيل على أبراج مدينة غزة، ودفعت مئات آلاف الناس للنزوح جنوبا تحت حمم القصف الجوي والمدفعي.
وفي هذه الأجواء، طرح الرئيس الأميركي عبر مبعوثه ويتكوف مقترحا جديدا يهدف لإيجاد حل دبلوماسي قبل العملية العسكرية الإسرائيلية، تضمن حلا شاملا للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب.
وتضاعفت الجهود الدولية والأميركية لمحاصرة تداعيات التصعيد، وفي 29 سبتمبر/أيلول أعلن الرئيس الأميركي خطة للسلام ووقف الحرب تتألف من 20 بندا، وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول السابق دخلت المرحلة الأولى من الاتفاق حيز التنفيذ، ووقعت الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا وثيقة وقف الحرب خلال قمة السلام في شرم الشيخ.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصدر مجلس الأمن الدولي قراره 2803 مرحبا بخطة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب على غزة، ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ تواصلت الخروقات الإسرائيلية لبنوده، وسط تماطل في الانتقال إلى المرحلة الثانية.
السيناريو الأرجح
وفي تعليقه على الجدل المتعلق بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ربط توماس واريك، وهو مسؤول سابق في الخارجية الأميركية، انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة بتأسيس القوة الدولية ونزع سلاح حماس، مشيرا إلى أن ترامب سيعلن في الـ6 من الشهر القادم عن نشر القوة الدولية.
أما بلال السلايمة، وهو محاضر بالمعهد العالي للدراسات الدولية بجنيف، فتوقع أن السيناريو الأرجح هو المراوحة في المكان، لأن الطرف الإسرائيلي يحاول تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار ولا يريد القوة الدولية، بدليل أن الانتهاكات الإسرائيلية متواصلة في القطاع، فضلا عن أن لا تحرك على الأرض حتى الآن بشأن القوة الدولية، ولا يعرف لا أين ستنتشر ولا التفويض الذي سيمنح لها.
ومن جهته، وصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية جاكي خوري المرحلة الحالية بالرمادية، وقال إن هناك حسابات سياسية لدى نتنياهو، مرجحا أن يستمر الوضع الحالي في قطاع غزة لمدة طويلة.
المصدر:
القدس