أطلقت منظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة، تحذيرا أمميا شديد اللهجة من وقوع كارثة إنسانية محققة وانهيار شامل في قطاع غزة، كاشفة عن أرقام صادمة تتعلق بواقع المنظومة الصحية؛ حيث أكدت أن نصف المرافق الطبية فقط في القطاع لا تزال تعمل، ولكن "بشكل جزئي" وهش للغاية، في ظل النقص الحاد والمتفاقم في الأدوية والمعدات الضرورية لإنقاذ الأرواح.
ونبهت المنظمة، في تصريح رسمي لها، إلى خطورة المشهد الراهن، محذرة من اقتراب لحظة "الانهيار الإنساني" الكامل، نتيجة الدمار الهائل والممنهج الذي لحق بالبنية التحتية، وتراجع مؤشرات الأمن الغذائي للسكان إلى مستويات غير مسبوقة.
وسلطت الضوء على واحدة من أخطر تبعات هذا الوضع، مشيرة إلى تهديد "سوء التغذية الحاد" الذي بات يحاصر الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع الغزي، وتحديدا الأطفال والنساء الحوامل، مما يضع حياة الآلاف منهم على المحك.
ويأتي هذا الإعلان الأممي في وقت يشهد فيه قطاع غزة تدهورا متصاعدا ومرعبا في القطاع الصحي؛ إذ تتضافر أزمة نقص الوقود مع استمرار سلطات الاحتلال في منع وعرقلة إدخال المستلزمات الطبية، لتشكل حصارا خانقا أدى فعليا إلى تعليق وتوقف آلاف العمليات الجراحية العاجلة، واضطرار عدد من المشافي لقطع التيار الكهربائي عن أقسامها الحيوية، ما ينذر بخروج ما تبقى من المنظومة الصحية عن الخدمة تماما.
المصدر:
القدس