أوضح فاديفول أن التوقعات الدولية حاليا لا تنتظر من ألمانيا المشاركة في مهمة الاستقرار.
حسمت الحكومة الألمانية الجدل الدائر حول احتمالية انخراطها العسكري المباشر في قطاع غزة، حيث أعلن وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، بشكل قاطع أن بلاده لن تشارك في "المستقبل المنظور" ضمن أي قوة استقرار دولية مقترحة لحفظ الأمن في القطاع، وذلك في إطار خطة السلام المطروحة، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الإسراع في تطبيق بنود المرحلة الثانية لتفادي تكرس الوضع الراهن.
وجاءت تصريحات الوزير، خلال لقاء صحافي في العاصمة برلين، بعد مرور نحو شهرين ونصف على بدء سريان وقف إطلاق النار.
وعلل فاديفول هذا الرفض بطبيعة المهام المنوطة بمثل هذه القوة، موضحا أنها لن تكون مجرد قوة وساطة تقليدية، بل ستتطلب مهامها "توفير الأمن بشكل ملموس للغاية"، وهو ما قد يستدعي استخدام القوة عند الضرورة، مضيفا بعبارة صريحة أنه "لا يمكن للكثيرين أن يتصوروا قيام جنود وجنديات ألمان بذلك الدور في هذه المنطقة تحديدا"، نظرا للحساسيات التاريخية والسياسية المحيطة بالموقف.
وردا على استفسارات حول ما إذا كان هذا الامتناع يشمل الجوانب اللوجستية كالتدريب والتنظيم، أوضح فاديفول أن التوقعات الدولية حاليا لا تنتظر من ألمانيا المشاركة في مهمة الاستقرار، قائلا: "لن نشارك في قوات الاستقرار في المستقبل المنظور".
وفي المقابل، أبدى الوزير استعداد برلين للمساهمة "بشكل بناء" في الهياكل السياسية الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي، مثل عضوية "مجلس السلام"، كاشفا أن الحكومة الألمانية لم تتلق حتى اللحظة دعوة رسمية لشغل مقعد في هذا المجلس.
وتأتي هذه التطورات في ظل النقاشات الدائرة حول المرحلة الثانية من "خطة السلام" المكونة من 20 نقطة، والتي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب؛ إذ تنص بنودها بوضوح على نزع سلاح حركة حماس ونشر قوة دولية لضمان الاستقرار، وهو الشرط الذي تواجهه الحركة برفض قاطع، متمسكة بسلاحها، مما يضع عقبات كأداء أمام تنفيذ الخطة.
ودعا رئيس الدبلوماسية الألمانية إلى ضرورة الإسراع في إطلاق المرحلة الثانية، مشيرا إلى وجود حاجة ماسة لوضع "إطار سياسي" بعد إجراء مشاورات أولية مع الدول المرشحة لإرسال قوات. وشدد على أن هذا الإطار يجب أن يتضمن هيكلا أمنيا تتشارك في توفيره قوات الاستقرار الدولية والقوات الأمنية الفلسطينية.
وحذر فاديفول من مغبة التباطؤ، منبها إلى خطورة أن يتحول التقسيم الميداني الحالي في غزة -بين مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية وأخرى تزداد فيها سيطرة حماس- إلى "وضع دائم" يصعب تغييره.
المصدر:
القدس