أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي أن صدور المرسوم التشريعي رقم 293 لعام 2025، المتعلق بإطلاق العملة السورية الجديدة، يشكل "محطة وطنية مفصلية" تعكس بداية مرحلة اقتصادية ونقدية جديدة في البلاد.

وأوضح حاكم المصرف عبد القادر الحصرية أن المرسوم منح مصرف سوريا المركزي الصلاحيات اللازمة لتحديد آجال ومراكز تبديل العملة، بما يضمن حسن التنفيذ وسلاسة الإجراءات، مشيرا إلى أن الأول من كانون الثاني 2026 سيكون موعد بدء عملية الاستبدال.

وتعهد الحصرية، في بيان نشره المصرف المركزي عبر تطبيق "تلغرام"، بأن تتم عملية التبديل بطريقة سلسة ومنظمة، على أن يتم الإعلان عن آلية التنفيذ بشكل واضح وشفاف خلال مؤتمر صحفي مخصص، بما يعزز الثقة ويكرس الشراكة مع المواطنين.

وأكد أن العملة الجديدة تمثل رمزا لسيادة سوريا المالية، وعنوانا لمرحلة جديدة تُبنى بتعاون الجميع وتحت إدارة مصرف سوريا المركزي، معتبرا إياها "إنجازا وطنيا، وخطوة راسخة نحو الاستقرار والنهوض الاقتصادي".

وكانت الحكومة الانتقالية قد توصلت، بحسب مصادر، في آب الماضي إلى اتفاق مع مؤسسة "غوسزناك" الروسية المتخصصة في طباعة النقود، لإنتاج أوراق نقدية جديدة وطرحها في الذكرى السنوية الأولى لتغيّر نظام الحكم بسوريا.

ومن المخطط أن يتضمن الإصدار الجديد حذف صفرين من العملة، في محاولة لاستعادة الثقة بالليرة السورية التي شهدت تراجعا حادا في قيمتها. ولم يكشف حتى الآن عن شكل العملة الجديدة، إلا أنه من المؤكد أنها لن تحمل صور أشخاص، بل ستتضمن معالم وطنية سورية.

وتشهد الليرة السورية انهيارا متواصلا منذ اندلاع الأزمة عام 2011، إذ بلغ سعر الصرف حاليا نحو 11.5 ألف ليرة مقابل الدولار، مقارنة بنحو 50 ليرة قبل الحرب، ما أدى إلى تعقيد المعاملات اليومية والتحويلات المالية بشكل متزايد.