توعّد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، بعدم الإنسحاب بشكل كامل من قطاع غزة وبانشاء نوى مشاريع استيطانية شمالي قطاع غزة في الوقت والطريقة المناسبة.
كما أكد أنّ قواته لن تنسحب من الأراضي السورية التي تحتلّها، ولو لميلليمتر واحد.
تصريحات كاتس تأتي رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بينما يماطل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالانتقال للمرحلة الثانية منه متذرعًا بضرورة "نزع سلاح حركة حماس"، بينما أعلنت "حماس" التزامها بالاتفاق.
وقال كاتس خلال مشاركته في افتتاح مشروع استيطاني بمستوطنة بيت إيل قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة والمُقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين: "إسرائيل لن تنسحب أبدًا بالكامل من قطاع غزة، ونحن متمركزون بعمق في غزة ولن نغادرها أبدًا، هذا أمر مستحيل".
كما تعهّد بـ"بإنشاء قواعد عسكرية زراعية جديدة في شمال غزة، بدلًا من المستوطنات التي أُخليت في إطار انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005".
وقال كاتس: "عندما يحين الوقت المناسب، ستُنشئ إسرائيل مواقع ناحال في شمال غزة".
ووفق صحيفة "هآرتس"، فإن مواقع ناحال هو برنامج عسكري تتطوّع فيه مجموعات من الشباب الإسرائيليين معًا، ثمّ يُشكّلون مجتمعات مدنية.
وكانت إسرائيل قد أخلت مستوطناتها شمالي قطاع غزة قبل نحو 20 عاما، حين سُنّ ما يُعرف بقانون بـ"فك الارتباط".
وحول الضفة الغربية، قال كاتس: "نحن في مرحلة السيادة العملية على الضفة الغربية، وتتوفّر هنا فرص لم تكن متاحة منذ زمن طويل"، مشيرًا إلى أنّ الحكومة تعمل على تنفيذ خطوات استيطانية طويلة الأجل من منظور استراتيجي شامل.
وأضاف: "لقد علّمتنا الظروف الأمنية في السنوات الأخيرة أنّه حيثما وُجد الاستيطان، وُجد تحسّن في الوضع الأمني. وكما يحمي الاستيطان شريحة كبيرة من مُواطني إسرائيل، فإنّ دورنا هو ضمان حماية من يحميهم".
وذكر مراسلنا في القدس عبد القادر عبد الحليم أنّ تصريحات كاتس عن إقامة مشاريع استيطانية في قطاع غزة ليست الأولى من نوعها التي تصدر عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف أنّه سبق لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش وجمعيات استيطانية مُقرّبة من الأطراف الأكثر تطرّفًا في الحكومة اليمينية المتطرفة، أن تحدّثوا عن إقامة مستوطنات في قطاع غزة.
وأوضح مراسلنا أنّ هذا الحديث ليس أفكارًا جديدة، لكنها تأتي من في سياق مختلف هذه المرة، ومن وزير معني بالشؤون الأمنية، ومرتبط بصورة رئيسية بالجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ هناك نوايا إسرائيلية موجودة لتطبيق ما يشبه ذلك.
وتطرق كاتس إلى الملف السوري أيضًا، مؤكدًا أن إسرائيل "لن نتحرك مليمترًا واحدًا من سوريا".
وبشأن حديث كاتس عن سوريا، أوضح مراسلنا أنّ كاتس هو صاحب السقف الأكثر ارتفاعًا من ناحية حدّة التصريحات المتعلقة بالملف السوري.
ولفت إلى أنّه يتحدث دائمًا عن الملف باعتباره مصلحة أمنية إسرائيلية، تُحتّم على الجيش الإسرائيلي البقاء في الجنوب السوري، وعدم الانسحاب منه.
المصدر:
القدس