اقتحمت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك، الأحد، برفقة عشرات الجنود والمستوطنين، بلدة فلسطينية جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وشاركت في احتفال عيد الأنوار اليهودي (الحانوكاة) على قمة جبل طاروسا من أراضي بلدة دورا غرب مدينة الخليل.
وأفاد شهود بأن اقتحام الوزيرة والمستوطنين والجنود استهدف قمة جبل طاروسا، وتخلله إضاءة شموع بمناسبة عيد الحانوكاة، الذي بدأ مساء الأحد الماضي ويستمر حتى الإثنين.
وأوضح الشهود أن عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي أغلقوا طريقًا حيويًا يربط بلدة دورا ببلدتي دير سامت وبيت عوا الواقعتين غربها، ومنع حركة الفلسطينيين في الاتجاهين من ظهر الأحد وحتى المساء.
وأجبر جيش الاحتلال قبل تنفيذ الاقتحام عشرات الفلسطينيين على إغلاق محالهم التجارية في بلدتي دير سامت وبيت عوا، الواقعتين على مسار الموكب العسكري، وذلك من الساعة الواحدة ظهرًا وحتى الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، بحسب الشهود.
وتُظهر صور ومقاطع مصورة متداولة على منصات عبرية الوزيرة ستروك وهي تلقي كلمة خلال حفل إنارة شموع الشمعدان على قمة الجبل.
وذكرت مصادر فلسطينية أن الموقع الذي شهد الاقتحام كان قد استُخدم معسكرًا للجيش الإسرائيلي خلال انتفاضة الحجارة (1987–1994)، قبل أن يُخلى في منتصف تسعينيات القرن الماضي، ثم عاد الجيش لاستخدامه مجددًا مع اندلاع انتفاضة الأقصى (2000–2004)، ليُخلى مرة أخرى عقب انتهائها.
ورغم إخلاء الموقع كنقطة عسكرية، فإن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين دأبوا على اقتحامه في مناسبات مختلفة، غير أن الاقتحام الأخير يُعد الأوسع من حيث عدد المشاركين.
وحصل الاقتحام بعد ساعات من إعلان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن تقنين أوضاع 69 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة منذ تولي الحكومة الحالية مهامها قبل ثلاثة أعوام، واصفًا ذلك بـ"الرقم القياسي".
وقال سموتريتش، رئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، في تدوينة عبر منصة "إكس"، تعليقًا على مصادقة المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) في 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري على تقنين 19 بؤرة استيطانية: "وافق الكابينت على الاقتراح الذي قدمته مع صديقي وزير الدفاع يسرائيل كاتس لتقنين أوضاع 19 مستوطنة جديدة".
وأضاف: "نواصل صنع التاريخ في مجال الاستيطان وفي دولة إسرائيل".
وتتولى الحكومة اليمينية الحالية، برئاسة بنيامين نتنياهو، السلطة منذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2022.
ويقيم نحو 750 ألف مستوطن إسرائيلي في مئات المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، بينهم نحو 250 ألفًا في القدس الشرقية، ويرتكبون اعتداءات يومية بحق الفلسطينيين بهدف تهجيرهم قسرًا، وفق تقارير فلسطينية.
المصدر:
القدس