في وقت تعلن فيه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تحقيق تقدم ميداني داخل مناطق محددة من قطاع غزة، كشفت تقارير أمنية داخلية عن صورة أكثر تعقيدًا للوضع العام، خصوصا في المناطق التي لا تنتشر فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر.
عن مصادر عسكرية أن الجيش أنهى عملياته الأساسية على امتداد ما يعرف ميدانيًا بـ"الخط الأصفر"، وهو شريط عملياتي عملت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية، منذ بدء الحرب، وحتى ما بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وبحسب هذه المصادر، شاركت ست كتائب عسكرية في العمليات التي نفذت داخل هذا النطاق، والتي شملت تدمير بنى تحتية وصفت بأنها "عسكرية"، فوق الأرض وتحتها، بما في ذلك شبكات أنفاق قالت إسرائيل إنها تعود لفصائل فلسطينية مسلحة.
وأشارت التقارير إلى أن العمليات الأخيرة شهدت استهداف عشرات المواقع، حيث جرى خلال أسبوع واحد فقط ضرب نحو 90 هدفا داخل القطاع.
وتقدر الجهات العسكرية الإسرائيلية أن السيطرة العملياتية على هذا الشريط تعني، من وجهة نظرها، بسط نفوذ ميداني على ما يقارب 52 بالمئة من مساحة قطاع غزة، وهي نسبة تستخدم في الخطاب الرسمي الإسرائيلي للدلالة على حجم الانتشار العسكري داخل القطاع.
في المقابل، قدم جهاز الأمن العام الإسرائيلي تقييمًا مختلفًا للوضع الأمني، لا سيما خارج نطاق الخط الأصفر، وبحسب ما عرض خلال نقاشات أمنية عقدت مؤخرًا، يرى الشاباك أن حركة حماس تمكنت من إعادة فرض حضورها التنظيمي والإداري في مناطق واسعة من القطاع لا تتواجد فيها القوات الإسرائيلية.
ووفق التقديرات الأمنية، فإن الحركة لا تزال تمتلك قدرة على إدارة الشأن المحلي والحفاظ على شبكاتها التنظيمية، وهو ما اعتبره مسؤولون أمنيون تحديا مباشرا للرواية العسكرية التي تتحدث عن تفكيك شامل لقدرات الحركة.
هذا التباين بين تقديرات الجيش والشاباك يعكس حالة الجدل داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن نتائج العمليات العسكرية، وحدود تأثيرها الفعلي على الواقع الميداني في قطاع غزة، خاصة في ظل استمرار وقف إطلاق النار وعدم وجود ترتيبات سياسية أو أمنية شاملة لمرحلة ما بعد الحرب.
المصدر:
القدس