واصل الجيش الإسرائيلي خروقاته لوقف إطلاق النار في غزة، صباح اليوم الجمعة، مسجلًا غارات جوية وقصفًا مدفعيًا على عدد من مناطق القطاع، وفق ما أفاد إسلام بدر.
وقال بدر إن الزوارق الحربية الإسرائيلية أطلقت نيرانها باتجاه الشاطئ قبالة خانيونس جنوبًا، بالتوازي مع إطلاق الطائرات المروحية نيرانها نحو المناطق الفاصلة بين رفح وخانيونس عند محور موراج، إضافة إلى قصف مدفعي طال شرقي المدينة.
وفي مدينة غزة، لم يقتصر المشهد على القصف المباشر، بل شمل أيضًا تحليقًا مكثفًا للطيران الإسرائيلي المسيّر، والذي لم يغادر أجواء القطاع منذ بدء الحرب، واستمر حتى بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
وأشار بدر إلى أن هذا التحليق، الذي يتميز بالكثافة والانخفاض والحدة، يعكس استمرار تعامل إسرائيل مع قطاع غزة بوصفه ساحة معركة مفتوحة، وفرضها سيطرة استخباراتية دائمة على السكان.
وتأتي هذه التطورات على وقع ما جرى يوم أمس في جباليا، حيث أُصيب جندي إسرائيلي وفق ما أعلنه جيش الاحتلال، ما خلق حالة ترقّب في أوساط الأهالي خشية قيام الجيش الإسرائيلي بردّ عسكري جديد، في ظل سلوك يوصف محليًا بغير المتوقع، إذ غالبًا ما تبادر القوات الإسرائيلية إلى تنفيذ استهدافات من دون مبررات واضحة.
الوضع الإنساني في غزة
إنسانيًا، يزداد الوضع تعقيدًا مع اشتداد موجة البرد والانخفاض الحاد في درجات الحرارة، خصوصًا خلال ساعات الليل والفجر.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت أن عدد الوفيات الناتجة عن المنخفضات الجوية ارتفع إلى 13 حتى الآن، بينهم أطفال قضوا بسبب البرد القارس، وكان آخرهم طفل يبلغ من العمر 29 يومًا. كما توفي آخرون جراء انهيار منازل متضررة بفعل القصف، مع تفاقم آثار العواصف.
وتعيش الفئات الهشة، وعلى رأسها الأطفال، ظروفًا قاسية في ظل انعدام وسائل التدفئة والملابس الشتوية، التي تمنع إسرائيل إدخالها إلى القطاع.
ويؤدي ذلك إلى انتشار الأمراض التنفسية وأمراض الشتاء، مثل الالتهابات الصدرية والإنفلونزا، في وقت تعجز فيه المنظومة الصحية المنهارة عن الاستجابة الكافية.
مستشفيات عاجزة
وتؤكد وزارة الصحة أن المستشفيات في غزة باتت عاجزة عن التعامل مع تزايد الحالات المرضية، في ظل منع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والمستشفيات الميدانية، إضافة إلى خروج نحو 40 مستشفى ومركزًا طبيًا عن الخدمة منذ بدء الحرب.
ولا يزال عدد كبير منها مغلقًا، إما لوقوعه قرب مناطق الخط الأصفر أو لعدم القدرة على إعادة تشغيله، ومن بينها مستشفى كمال عدوان، أكبر مستشفى للأطفال في شمال غزة، والذي ما زال متوقفًا عن العمل.
ويشير أطباء إلى أن عامين من الحرب والتجويع الممنهج أثّرا بشدة على المناعة الذاتية للسكان، ما جعل المجتمع أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، خصوصًا الأطفال الذين حُرموا خلال مراحل حاسمة من نموهم من الغذاء الكافي والمتوازن.
ورغم دخول بعض الأغذية والمكمّلات الغذائية بكميات محدودة، فإن ارتفاع أسعارها يحول دون استفادة معظم العائلات منها، ما يجعل معالجة آثار هذه الأزمة المركبة أمرًا بالغ الصعوبة في المدى المنظور.
المصدر:
القدس