تتحرّك الإدارة الأميركية بهدوء على خطّ تشكيل إطار دولي جديد لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، يقوم على هيئة سياسية عليا أطلقت عليها اسم "مجلس السلام"، برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب. ووفق ما أفاد به مسؤولون مطّلعون، أبلغت واشنطن أطرافًا إقليمية ودولية بأنها حصلت مبدئيًا على موافقات من مصر وقطر والإمارات وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا لمشاركة قادتها في هذا المجلس، الذي يُفترض أن يشرف على المرحلة الانتقالية عقب تثبيت وقف إطلاق النار.
ورغم ذلك، تراهن واشنطن على أن توسيع عضوية المجلس سيعزّز شرعيته الدولية ويفتح الباب لاحقًا أمام مساهمات ملموسة، سواء عبر التمويل أو التدريب أو حتى المشاركة العسكرية. وفي هذا السياق، تعمل الولايات المتحدة على استقطاب شخصيات قيادية إضافية، من بينها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطوة تعكس رغبة أميركية في إضفاء ثقل سياسي إقليمي على المبادرة.
في المقابل، يبرز التحفّظ الإسرائيلي بوضوح إزاء أي دور تركي في إدارة غزة بعد الحرب، لا سيما في ما يتعلّق بـ"قوة الاستقرار الدولية" التي تتصوّرها الخطة الأميركية كبديل تدريجي لوجود الجيش الإسرائيلي داخل القطاع. ومع ذلك، يتوقّع مسؤولون أن تكثّف واشنطن ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية لدفعها نحو تسوية تسمح بمشاركة سياسية تركية، ولو من دون وجود عسكري مباشر على الأرض.
ورغم تقديم بعض الإيضاحات بشأن حجم القوة وهيكليتها، لا تزال القضايا الأكثر حساسية، وعلى رأسها نزع سلاح حماس، عالقة. فواشنطن، بحسب مصادر مطّلعة، لا تعتزم نشر القوة الدولية في المناطق الخاضعة فعليًا لسيطرة حماس في المرحلة الأولى، بل تفضّل تمركزها على خطوط الانسحاب الإسرائيلي، مع التعويل على مسار تدريجي لنزع السلاح عبر تفاهمات سياسية لم تنضج بعد.
المصدر:
القدس