تشهد مدينة القدس أوضاعًا اقتصادية صعبة ومتفاقمة مع اقتراب حلول عيد الميلاد المجيد، في ظل تراجع حاد في الحركة التجارية والسياحية، لا سيما في البلدة القديمة والمناطق المحيطة بالأماكن الدينية، التي كانت تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد المقدسي خلال مواسم الأعياد.
وبحسب إفادات تجار مقدسيين، فقد انخفضت نسبة المبيعات هذا العام بما يتراوح بين 50% إلى 70% مقارنةً بالسنوات السابقة، في وقت كان فيه موسم عيد الميلاد يشكّل ما يقارب 30%–40% من الدخل السنوي لبعض المحال التجارية، خاصة تلك المختصة بالهدايا، والتحف، والمستلزمات الدينية.
وقال ياسر بركات أحد تجار البلدة القديمة: “ننتظر موسم عيد الميلاد من عام إلى عام، لكنه هذا العام يمرّ علينا دون حركة تُذكر، فتح المحل أصبح عبئًا في ظل غياب الزبائن وارتفاع التكاليف.”
فيما قال سامي وكيله الذي يعمل في مجال الهدايا والتحف: “نضطر أحيانًا لبيع البضائع بأسعار أقل من التكلفة لتغطية الإيجار والضرائب، ومع ذلك لا ننجح دائمًا.”
وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية القاسية، تتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين، وترتفع معدلات البطالة، الأمر الذي ينعكس سلبًا على الأجواء العامة والاستعدادات لاستقبال عيد الميلاد المجيد، ويحدّ من مظاهر الفرح والاحتفال في المدينة.
ويطالب التجار والمؤسسات المقدسية بضرورة تعزيز صمودهم من خلال دعم رسمي وشعبي، وتشجيع التسوق من الأسواق المقدسية، إضافة إلى تحرك عاجل من المؤسسات المعنية لتخفيف الأعباء الاقتصادية، حفاظًا على النسيج الاقتصادي والاجتماعي والوجود الفلسطيني الأصيل في مدينة القدس.
المصدر:
القدس