الكابينت الإسرائيلي يقر شرعنة 19 مستوطنة بالضفة واعتداءات للمستوطنين تتصاعد

أقرّ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) قرارًا يقضي بإضفاء الشرعية على 19 مستوطنة قائمة في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة تهدف إلى توسيع الوجود الاستيطاني غير القانوني في الأراضي الفلسطينية. يأتي هذا القرار في الوقت الذي صعّد فيه المستوطنون من هجماتهم على التجمعات الفلسطينية، حيث استهدفوا مجددًا تجمع الحثرورة البدوي بالقرب من الخان الأحمر، شرقي القدس المحتلة.

وفي سياق متصل، أصيب شابان فلسطينيان بالرصاص الحي خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم الأمعري، جنوبي رام الله. كما تعرضت امرأة فلسطينية للاعتداء بالضرب من قبل جنود الاحتلال في مدينة دورا، بمحافظة الخليل، مما يسلط الضوء على تصاعد وتيرة العنف الممارس ضد المدنيين الفلسطينيين.

أفادت القناة الـ 14 الإسرائيلية بأن قرار الكابينت جاء بناءً على طلب من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي قدم خطة مفصلة لتنظيم هذه المستوطنات. وتشمل الخطة مستوطنات جديدة وأخرى قائمة سيتم تطويرها وتوسيعها. من بين أبرز هذه المستوطنات، غانيم وكاديم، اللتان تم إخلاؤهما في عام 2005 بالتزامن مع الانسحاب من قطاع غزة.

تشير تقديرات حركة "السلام الآن" الإسرائيلية إلى أن حوالي نصف مليون مستوطن يقيمون في مستوطنات متفرقة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى حوالي 250 ألف مستوطن آخرين يقطنون في مستوطنات مقامة على أراضي القدس الشرقية المحتلة. هذا التوسع الاستيطاني المستمر يقوض بشكل خطير فرص تحقيق حل الدولتين، الذي تدعو إليه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

وفي سياق ردود الفعل الدولية، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مشيرًا إلى أن العام الحالي شهد أعلى مستويات التوسع الاستيطاني منذ بدء الرصد الأممي. من جانبها، حذرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان من أن قرار الكابينت يمثل تصعيدًا خطيرًا ويكشف عن النوايا الحقيقية لحكومة الاحتلال في تكريس التهويد الكامل للأراضي الفلسطينية.

وفي تطورات ميدانية أخرى، هاجم مستوطنون مجددًا تجمع الحثرورة البدوي قرب الخان الأحمر، حيث اعتدوا على شبان من التجمع. كما اقتحمت قوات الاحتلال التجمع وأغلقت مداخله، وأخضعت عددًا من السكان للتحقيق. وفي مدينة دورا بالخليل، أصيبت فلسطينية إثر اعتداء قوات الاحتلال عليها بالضرب. كما أصيب شابان فلسطينيان خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم الأمعري بمدينة البيرة.

يواصل المستوطنون عمليات تجريف الأراضي وقلع أشجار الزيتون في السهل الشرقي من بلدة ترمسعيا، شمالي رام الله. وتشهد المنطقة منذ أيام عمليات تجريف مستمرة من جانب جيش الاحتلال والمستوطنين، طالت آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الفلسطينية، وأدت إلى قطع أكثر من ألفي شجرة زيتون. يذكر أن بلدة ترمسعيا محاطة بمستوطنة شيلو وعدد من البؤر الاستيطانية.

وفي سياق الاعتقالات، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من مدينة طولكرم، هما إبراهيم عودة ومحمود اليحيى، بعد مداهمة منزليهما في ضاحية عزبة الجراد شرقي المدينة. كما أفاد شهود عيان بأن الجيش الإسرائيلي اعتدى على عائلة فلسطينية خلال اقتحامه قرية المغير شرقي رام الله.

تشهد مناطق متفرقة من الضفة الغربية اقتحامات شبه يومية من جانب الجيش الإسرائيلي، تتخللها عمليات اعتقال واشتباكات. ومنذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، قتل الجيش الإسرائيلي ومستوطنون في الضفة الغربية أكثر من 1092 فلسطينيًا وأصابوا نحو 11 ألفًا، إضافة إلى اعتقال ما يزيد على 21 ألفًا.