أكدت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الجمعة، تسجيل وفيات في قطاع غزة، من بينهم أطفال، نتيجة موجة البرد القارس والمنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة، وذلك بالتزامن مع استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات طويلة، والذي تفاقم بعد حرب مدمرة.
أفاد مصدر طبي بوفاة طفلين جديدين جراء البرد الشديد في غزة، حيث تم نقل جثمانيهما إلى مستشفى الشفاء في غرب المدينة. يأتي هذا في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون، الذين غرقت خيامهم نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على القطاع.
في وقت سابق، فقد ثلاثة فلسطينيين حياتهم، من بينهم شقيقان، وأصيب آخرون، نتيجة انهيار جدار ومنزل متضرر من قصف إسرائيلي سابق في مناطق مختلفة من قطاع غزة. وقد نجم الانهيار عن غزارة الأمطار التي تصاحب المنخفض الجوي الذي تشهده المنطقة منذ يوم الأربعاء.
نقلت مصادر طبية أن الشقيقين خضر وخليل إيهاب حنون قد فارقا الحياة إثر انهيار جدار على خيمتهما نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة غزة.
أفاد الدفاع المدني في بيان مقتضب بأن طواقمه في محافظة شمال القطاع تمكنت من انتشال جثة فلسطيني، بالإضافة إلى إصابة طفلين، نتيجة انهيار منزل لعائلة بدران في منطقة بئر النعجة في بلدة جباليا. وأشار البيان إلى أن العمل جار لانتشال المزيد من المصابين من تحت أنقاض المنزل، دون تحديد عددهم.
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اضطر العديد من الفلسطينيين للعودة إلى منازلهم التي تضررت أو دمرت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، أو إلى البقاء على أنقاضها، وذلك بسبب النقص الحاد في البدائل المتاحة، وخاصة البيوت المتنقلة.
على الرغم من المخاطر الكبيرة، يؤكد الفلسطينيون أن العيش داخل المنازل المتضررة يبقى أفضل من البقاء في الخيام المصنوعة من الأقمشة الرثة، والتي لا توفر الحماية الكافية من مياه الأمطار في فصل الشتاء ولا تقي من البرد القارس.
ارتفع عدد ضحايا المنخفض الجوي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى خمسة قتلى وعدد من المصابين، وذلك بعد وفاة فلسطيني نتيجة انهيار منزله في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، ووفاة طفلة بسبب البرد وغرق خيمة ذويها بمياه الأمطار في خان يونس جنوبي القطاع.
خلال الليلة الماضية، عاش مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين أوقاتًا عصيبة داخل خيامهم المتواضعة في مختلف مناطق القطاع، وذلك مع استمرار تأثير المنخفض الجوي لليوم الثالث على التوالي، وسط هطول أمطار غزيرة ورياح قوية وسيول.
في حادثة أخرى، أعلن الدفاع المدني عن إصابة عدد من الفلسطينيين، من بينهم أطفال، إثر انهيار خيمة تؤوي نازحين في منطقة الميناء غربي مدينة غزة، وذلك بسبب شدة الأمطار والرياح.
في بيان سابق، أعلن الدفاع المدني عن إجلاء عدد من العائلات النازحة بعد انهيار جزئي لمنزلين في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات.
منذ يوم الخميس، انهار ما لا يقل عن عشرة مبان في مناطق مختلفة من قطاع غزة نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول التي تضرب القطاع منذ يوم الأربعاء، وسط تحذيرات من الدفاع المدني من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط التي لجأت إليها العائلات النازحة.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 250 ألف أسرة في قطاع غزة تعيش حاليًا في مخيمات النزوح، حيث يواجهون ظروفًا قاسية بسبب البرد والسيول داخل خيامهم المهترئة.
على الرغم من انتهاء الحرب الأخيرة في غزة ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إلا أن الوضع المعيشي للفلسطينيين في القطاع لم يشهد أي تحسن ملموس، وذلك بسبب القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال على دخول شاحنات المساعدات، مما يعد انتهاكًا للبروتوكولات الإنسانية.
المصدر:
القدس