أدت الأحوال الجوية السيئة المصحوبة بمنخفض جوي يضرب قطاع غزة إلى وفاة سبعة فلسطينيين نتيجة انهيارات في مناطق مختلفة، وسط نقص حاد في الإمكانيات والمساعدات اللازمة لمواجهة هذه الظروف الصعبة.
أفاد مصدر طبي في قسم الإسعاف والطوارئ بوقوع خمس وفيات وإصابات أخرى جراء انهيار منزل في منطقة بئر النعجة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مما يسلط الضوء على هشاشة البنية التحتية في المنطقة.
كما أكدت مصادر في الدفاع المدني وفاة شخصين نتيجة سقوط جدار كبير على خيام النازحين غرب مدينة غزة في الساعات الأولى من اليوم، مما يزيد من معاناة النازحين الذين يعيشون في ظروف قاسية.
شهد يوم الخميس الماضي انهيار أربعة مبانٍ في مناطق متفرقة من مدينة غزة، وذلك بعد هطول أمطار غزيرة على القطاع، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المأساوية التي يعيشها السكان.
حذرت فرق الدفاع المدني من خطورة انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط التي لجأت إليها العائلات النازحة، خاصة مع استمرار المنخفض الجوي وهطول الأمطار الذي يؤدي إلى انجراف التربة وتصدعات إضافية في الجدران والأعمدة المتضررة بفعل القصف.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية يوم أمس عن وفاة الطفلة رهف أبو جزر نتيجة تأثرها بالبرد والأمطار الغزيرة التي أدت إلى غرق خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس، مما يبرز المخاطر الصحية التي تهدد حياة النازحين.
يأتي هذا المنخفض الجوي في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعا إنسانية مأساوية نتيجة انعدام مقومات الحياة وصعوبة الحصول على الاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى تدهور الخدمات الحيوية بسبب الحصار المستمر.
على الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات الخدمية والمبادرات الفردية للتخفيف من آثار هذه الأزمة، إلا أن حجم المعاناة يفوق الإمكانيات المتاحة، مما يجعل تفاقم الأوضاع المعيشية للنازحين أمرا شبه حتمي.
تعيش حوالي 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح في قطاع غزة، حيث يواجهون البرد القارس والسيول داخل خيام متهالكة، وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية، وفقا لتصريحات سابقة صادرة عن الدفاع المدني.
يتخذ معظم النازحين من الخيام المتضررة مأوى لهم، في حين أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في نهاية شهر سبتمبر الماضي بأن حوالي 93% من الخيام في القطاع لم تعد صالحة للسكن، أي حوالي 125 ألف خيمة من أصل 135 ألف خيمة.
حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان قطاع غزة، واتهمته بالتنصل من التزاماته في اتفاق وقف إطلاق النار.
أكدت حركة حماس أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية حقيقية مع اشتداد تأثير المنخفض الجوي، واعتبرت أن ما يواجهه الفلسطينيون هو امتداد لحرب الإبادة الإسرائيلية نتيجة استمرار الحصار ومنع إعادة الإعمار.
دعا المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، الوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار إلى الضغط على إسرائيل من أجل إدخال مواد الإيواء الضرورية وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين.
كما ناشد الدول العربية والإسلامية والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتحرك الجاد والفوري لإنقاذ قطاع غزة من هذا الوضع الكارثي الذي يعيشه نتيجة الدمار المتواصل وتوالي المنخفضات الجوية.
على الرغم من انتهاء حرب الإبادة ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي، إلا أن الظروف المعيشية للفلسطينيين في غزة لم تتحسن بسبب القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات، في انتهاك واضح للبروتوكول الإنساني للاتفاق.
على مدار ما يقرب من عامين من الإبادة، تضررت عشرات الآلاف من الخيام نتيجة القصف الإسرائيلي المباشر أو الذي استهدف المناطق المحيطة بها، في حين تدهورت حالة بعضها الآخر بسبب العوامل الطبيعية مثل ارتفاع درجة الحرارة في الصيف والرياح القوية في الشتاء.
المصدر:
القدس