في ظل الظروف القاسية التي يعيشها قطاع غزة، تواجه آلاف العائلات الفلسطينية النازحة وضعًا مأساويًا مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة. تتحول الخيام التي تؤويهم إلى برك من المياه، مما يزيد من معاناتهم ويجعل حياتهم أكثر صعوبة. كل خيمة تغرق تروي قصة فقدان وألم، وكل خطوة في المخيمات تصبح اختبارًا للبقاء والصبر. الأطفال في غزة يفتقدون إلى الأمان، حيث تتحول كل قطرة مطر إلى تهديد يذكرهم بفقدان منازلهم وذكرياتهم.
تتسرب مياه الأمطار بسهولة إلى الخيام المزدحمة، وتتراكم على الأرضيات البلاستيكية، مما يغمر أماكن نوم الأطفال ويعيق الحركة داخل الخيام الضيقة. يحاول الأهالي استخدام أدوات بدائية وقطع قماش لمنع تسرب المياه، لكنهم غير قادرين على مواجهة قوة الأمطار والرياح. يعاني السكان من انعدام الخصوصية والأمان، ويتحركون بحذر بين الخيام بحثًا عن مأوى آمن أو مكان لقضاء الحاجة، في ظل انخفاض درجات الحرارة الذي يزيد من معاناتهم اليومية.
في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية، يبدو صمت العالم وكأنه جدار عازل. القلوب في غزة تنادي لإنقاذها، لكن هذا النداء لا يُسمع، والصرخات تتلاشى بين الخيام الغارقة والمياه المرتفعة. ومع ذلك، تظل روح الصمود حاضرة، متمسكة بالأمل رغم كل الصعاب.
ناشد نازحون المنظمات الدولية التدخل الفوري، محذرين من كارثة إنسانية وشيكة. وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، محمود بصل، أن الوضع في غزة خطير للغاية، وأن المساعدات التي وصلت إلى القطاع لا تتناسب مع حجم الاحتياجات، داعيًا العالم إلى التحرك العاجل لإنقاذ السكان.
يشهد قطاع غزة منذ ساعات فجر الأربعاء والخميس أمطارًا غزيرة نتيجة منخفض جوي قطبي، من المتوقع أن يستمر تأثيره حتى مساء الجمعة.
يحتاج قطاع غزة حاليًا إلى حوالي ثلاثمئة ألف خيمة ووحدة سكنية مسبقة الصنع لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان من المأوى. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن تكلفة إعادة الإعمار تبلغ حوالي سبعين مليار دولار، نتيجة للحرب الطويلة والدمار الشامل للبنية التحتية والخدمات الحيوية.
في ظل هذه الظروف، يعبر السكان عن حاجتهم الماسة إلى خيام متينة توفر الحماية والدفء، بدلاً من الحلول المؤقتة أو الكرفانات التي لم تصل إلى الجميع. يتطلع الأطفال إلى خيام أفضل مصنوعة من مواد مقاومة للمطر، بعد أن رأوا الفرق بين الخيام المتواضعة والخيام القادرة على مقاومة المياه والبرد.
مع استمرار الحصار وصعوبة إدخال مواد الإيواء البديلة، يشعر السكان بأن جهود الإعمار متأخرة وأن معاناتهم تتفاقم يومًا بعد يوم، في انتظار مساعدات دولية حقيقية تكسر دائرة الألم والبرد.
المصدر:
القدس