في سياق تصاعد التطرف والحرب الشاملة، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بفخر عن بدء إنشاء "إسرائيل التوراتية". جاء هذا الإعلان بعد أحداث "طوفان الأقصى"، حيث سارع قادة الأطلسي، بالإضافة إلى اتصالات سرية مع بعض القادة العرب، إلى زيارة تل أبيب لدعم الحكومة الإسرائيلية.
منذ ذلك الحين، أصبحت التصريحات والممارسات المتطرفة لشركاء نتنياهو في الحكومة هي المحرك الأساسي لقرارات الحكومة الإسرائيلية في سياق الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، رغم محاولات التوصل إلى اتفاقات هشة لوقف إطلاق النار، والتي كان من أبرزها "خطة ترامب" التي تتجاوز فلسطين إلى نطاق أوسع.
تحويل الرد على "طوفان الأقصى" إلى معركة شاملة كان له تأثير كبير على نشاط الحكومة الإسرائيلية، حيث كانت الولايات المتحدة شريكة في هذا العدوان منذ البداية، حيث تم تبرير ذلك بأنه "دفاع عن النفس". الدعم الأمريكي، سواء كان سياسيًا أو عسكريًا، شهد تصاعدًا ملحوظًا، خاصة بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة.
قبل وبعد تلك الأحداث، قامت إسرائيل بتحريك أساطيلها واعتراض الصواريخ الإيرانية، مع استمرار تبرير الحرب ضد الفلسطينيين. كما تم طرح مشروع نقل سكان غزة إلى مصر وسكان الضفة الغربية إلى الأردن، وتحويل غزة إلى مرفق سياحي مملوك لترامب.
في لبنان، زاد الدعم الأمريكي مع بدء الهجوم الإسرائيلي، بما في ذلك تنسيق عمليات الاغتيال، حيث تم اتخاذ قرار مشترك باغتيال حسن نصر الله. هذا التنسيق شمل أيضًا إدارة الانقلاب في سوريا، مما منح إسرائيل مكاسب استراتيجية.
تستمر الضغوط الأمريكية على دول مثل السعودية للانضمام إلى اتفاقات التطبيع، حيث تم الضغط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة لواشنطن للانضمام إلى المطبّعين والتخلي عن فكرة الدولة الفلسطينية.
خطة ترامب، رغم تعديلها لتشمل إشارة ضعيفة إلى قيام دولة فلسطينية، تفتقر إلى المصداقية في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية. على الصعيد العربي، لا يزال الاحتقان هو السائد، حيث يواجه الشارع العربي قمعًا يمنعه من التحرك بشكل فعال.
حكومة إسرائيل، رغم الجرائم التي ارتكبتها، تجد نفسها عاجزة عن تحقيق أهدافها. المقاومة في غزة ولبنان لا تزال قوية، وإيران مصممة على عدم التنازل في ملفها النووي. حتى في سوريا، بدأت عمليات المقاومة تؤتي ثمارها.
نتنياهو، الذي استنجد بتدخل ترامب ضد القضاء في بلاده، يواجه تحديات داخلية كبيرة، حيث يعاني الجيش الإسرائيلي من الإرهاق ونقص في الأفراد، بينما الاقتصاد في حالة ركود.
هناك فرق كبير بين التطبيع السلمي المفروض بالقوة وبين تنفيذ "إسرائيل الكبرى" من خلال الحروب. الانتشار العسكري الإسرائيلي الحالي مكلف ومرهق، مما يزيد من احتمالية المقاومة في المستقبل.
المصدر:
القدس