عبد الله السويطي: هذا المؤتمر مثّلَ محطة ناجحة على المستويين التنظيمي والوطني وبروز وجوه شبابية جديدة ضمن قيادات الصف الأول
عبد المنعم حمدان: الإعداد للمؤتمر استمر أشهراً تخللتها انتخابات مناطقية في الأقاليم لاختيار قيادات الشبيبة في الجامعات والكليات والمعاهد
عبد المنعم وهدان: محطة تأسيسية في صياغة أدبيات الشبيبة وهويتها بما يجعلها إطاراً حامياً للبنية التنظيمية بعقلية الشباب وعنفوانهم
حسن فرج: هذا الإنجاز يشكّل خطوة وطنية مهمة تُعبّر عن إصرار الشباب على تغيير الواقع وترسيخ دورهم كجزء من حركة تحرر وطني
ميسون القدومي: الرسالة التي حملها المؤتمر للعالم تمثلت في إثبات قدرة الشباب الفلسطيني على إدارة عملية ديمقراطية حضارية ناجحة
إسراء زلوم: الهدف الأساسي يتمثل في أن تكون الشبيبة حاملة لنهج تصحيحي وترسم الطريق وأن تنتقل من ردّة الفعل إلى الفعل المؤثر
تسامي جهاد رمضان: المهمة الأولى تتمثل في تنظيم الصفوف وترتيب الملفات والمرحلة المقبلة ستشهد عودة قوية للشبيبة في مختلف القطاعات
في مشهد اعتبره عدد من المراقبين تحولاً مفصلياً في بنية الشبيبة الفتحاوية، شكّل المؤتمر العام الأول للشبيبة محطة تنظيمية وسياسية بارزة عبّرت عن طاقة الشباب الفلسطيني وقدرته على إعادة تجديد الحركة من القاعدة إلى الهرم، فيما أجمع رئيس المؤتمر وقيادة التعبئة والتنظيم ولجان الأدبيات والتحضير الإعلامي على أنّ المؤتمر، بانتخاباته الواسعة ونقاشاته العميقة، أعاد ترسيخ دور الشبيبة كرافعة للعمل التنظيمي والفكري، مستندة إلى الثوابت الوطنية وقيم الحرية والنضال ومبادئ العدالة الاجتماعية.
وفي ظل الظروف الوطنية الحساسة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، برزت رؤية شبابية جديدة عبّرت عنها القيادات المنتخبة، وتقدمتها الفائزة بالمركز الأول إسراء زلوم، عبر تأكيد دور الشبيبة في تعزيز الصمود وتنظيم الصفوف وقيادة العمل الطلابي والمجتمعي، وتفعيل البرامج السياسية والنقابية والاجتماعية، بما يشمل مواجهة الاستيطان، وتفعيل المقاومة الشعبية، وتجديد الخطاب الوطني. واعتبر المتحدثون في هذا التقرير لـ"ے" أنّ مخرجات المؤتمر ستتحول إلى خطط عملية بفضل اللائحة الناظمة الجديدة والطاقات الشابة القادرة على تحويل الأفكار إلى فعل ميداني في الجامعات والمجتمع.
نجاح تنظيمي وسياسي
وقدّم رئيس المؤتمر عبد الله السويطي، في حديث خاص لـ"ے"، تقييماً شاملاً لنتائج المؤتمر العام الأول للشبيبة الفتحاوية، مؤكداً أنّ الحدث مثّل محطة ناجحة على المستويين التنظيمي والوطني، خصوصاً بعد الانقطاع الطويل الذي سبق انعقاده. وأوضح أنّ نسبة الاقتراع التي بلغت 93% عكست حجم المشاركة والتفاعل، إلى جانب النقاشات المعمقة التي شهدتها أوراق العمل من الورقة السياسية والأمن الاجتماعي، وصولاً إلى الورقة النقابية وورقة المقاومة الشعبية، وهي أوراق شكّلت رافعة لاستنهاض الحركة بدءاً من قطاعها الطلابي وصولاً إلى آفاق تنظيمية أوسع.
وأشار السويطي إلى بروز وجوه شبابية جديدة ضمن قيادات الصف الأول، بدأت بالفعل تأخذ مساحة أكبر في الدور السياسي والتنظيمي والنقابي، معتبراً أن هذا التحول يشكّل تغييراً جوهرياً في مسار استنهاض الحركة. واعتبر أنّ كل المؤشرات جاءت إيجابية على مستوى دور الحركة وخطها السياسي، بما يعزز حضورها في لحظة وطنية حساسة.
وفي سياق الحديث عن أوراق العمل التي تناولت قضايا العدالة الاجتماعية والتعليم والمرأة والوحدة الوطنية، أوضح السويطي أنّ مرجعيتها الأساسية انطلقت من الثوابت الفلسطينية والمبادئ الجوهرية للقضية الوطنية، بما يشمل قضايا اللاجئين وأشكال المقاومة ودور المرأة والدور النقابي في الجامعات، إلى جانب الملفات الاجتماعية المرتبطة بالعدالة وفرص العمل والبطالة بين الخريجين.
وأضاف: إنّ المؤتمر ناقش بشكل موسّع مضامين الورقة السياسية، بما في ذلك كيفية طرح الرواية الفلسطينية في الخارج والعلاقات العربية والدولية، مؤكداً أنّ مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر 2023 شهدت تشكُّل رأي عام عالمي أكثر قرباً من عدالة القضية الفلسطينية، وهو ما تطلّب التفكير في كيفية استثمار هذا الدعم وتعزيزه عبر العلاقات مع الأحزاب الصديقة عربياً ودولياً.
أما بشأن سؤال التجديد داخل حركة فتح، فأكد السويطي أنّ المؤتمر يشكّل نقطة تحول حقيقية، لأن التغيير -كما قال- "يأتي دائماً من الأسفل إلى الأعلى، من القاعدة إلى الهرم". وذكّر بأن بدايات الحركة الفلسطينية المعاصرة انطلقت من الحركة الطلابية على يد الشهيد ياسر عرفات ورفاقه، وأن هذا الإرث يتجدد اليوم عبر الشبيبة ودورها الفاعل.
وشدد على أنّ مخرجات المؤتمر لن تبقى حبراً على ورق لسببين رئيسيين: أولاً، اعتماد اللائحة الناظمة التي جرى نقاشها وتعديلها داخل المؤتمر، والتي ستضمن تجديداً دورياً لسكرتارية الشبيبة عبر انتخابات تُعقد كل عامين، بما يضمن ضخ دماء جديدة بشكل مستمر. وثانياً، لأن الأفكار التي طُرحت خلال المؤتمر أظهرت طاقات شبابية "مذهلة" كما وصفها، ولأن الأوراق التي رُفعت بتوصياتها قابلة للتطبيق العملي على أرض الواقع.
وأضاف: إنّ اللائحة الناظمة ستتحول رسمياً إلى نظام بعد إقرارها في المجلس الثوري والمجلس المركزي والمجلس الاستشاري، الأمر الذي يؤسس لعملية تجديد مستمرة داخل الشبيبة والحركة عموماً.
وختم السويطي بالتأكيد على أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تحولاً فعلياً في الأداء التنظيمي بفضل طاقات الشباب وقدرتهم على العمل الميداني، قائلاً إنّ "الأمور ستكون مختلفة" مع هذا الجيل وما يمتلكه من حضور وإبداع وإرادة تغيير.
دور تجديدي للشبيبة
وأعرب نائب المفوض العام للتعبئة والتنظيم عبد المنعم حمدان عن تقديره العالي لمخرجات المؤتمر الأول للشبيبة الفتحاوية، لافتاً إلى أنّ الإعداد للمؤتمر استمر عدة أشهر تخللته انتخابات مناطقية في الأقاليم لاختيار قيادات الشبيبة في الجامعات والكليات والمعاهد، ثم انتخاب قيادة الإقليم من الفائزين في هذه الانتخابات. وأوضح أنّ الجهود التي بُذلت كانت "غير عادية"، وأنّ المؤتمر الذي انعقد على مدار يومين انتهى بانتخاب قيادات فاعلة تمتلك حضوراً مؤثراً في مواقعها الجامعية والميدانية، بما يشمل مشاركة واسعة من الأخوات "أخوات دلال"، اللواتي وصفهنّ بأنهنّ ناشطات وطنيات يتمتعن بالوعي والانضباط والشجاعة.
وأضاف: إنّ هذه النتائج تعكس حالة من التجدد داخل الحركة، مشيراً إلى أنّ من جرى انتخابهم يمتلكون قدرة على لعب دور يتجاوز إطار الشبيبة ليصل إلى الأقاليم ومؤسسات الحركة، بما يرسخ حضور طاقات جديدة داخل البنية التنظيمية.
وفي سياق الحديث عن التحضير للمؤتمر الثامن لحركة "فتح"، شدّد حمدان على أنّ الانتخابات تمثّل "ممارسة ديمقراطية" لها انعكاس إيجابي على المجتمع ككل، موضحاً أنّ فتح دأبت تاريخياً على عقد مؤتمراتها التنظيمية في المناطق والمدن والقرى، وأنّ ضخّ قيادات شبابية جديدة يشكّل عنصراً أساسياً في تجديد الحركة وإحياء فاعليتها. وأكد أنّ الشباب المنتخبين سيكون لهم دور بارز في المؤتمر الثامن "القريب"، لما يشكلونه من طاقة تحفّز العمل التنظيمي وتوسع دائرة المشاركة والاندماج.
وفيما يتعلق بأوراق العمل التي تناولت قضايا العدالة الاجتماعية والمرأة والتعليم والبيئة، أشار حمدان إلى أنّ الشبيبة وزّعت نحو 970 شاباً على لجان متخصصة عقدت اجتماعات افتراضية موسّعة شارك في بعضها ما بين 200–250 عضواً، حيث جرى إعداد أفكار وبرامج وجداول عمل في مختلف المحاور.
وبيّن أنّ تنفيذ هذه الرؤى سيكون مهمة السكرتارية المنتخبة التي ستعمل على تطبيق البرامج داخل الجامعات والكليات، في حين ستتابع التعبئة والتنظيم هذه الجهود باعتبارها جزءاً من دورها في دعم مسار التوعية الفكرية والثقافية.
وأوضح أنّ الحركة بحاجة دائمة إلى تعزيز الفعالية والتنمية الفكرية للشبيبة، خصوصاً في ظل ما قد يطرأ أحياناً من ضعف يؤثر على الأداء، مؤكداً أنّ البرامج التي أُعدّت ستُطبّق في المواقع المختلفة، وأنّ التعبئة والتنظيم ستسهم في تعميم الكثير منها على قواعد الحركة وعلى الجمهور عموماً.
"فتح".. حركة متجددة باستمرار
وختم بالتأكيد على أنّ حركة فتح "حركة متجددة باستمرار"، وأنّ الممارسة الديمقراطية داخل الشبيبة والأطر الداخلية تثبت أنها حركة حيّة تتطور منذ انطلاقتها في العام 1965.
وأضاف: إنّ ما يحافظ على دور فتح القيادي هو قدرتها الدائمة على التجدد، مشيراً إلى أنّ القيادات الحالية تمثّل أجيال الصفوف الثانية والثالثة وما بعدها، بعد أن بقي من القيادة المؤسسة الرئيس محمود عباس وأبو ماهر غنيم فقط. واعتبر أن هذا التجدد هو ما يبقي الحركة قادرة على قيادة النضال الوطني وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، باعتبارها حركة تحرر وطني تستمد قوتها من التزامها بالأهداف الوطنية وقضية الحرية والاستقلال.
تحولات فكرية جديدة
وقدّم رئيس لجنة الأدبيات في المؤتمر عبد المنعم وهدان قراءة شاملة لطبيعة الإضافات الفكرية التي حملها المؤتمر الأول للشبيبة الفتحاوية، موضحاً أن هذا المؤتمر يُعدّ محطة تأسيسية في صياغة أدبيات الشبيبة وهويتها التنظيمية. وأكد أنّ أبرز التحولات تمثّل في حرص الشبيبة على التموقع يسار الحركة، بما يجعلها إطاراً حامياً للبنية التنظيمية ولكن بعقلية الشباب وعنفوانهم، خاصة أنّ طاقة الشباب تدفعهم إلى تبنّي مواقف متقدمة في القضايا الوطنية الكبرى، مثل: القدس والأسرى واللاجئين وحل الدولتين والعلاقات العربية، وهي قضايا شكلت ثوابت في المنظومة السياسية الفلسطينية.
وأشار إلى أنّ الشبيبة سعت إلى تقديم رسائل سياسية واجتماعية واضحة تنطلق من أسس حركة فتح ومنطلقاتها، ولكن بروح شبابية أكثر جرأة واندفاعاً.
وفي سياق الإعداد للأوراق التي تناولت العدالة الاجتماعية والبيئة وتمكين المرأة والتعليم والوحدة الوطنية، أوضح وهدان أنّ لجاناً متخصصة تشكلت قبل انعقاد المؤتمر، وأسهم أعضاؤها في الإعداد والصياغة. وأضاف أنّ خمس جلسات افتراضية نُظمت عبر برنامج "زوم"، شارك فيها ما يقارب 500 عضو، أي ما يعادل نصف أعضاء المؤتمر تقريباً، حيث جرى نقاش الأوراق قبل عرضها في الجلسات الرسمية. وتنوّعت هذه الأوراق بين الورقة السياسية، وورقة التحولات الاجتماعية، والورقة التنظيمية، والورقة النقابية، إضافة إلى أوراق المرأة والشبيبة الثانوية، واللائحة الداخلية الناظمة لعمل الشبيبة، إلى جانب العلاقات الوطنية والدولية والعربية. واعتبر أنّ هذا العمق في الإعداد شكّل أحد أهم مخرجات المؤتمر.
أما بشأن إمكانية تحويل هذه الأدبيات إلى مرجع عملي لعمل الشبيبة في الجامعات والمجتمع، وإلى رافعة فكرية للمؤتمر الثامن لحركة "فتح"، فأكد وهدان أنّ الهدف الرئيس يتمثل في انعكاس هذه الأدبيات على السلوك السياسي والنضالي، وتعزيز دور الشبيبة في تعظيم المقاومة الشعبية، خصوصاً في مواجهة المستوطنين.
ولفت إلى أهمية تنظيم حملات مقاطعة للاحتلال محلياً ودولياً، وتكثيف خطاب المحاسبة لإسرائيل على جرائمها، لا سيما جريمة الإبادة الجماعية في غزة. وشدد على أن الأثر العملي لهذه الأدبيات يجب أن يظهر في شكل استراتيجيات وبرامج وأنشطة ميدانية، بما يحقق تحولاً فكرياً وسياسياً يرافقه سلوك جماعي في مواجهة العدوان المستمر على القرى والبلدات الفلسطينية، معتبراً أن هذا التحول يمثل أعظم ما يمكن أن تصل إليه الشبيبة في هذه المرحلة.
محطة تنظيمية فارقة
وفي قراءته لمراحل التحضير، أوضح حسن فرج، سكرتير عام الشبيبة، أنّ الاستعدادات امتدت عبر سنوات، وكان من المقرر عقد المؤتمر في 11-11-2023 قبل أن تُفضي حرب الإبادة على قطاع غزة والاعتداءات في الضفة إلى تأجيله.
وأشار إلى أنّ الأعوام السابقة شهدت إقرار النظام الداخلي للشبيبة، وإضافة باب خاص بها داخل النظام الداخلي لحركة "فتح"، وهو ما تطلّب جهداً كبيراً وورشات عمل في الضفة وغزة لترسيم الشبيبة كجزء أصيل من البنية التنظيمية للحركة.
وأضاف: إنّ اللائحة الناظمة لعمل الشبيبة أتاحت تشكيل لجان تحضيرية فرعية في كل الأقاليم والجامعات والمعاهد والكليات، وقد عملت هذه اللجان بشكل متزامن لإنجاز المؤتمرات الفرعية وصولاً إلى عقد المؤتمر العام الأول، معتبراً أن هذا الإنجاز يشكّل خطوة وطنية مهمة تُعبّر عن إصرار الشباب الفلسطيني على تغيير الواقع وترسيخ دورهم كجزء من حركة تحرر وطني.
وأكد أنّ النقاشات التي سبقت المؤتمر، وبرامج الورشات الافتراضية عبر "زووم" التي شارك فيها المئات من أعضاء المؤتمر، أسهمت في صياغة أوراق متقدمة حملت مواقف واضحة في البرنامج السياسي والاجتماعي والعلاقات الدولية والعربية، والمقاومة الشعبية، والعمل النقابي، ودور المرأة والفتاة الفتحاوية، وغيرها من الملفات التي خلصت إلى توصيات وقرارات مهمة لمستقبل الشبيبة والقضية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بسير العملية الانتخابية، أوضح فرج أنه جرى تشكيل لجنة مستقلة من مهنيين برئاسة الوزير موسى أبو زيد لإدارة الانتخابات، وقد أعدّت كل المتطلبات اللازمة لضمان نجاح التجربة الديمقراطية. وأشار إلى وجود رقابة دولية من منظمات شبابية حضرت المؤتمر، وأبدت إشادتها بنزاهة العملية وشفافيتها.
وبيّن أن أصحاب حق الاقتراع بلغوا 970 عضواً، اقترع منهم 903 بنسبة تجاوزت 93%، وأن عملية التصويت والفرز جرت أمام المرشحين ومندوبيهم، ولجنة الإشراف العليا، وأمناء سر الأقاليم، وأعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وعبر أربع صناديق انتخابية مختلفة.
أما عن تأثير المؤتمر على علاقة الشبيبة بالجمهور الجامعي والمجتمع، فأكد فرج أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة تماماً عما قبل المؤتمر، بعدما وضعت الشبيبة خطوطاً عريضة لخطة عملها في الجامعات ومع الطلبة، إضافة إلى رؤية واضحة لتفعيل الاتحاد العام لطلبة فلسطين ومجالس اتحاد الطلبة التي تقودها الشبيبة الفتحاوية. وأشار إلى أن الواقع الصعب الذي يعيشه الطلبة الفلسطينيون سيجعل من حضور الشبيبة الميداني أكثر تنظيماً وارتباطاً بهمومهم في المرحلة المقبلة.
رسالة إعلامية موحّدة
وأوضحت رئيسة اللجنة الإعلامية في اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر ميسون القدومي أنّ اللجنة باشرت العمل قبل انعقاد المؤتمر بوقت كافٍ، حيث تولّت إعداد كل ما يتعلق بالجانب الإعلامي، من صياغة البيان الختامي وتصميم الشعار الذي حمل اسم غزة، وصولاً إلى التواصل مع وسائل الإعلام لضمان مواكبة كل مراحل المؤتمر منذ التحضيرات وحتى إعلان النتائج.
وأشارت إلى أنّ شعار المؤتمر "من القدس إلى غزة صامدون على أرضنا ثابتون على عهدنا" حمل رسالة وطنية واضحة حرصت اللجنة على إبرازها.
وبيّنت القدومي أنّ عمل اللجنة اعتمد على توزيع دقيق للمهام بين أعضائها، فلكل عضو اختصاص محدد، من كتابة البيانات إلى الإعداد للمقابلات القصيرة والطويلة التي هدفت إلى إيصال رسائل متنوعة إلى الجمهور.
كما حرصت اللجنة على اختيار ضيوف المقابلات بين مؤسسي الشبيبة الفتحاوية، لتأكيد أنّ هذا المؤتمر ليس نقطة انطلاق جديدة فحسب، بل امتداد لمسيرة بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي، قادها شهداء وأسرى وأسرى محررون ساهموا في تأسيس هذا الإرث التنظيمي.
وفيما يتعلق بالتعامل الإعلامي مع الزخم الكبير للمؤتمر، أكدت القدومي أنّ التغطية بدأت قبل الافتتاح واستمرت حتى اللحظة الأخيرة، وشملت تصويراً وتوثيقاً لكل المراحل، من كلمات الرئيس محمود عباس والمسؤولين السياسيين، إلى جلسات النقاش ومداخلات المشاركين.
كما نُظمت موجة مفتوحة استضافت أعضاء المؤتمر وقادة من جيل التأسيس، إضافة إلى نقل رسائل دولية من شركاء وأصدقاء الحركة عبر منصات الشبيبة المختلفة.
وقدمت الشكر لفضائية "عودة" ومفوضية الثقافة والإعلام لدورهما في نشر الرسائل وتوسيع نطاق التغطية.
وأضافت: إنّ التوثيق شمل كل ما يتعلق بالمؤتمر، بما في ذلك جلسات النقاش والمواد التي ستُحفظ كأرشيف تستند إليه القيادة المنتخبة لاحقاً. كما جرى توثيق عملية الانتخابات كاملة، بمرحلتي الترشح والاقتراع وفرز الأصوات، وإيصالها للجمهور عبر بث مباشر داخل القاعات وخارجها وعبر الفضائيات، بهدف تعزيز الثقة بالشفافية والنزاهة.
وأكدت القدومي أنّ الأثر الإعلامي للمؤتمر كان واسعاً، ليس فقط داخل صفوف الشبيبة، بل على مستوى الشباب الفلسطيني عامة، حيث عكست التغطية حجم الديمقراطية والتنظيم والقدرة على إنجاز مؤتمر بهذا الحجم والزخم.
وأشارت إلى أنّ اللجنة حرصت على نقل مجريات المؤتمر إلى أبناء الشبيبة في الشتات وقطاع غزة، ليكونوا جزءاً من الحدث ولو عبر المتابعة.
وأوضحت أنّ المرحلة المقبلة ستكون مهمة السكرتارية الجديدة التي ستضم لجنة إعلامية متخصصة تبني على ما تحقق خلال المؤتمر وتطوّر أداء الإعلام الشبيبي، بالاستفادة من خبرة اللجنة السابقة.
وشدّدتالقدومي على أنّ الرسالة التي حملها المؤتمر إلى العالم تمثلت في إثبات قدرة الشعب الفلسطيني، وخاصة شبابه، على إدارة عملية ديمقراطية حضارية ناجحة، بما يعكس استجابة واضحة لدعوة الرئيس محمود عباس لتعزيز الطاقات الشبابية وتوسيع دورها في صنع القرار.
ثقة ودور قيادي
وقدّمت الفائزة بالمقعد الأول في انتخابات الشبيبة الفتحاوية، إسراء زلوم، قراءة شخصية لتجربتها في المؤتمر الذي وُصف بأنه الأكثر تنافسية وديمقراطية، مؤكدة أنّ ثقة كوادر الشبيبة جاءت نتيجة رغبة الشباب في التغيير والتجديد.
وأعربت عن امتنانها لكل من منحها هذه الثقة، مؤكدة أنها ستسعى لأن تكون بمستوى المسؤولية.
وأوضحت زلوم أنّ المرحلة المقبلة ستقوم على العمل وفق تطلعات الشباب وانتظاراتهم، مشيرة إلى أنّ الهدف الأساسي يتمثل في أن تكون الشبيبة حاملة لنهج تصحيحي لا يساوم على الحق ولا يتنازل عن المبادئ، وأن تنتقل من ردّة الفعل إلى الفعل المؤثر، "تقود ولا تُقاد، ترسم الطريق ولا تسير خلفه".
وأضافت: إن الشبيبة لطالما كانت حائط الصد الأول على خطى أبو علي شاهين وأبو جهاد وأبو عمار، الذين شكّلوا النموذج في الإصلاح والتجديد.
وفي سياق حديثها عن مسؤولية الجيل الجديد داخل الحركة والمجتمع، أكدت زلوم أنّ الشبيبة منذ انطلاقتها كانت القاعدة الصلبة والأم الجامعة لكل الأطياف والأفكار، وظلّت دائماً مخلصة لضميرها الوطني، لا تنحاز إلا لفلسطين، وهو الإرث الذي تركه القادة المؤسسون. ووجّهت رسالة شكر لأهل قطاع غزة، مؤكدة أنّ غزة كانت وما زالت مصدر الإلهام للشباب الفلسطيني بصمودها وصبرها، وأنها ستظل حاضرة في وعي الشبيبة التي تحمل همّ الوطن كله، مؤكدة أن "غزة دائماً في القلب".
رؤية شبابية متجددة
وقدّمت الفائزة في انتخابات الشبيبة الفتحاوية، تسامي جهاد رمضان، قراءة واضحة لأسباب الثقة التي حصلت عليها من كوادر الشبيبة، مؤكدة أنّ هذه الثقة جاءت نتيجة تراكم سنوات من العمل الميداني والعلاقات المباشرة مع الأخوات والإخوة في الشبيبة، سواء في الإطار الطلابي أو على المستوى التنظيمي الأوسع.
وأوضحت أنها قدّمت نفسها برؤية لمستقبل الشبيبة لا بشخصها، وأن من انتخبوها فعلوا ذلك لإيمانهم بهذه الرؤية قبل إيمانهم بقدراتها الفردية، معتبرة أنّ التصويت جاء تفويضاً لتمثيل أفكار الشباب وطموحاتهم لا للتفوق عليهم.
وفي حديثها عن أولويات المرحلة المقبلة داخل قيادة الشبيبة، أكدت رمضان أن المهمة الأولى تتمثل في تنظيم الصفوف وترتيب الملفات بعد مؤتمر هو الأكبر في تاريخ الشبيبة من حيث العدد والزخم الإعلامي. وأشارت إلى أنّ المرحلة القادمة ستشهد عودة قوية للشبيبة إلى الشارع وفي مختلف القطاعات، مع تركيز خاص على الملفات الشبابية، والمرأة، والطلبة، إلى جانب الالتزامات الوطنية الكبرى في ظل المرحلة المفصلية التي يمر بها الشعب الفلسطيني. وشددت على أنّ الشبيبة، التي تمثل ما يزيد عن 70% من بنية الحركة، تتحمل مسؤولية الالتزام بالثوابت الوطنية وتجديد حضورها في الميدان.
وأوضحت أن مؤتمر الشبيبة كان أكثر من مجرد شعارات، فقد ناقش أوراق عمل تفصيلية شملت البرنامج السياسي والنقابي، وملفات الأسرى والجرحى والشهداء، والعلاقات الدولية والعربية، والبرنامج الاجتماعي، وملف المرأة، وغيرها من القضايا المركزية. وأكدت أنّ النقاشات داخل المؤتمر كانت حقيقية وصحية، تخللتها مداخلات وتعديلات واختلافات بنّاءة أثمرت رؤية موحدة لعمل الشبيبة في المرحلة المقبلة. وأشارت إلى أنّ كافة أوراق العمل أكدت على ثوابت واضحة: لا دولة بدون غزة ولا دولة في غزة وحدها، ولا تنازل عن القدس، باعتبار هذه المبادئ جزءاً أصيلاً من الهوية الوطنية للشبيبة.
وفي سياق حديثها عن دور الجيل الجديد داخل الحركة والمجتمع، شددت رمضان على أنّ الشبيبة الفتحاوية تمثل الغالبية الأكبر من الشباب الفلسطيني، وأن مهمتها الأساسية هي رفع الوعي بالخطر المحدق بالقضية الفلسطينية، وتنظيم الصفوف، وتوحيد الشارع الفلسطيني وقيادته نحو الدولة الفلسطينية. وأكدت رمضان أنّ المرحلة الراهنة تتطلب صموداً غير مسبوق، وأن الشبيبة ستتحمل مسؤوليتها في تعزيز هذا الصمود عبر العمل في الشارع والجامعات ورفع مستوى الوعي والاستعداد لمواجهة التحديات الماثلة.
المصدر:
القدس