مع قدوم شتاء قارس لا يرحم، يجد أطفال قطاع غزة أنفسهم في مخيمات مهترئة معرضين للبرد القارس والمطر الغزير الذي يعكس مشاهد مأساوية تتكرر كل شتاء، حيث تتجمد أطراف الأطفال وتغرق خيامهم بالمياه، لتصبح صور المعاناة مألوفة لكنها تظل صادمة للمتابعين حول العالم.
يعيش عشرات الآلاف من النازحين في مواجهة مأوى هش لا يحميهم، بينما تتحول المياه والصقيع إلى تهديد يومي لحياتهم وصحتهم. ففي كل خيمة، قصص ألم وصمود تكشف هشاشة الحياة اليومية للأطفال الذين يقفون بلا مأوى آمن وسط غياب الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.
مع المنخفض الجوي الأخير الذي ضرب قطاع غزة، انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر معاناة الأطفال نتيجة غرق خيامهم وارتجافهم من شدة البرد. في أحد المشاهد، تظهر طفلة تحمل لعبتها تبحث عن لحظة دفء تحت المطر الغزير، في حين يرتجف طفل فلسطيني آخر بعدما غمرت المياه خيمته.
وقد أثارت هذه المشاهد موجة غضب وتفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف مدونون المشاهد بأنها من أقسى ما يمكن أن يُرى للأطفال في غزة. وأكد النشطاء أن الشتاء القارس يزيد معاناة الأطفال بعد أن نجوا من الحرب الإسرائيلية، مشيرين إلى أن هذه المشاهد الصغيرة تعكس حجم المعاناة اليومية لآلاف الأطفال الذين يواجهون الشتاء القارس بلا مأوى آمن.
وأشار المدونون إلى أن البرد يمكن أن يؤثر على الأطفال بعدة طرق، منها إصابتهم بأمراض تنفسية وجلدية ناجمة عن البرد والرطوبة، والحرمان النفسي نتيجة صعوبة الحركة واللعب داخل خيام غارقة بالمياه، بالإضافة إلى نقص الغذاء والملابس الشتوية.
وفي تعليقاتهم، كتب أحد النشطاء: "الأمراض التنفسية والجلدية الناتجة عن البرد والرطوبة، والحرمان النفسي بسبب صعوبة الحركة واللعب داخل خيام غارقة بالمياه، ونقص الغذاء والملابس الشتوية، يزيد من هشاشة الأطفال أمام الشتاء القارس".
وأضاف آخر: "عشرات الآلاف من الأطفال في غزة بلا مأوى آمن، وخيامهم تغرق كل شتاء، بينما العالم يشاهد من بعيد".
وحذر مدونون من أن العام الماضي شهد وفاة عدد من الأطفال الرضع نتيجة البرد القارس، مشددين على أن تكرار هذه الظروف هذا الشتاء قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر، في ظل غياب الحلول الكافية لدى سكان غزة لتأمين حماية أطفالهم من قسوة الشتاء.
وتساءل النشطاء عن دور مؤسسات الطفولة وحماية الطفل، مؤكدين أن الأطفال في قطاع غزة يحتاجون إلى تدخل عاجل لتأمين مأوى آمن ووسائل تدفئة وحماية حياتهم من آثار البرد القارس وغرق الخيام.
المصدر:
القدس