تستهدف سلطات الاحتلال بأذرعها المختلفة بلدة العيزرية الواقعة شرقي القدس بإجراءات تعسفية منذ أشهر، وشهدت البلدة، أول أمس الثلاثاء، هجمتين جديدتين إحداهما استهدفت مقبرة البلدة والأخرى طالت محالها التجارية.
وأصدرت الإدارة المدنية الإسرائيلية أمرا عسكريا يقضي باقتلاع أشجار معمرة على أطراف مقبرة العيزرية، بذريعة "دواع أمنية"، لأنها تعوق كشف المكان.
كما شنت سلطات الاحتلال حملة على المتاجر في البلدة وصادرت خلالها بضائع قدّر بعض التجار قيمتها بنحو 400 ألف دولار، وقبيل انسحابها حررت شرطة الاحتلال عشرات المخالفات المرورية لمركبات في البلدة، واستدعت 3 تجار للتحقيق.
وفي تعقيبه على الهجمة الأخيرة، قال رئيس بلدية العيزرية خليل أبو الريش -في مستهل حديثه- إن البلدية تواصلت مع الشؤون المدنية الفلسطينية فور إبلاغها بقرار اقتلاع الأشجار، وأبلغتها الأخيرة أن القرار صدر ولا مفرّ من تنفيذه.
وضعونا أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما أن نقتلع الأشجار نحن كبلدية خلال أسبوع بادعاء أنها محاذية لجدار الفصل العنصري وتعوق الرؤية، أو يقتلعوها هم، فقررنا اقتلاع الأشجار الثمانية المزروعة على حافة المقبرة، لأننا نخشى من نبش بعض القبور القريبة منها في حال قامت جرافاتهم باقتلاعها عشوائيا.
أما بخصوص الهجمة على القطاع التجاري في البلدة، فأوضح رئيس البلدية أنه تم اقتحام المحال التجارية بادعاء أنها تبيع علامات تجارية عالمية غير أصلية، وبالتالي تمت مصادرة البضائع وتحرير مخالفات للتجار.
كما تمت مصادرة كميات من البيض بادعاء أنه لا يحمل ختما رسميا ويمنع بيعه.
أبو الريش: إجراءات بلدية الاحتلال في العيزرية تُعتبر بمثابة حكم بالإعدام على البلدة.
واستُهدف هذا القطاع الذي وصفه أبو الريش بالقوي جدا والجاذب للفلسطينيين من مناطق كثيرة من أجل التسوق، خاصة أن الخط التجاري في العيزرية هو أطول خط تجاري مستمر موجود بالضفة الغربية.
وقرب منطقة المشتل، أي على مدخل بلدة العيزرية، ركّبت سلطات الاحتلال بوابة حديدية من الجهتين يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي، في خطوة إضافية لخنق هذه البلدة التي تعتبر حلقة الوصل بين شمالي الضفة الغربية وجنوبها.
وسبق نصب البوابات الحديدية إقدام طواقم الإدارة المدنية برفقة جيش الاحتلال الإسرائيلي في أغسطس/آب الماضي على توزيع نحو 42 إخطار هدم لمنشآت في كل من منطقة المشتل ووادي جمل ووادي الحوض في بلدة العيزرية.
وجميع الإخطارات تتعلق بإقامة الشارع الاستيطاني الذي تُطلق عليه إسرائيل اسم "نسيج الحياة".
وحول هذه التضييقات التي تُستهدف بها بلدة العيزرية في الأشهر الأخيرة، قال أبو الريش إنه إذا تم تنفيذ أوامر الهدم والإخلاء من أجل المشروعين الاستيطانيين "نسيج الحياة" و"إي1″، فإن ذلك يعد حكما بالإعدام على العيزرية.
لأن الطريق بينها وبين مدينة أريحا ستغلق أمام المركبات، وبالتالي ينقطع التواصل بين محافظات الضفة الغربية الشمالية والجنوبية.
وعن نظرته لمستقبل هذه البلدة على ضوء حاضرها القاتم، ختم رئيس بلدية العيزرية خليل أبو الريش حديثه قائلا: "دمار وفقدان لمصدر أرزاق كثير من المواطنين، وضرر مأساوي على هذه البلدة التي لا تبعد عن مركز مدينة القدس سوى 3 كيلومترات".
المصدر:
القدس
مصدر الصورة