الحدث الفلسطيني
افتتحت وزارة الاقتصاد الوطني، اليوم الاربعاء، "معرض فلسطين الأخضر 2025"، برعاية رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، ومشاركة وزير الاقتصاد الوطني محمد العامور، و نائب ممثل الاتحاد الأوروبي وجيمس ريزو، ونائبة رئيس التعاون الألماني، روث ميلر، ومحافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، و ممثلين عن القطاعين العام والخاص الفلسطيني، و 40 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا النظيفة، إضافة إلى مؤسسات مالية وجامعات.
ينظَّم المعرض على مدار يومين في ساحة المكتبة الوطنية – سردا/رام الله ضمن مشروع النمو الأخضر في فلسطين (Green Growth in Palestine – GGP)، بتمويل من الاتحاد الأوروبي والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، وتنفيذ الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الوطني.
ويستعرض المعرض الذي ينظم أبرز الابتكارات والمشاريع في الاقتصاد الأخضر، إلى جانب جلسات حوارية متخصصة لمناقشة مواءمة السياسات الحكومية والقطاعية مع متطلبات الاقتصاد الأخضر، ودور المانحين والقطاع الخاص في دعم جهود التحول، فيما يركّز يوم غد الخميس على فرص التمويل الأخضر والابتكار والشراكات التجارية، عبر جلسات متخصصة بمشاركة البنوك ومسرّعات الأعمال وقصص نجاح وطنية.
وأكد وزير الاقتصاد الوطني، محمد العامور، خلال الجلسة الافتتاحية أن المعرض يشكّل محطة وطنية مهمة على طريق بناء اقتصاد فلسطيني أكثر قدرة على الصمود، وأكثر انسجامًا مع التوجّه العالمي نحو التحول الأخضر.
وأوضح الوزير أن التحول نحو الاقتصاد الأخضر بات ضرورة وطنية ملحّة، خاصة في ظل التحديات العميقة التي يواجهها الاقتصاد الفلسطيني نتيجة سياسات الاحتلال، والكارثة البيئية غير المسبوقة التي خلّفها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بما في ذلك ملايين الأطنان من الركام والنفايات وتدمير البنية التحتية البيئية.
وبيّن العامور أن المعرض يشكّل منصة وطنية تجمع صنّاع السياسات، والمؤسسات المالية، والشركات الصغيرة والمتوسطة، وروّاد الأعمال، والجامعات، بهدف دفع مسار التحول الأخضر، وتعزيز الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة، ورفع القدرة التنافسية للمنتجات الفلسطينية.
وقال الوزير" إن التحول الأخضر ليس مشروعًا حكوميًا فحسب، ولا مبادرة من جهة واحدة؛ بل هو مسؤولية جماعية تتطلب مشاركة الحكومة والقطاع الخاص والجامعات والمبادرات الشبابية والمجتمع المدني والشركاء الدوليين. وهو أيضًا فرصة لخلق وظائف جديدة، وتنمية قطاعات واعدة، وتطوير صناعات خضراء تعزّز مرونة الاقتصاد الفلسطيني واستدامته.
واضاف "إن فلسطين تمتلك طاقات بشرية ومعرفية وابتكارية قادرة على الريادة، وإن ما نشهده في هذا المعرض يؤكد أن الاستثمار في الإنسان الفلسطيني هو الاستثمار الأكثر جدوى نحو مستقبل أخضر ومستدام."
وشدد على التزام وزارة الاقتصاد الوطني في قيادة التحول الأخضر، وتعزيز بيئة أعمال مستدامة، وتشجيع الاستثمار في الابتكار، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة لتكون رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة.
ومن جانبها، أكدت السيدة روث مولر، نائب رئيس التعاون الألماني، قوة الشراكة بين ألمانيا وفلسطين في دفع عجلة التحول الأخضر. وأشارت إلى أهمية الابتكار وتعزيز قدرة الشركات على الصمود، ودعم التحول الاقتصادي الأخضر.
وقالت: “يجمع هذا المعرض الرؤية والابتكار والإصرار في لحظة محورية لفلسطين. فبالرغم من التحديات العميقة التي يواجهها الاقتصاد الفلسطيني — من القيود على الحركة إلى الصعوبات التي يواجهها القطاع الخاص في الضفة الغربية وغزة — نرى إبداعًا لافتًا وقدرة عالية على التكيف وصمودًا من قبل رواد الأعمال والمؤسسات الفلسطينية.
وأشارت الى أن التقدم ممكن حتى في أصعب الظروف عندما تتعاون المؤسسات العامة والشركات الخاصة والجامعات والمستثمرين والشركاء التنمويين معًا.
وأضافت" ألمانيا فخورة بشراكتها الوثيقة مع وزارة الاقتصاد الوطني وكل الجهات التي تسهم في بناء اقتصاد فلسطيني أكثر صمودًا وتنافسية واستدامة. ومعًا، كجزء من فريق أوروبا، سنواصل دعم مستقبل أكثر إشراقًا وخضرة لفلسطين.”
بدوره شدد ممثل الاتحاد الأوروبي ونائب السفير، على دعم الاتحاد الأوروبي لجهود جميع الشركاء الداعمين لانتقال فلسطين نحو اقتصاد أخضر ومستدام وتنافسي، بالتعاون مع الدول الأعضاء، وخصوصًا ألمانيا.
وقال“يبرهن هذا المعرض على ما يمكن تحقيقه عندما يجتمع مقدمو الحلول والمؤسسات المالية والشركات بروح مشتركة. وفي وقت نحن بأمسّ الحاجة فيه إلى تعزيز الصمود والاستقرار الاقتصادي، تعكس هذه الشراكة التزام الاتحاد الأوروبي بدعم اقتصاد فلسطيني قابل للحياة قائم على الاستدامة والتعاون.”
وشهد الزوار المعرض عروضًا عملية وتطبيقات مبتكرة وعروضًا حية ومنتجات تفاعلية تهدف إلى توفير الطاقة، وتقليل النفايات، وتحسين كفاءة الإنتاج، وخفض الانبعاثات في الاقتصاد الفلسطيني. كما استكشف الحضور منصة الابتكار الأخضر، وجناح الابتكار الجامعي، والركن المالي، وركن GIZ التفاعلي الذي جمع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمستثمرين والشركاء التنمويين لبحث فرص جديدة للأعمال والتعاون.
وأظهرت الابتكارات المعروضة الأثر الملموس لهذه الجهود وإمكاناتها للتوسع عبر مختلف القطاعات. ويعد معرض الحلول الخضراء 2025 أول منصة وطنية مخصصة بالكامل للتقنيات الخضراء ونماذج الأعمال المستدامة والفرص الاقتصادية القادرة على مواجهة التغير المناخي، ما يمثل خطوة بارزة في مسار فلسطين نحو اقتصاد أكثر استدامة وتنافسية.
ومن الجدير ذكره ان مشروع “النمو الأخضر في فلسطين”جزءًا من مبادرة فريق أوروبا للنمو المستدام وفرص العمل والمرونة، التي تجمع شركاء أوروبيين لدعم التحول الاقتصادي في فلسطين. وتتولى ألمانيا، عبر GIZ وبالتنسيق الوثيق مع وزارة الاقتصاد الوطني، قيادة مكوّن الاقتصاد الأخضر الذي يهدف إلى تعزيز كفاءة الطاقة والمياه والمواد في الشركات، ودعم ممارسات الاقتصاد الدائري، والحد من النفايات الصناعية، وتوسيع الوصول إلى التمويل الأخضر، ودعم الإصلاحات التنظيمية، وتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية والقطاع الخاص.
المصدر:
الحدث