آخر الأخبار

هل تهدد الهجرة العكسية مستقبل دولة الاحتلال؟.. الأرقام تجيب

شارك

قدمت إسرائيل نفسها في بادئ الأمر، على إنها أرض الميعاد والأرض القادرة على توفير الأمان لليهود، وبعد عملية 'طوفان الأقصى' في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدا وكأن المستوطنون ينتظرون عصا موسى لتشق لهم البحر هروبا من دولة الاحتلال.

وفي ظل هذه المعطيات وتزايد قلق مؤسسات الاحتلال الإسرائيلية من استمرار اتساع موجة الهجرة العكسية، ومع تراجع حجم الاستثمارات الأجنبية في إسرائيل خلال العقدين الأخيرين، ونقل عدد من الشركات نشاطها إلى خارج البلاد كما أشار تقرير هيئة الابتكار لعام 2202، أطلقت حكومة الاحتلال مرارا خطط لاحتواء الأزمة والحد من هذه الظاهرة التي تنعكس بطريقة سلبية على هيكل دولة الاحتلال.

توضح صحيفة 'إسرائيل هيوم' أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية تدفع بخطة جديدة تحمل اسم 'المليون الـ11'، وتسعى من خلالها لجلب مليون يهودي إضافي خلال السنوات العشر المقبلة لرفع عدد اليهود إلى 11 مليونا، وتعمل الحكومة على تحويل المبادرة إلى 'مشروع قومي' يستقطب أصحاب الخبرات في التكنولوجيا والطب والتعليم وريادة الأعمال، إضافة إلى العائلات الشابة.

ويشهد المجتمع الإسرائيلي، وفق الصحفي نداف إيال في 'يديعوت أحرونوت'، هجرة جماعية للعقول الشابة، ما أثار قلق خبراء الاقتصاد والديموغرافيا.

وتظهر بيانات مركز الأبحاث في الكنيست اتجاهاً تصاعدياً واضحاً في معدلات مغادرة الإسرائيليين، إذ غادر نحو 59,400 شخص عام 2022 بزيادة بلغت 44 بالمئة مقارنة بالعام السابق، ثم ارتفع العدد إلى 82,800 مغادر في عام 2023 بزيادة وصلت إلى 39 بالمئة.

وفي المقابل، تراجع عدد العائدين من 29,600 في عام 2022 إلى 24,200 في عام 2023، ما يعكس فجوة متسعة بين المغادرين والعائدين.

الهجرة العكسية كانت المؤشر الأبرز على اهتزاز ثقة المجتمع بالدولة.

تشير معطيات صحيفة 'معاريف' إلى أن المتوسط السنوي للمغادرين بين عامي 2009 و2021 استقر عند نحو 36 ألف شخص، غير أن الأرقام سجلت قفزة حادة بعد عام 2022.

وفي مقابلة مع صحيفة 'معاريف'، أكد البروفيسور سيرجيو ديلا فرغولا، الخبير في قضايا الديموغرافيا، أن ما يحدث يمثل 'المرة الرابعة خلال المئة عام الماضية التي تُسجَّل فيها هجرة سلبية في إسرائيل'.

وبالتوازي، أظهر تقرير إسرائيلي صادر عن مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست ارتفاعا حادا في أعداد المستوطنين الإسرائيليين المغادرين مقابل تراجع واضح في أعداد المستجلبين.

قدّم الخبير في الشؤون الإسرائيلية علاء اغباريه، تقييما يؤكد أن دولة الاحتلال شهدت تحولا غير مسبوق في علاقتها مع مواطنيها.

وأوضح أن موجات الهجرة العكسية التي برزت في تلك الفترة عكست أزمة ثقة عميقة بين المجتمع الإسرائيلي والدولة.

وأشار إلى أن الكنيست ومعاهد بحثية إسرائيلية توثق حالياً الآثار الديموغرافية لهذه الهجرة الكبيرة، خصوصا مع حقيقة أن عدد السكان العرب بين البحر والنهر بات أكبر من عدد اليهود.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا