آخر الأخبار

تقدير إسرائيلي بحدوث هزّة إستراتيجية بعد ترامب: دعوة لاستثمار اللحظة الترامبية حتى أقصاها

شارك

ترجمة الحدث

حذّرت ورقة تقدير موقف جديدة صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أعدّها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق تامير هايمان والباحث أفيشاي بن شوشان غورديش، من “مرحلة هزّة إستراتيجية” قد تواجهها إسرائيل مع انتهاء الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، داعية حكومة الاحتلال إلى استثمار ما تبقّى من “اللحظة الترامبية” لترسيخ مكاسبها السياسية والعسكرية قبل أي تغيّر محتمل في الإدارة الأميركية.

تؤكد الورقة أنّ الولايات المتحدة تمرّ بتحوّل بنيوي عميق في تركيبتها الاجتماعية والسياسية، يتمثل في صعود التيار التقدّمي داخل الحزب الديمقراطي، الذي بات يرى في إسرائيل رمزًا لـ”الهيمنة البيضاء” والاستعمار، في مقابل صورة الفلسطيني بوصفه الضحية. وتشير الورقة إلى أن هذا التحوّل ينعكس بوضوح في استطلاعات الرأي الأميركية، إذ أظهر استطلاع أجراه مركز “بيو” أنّ 53% من الأميركيين يحملون نظرة سلبية تجاه إسرائيل، بينما تراجعت نسبة التأييد بين الشباب الجمهوريين إلى 46%. أما في أوساط الإنجيليين البيض، الذين مثّلوا لعقود قاعدة الدعم الأوسع، فقد انخفضت نسبة التأييد من 69% عام 2018 إلى 34% عام 2021. وترى الورقة أن هذا الاتجاه “يهدّد بتحويل إسرائيل من حليف إستراتيجي إلى عبء سياسي على واشنطن”، خاصة في ظل تداعيات الحرب على غزة وتصاعد النقد داخل الجامعات ووسائل الإعلام الأميركية.

وفي ما يتعلق بالحرب على غزة، تدعو الورقة حكومة الاحتلال إلى الانخراط الكامل في خطة ترامب لإنهاء الحرب، معتبرة أنها تتيح فرصة لـ”الفصل النهائي” بين إسرائيل وكيان فلسطيني منزوع السلاح وذي سيادة محدودة. وتوضح الورقة أن إعادة تفعيل ما تبقّى من “صفقة القرن” يمكن أن تشكل أساسًا لتسوية دائمة في القطاع، مع توظيف المساعدات وإعادة الإعمار كأدوات ضغط سياسية لإعادة صياغة المشهد الفلسطيني وفق الرؤية الإسرائيلية–الأميركية المشتركة.

وفي الملف الإيراني، تحثّ الورقة على مواصلة سياسة الضغط الأقصى اقتصاديًا وعسكريًا لإجبار طهران على توقيع اتفاق نووي جديد “أفضل من السابق”، على أن يُنفّذ ذلك خلال الولاية الحالية لترامب دون انتظار أي إدارة أميركية مقبلة. أما في الساحة السورية، فتوصي الورقة بدعم تسوية تضمن بقاء نظام مستقرّ يحدّ من النفوذ الإيراني ويمنع تمدّد التنظيمات الجهادية، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام علاقة دبلوماسية مستقبلية مع دمشق إذا اقتضت المصلحة الأمنية الإسرائيلية ذلك.

وفي لبنان، تقترح الورقة استغلال حالة الضعف الراهنة لدى حزب الله لإطلاق حملة أميركية–إسرائيلية مشتركة تهدف إلى نزع سلاح الحزب تدريجيًا وتوسيع صلاحيات الجيش اللبناني تحت إشراف دولي فاعل، بدلاً من الاكتفاء بالمهمة الرمزية لقوات “اليونيفيل”.

وعلى الصعيد الأمني والعسكري، تدعو الورقة إلى توقيع مذكرة تفاهم جديدة بين تل أبيب وواشنطن تنقل العلاقة من نموذج “الدولة المتلقية للمساعدات” إلى نموذج الشراكة الإستراتيجية الكاملة، مع تعزيز التصنيع الدفاعي المشترك، والتعاون في مجالات التكنولوجيا العميقة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية. كما تقترح العمل على انضمام إسرائيل إلى تحالف “العيون الخمس” الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، ما يمنحها موقعًا داخل شبكة الاستخبارات الأنجلوساكسونية ويعزّز قدرتها على التأثير في البنية الأمنية الدولية.

وتخلص الورقة إلى أن نافذة التحرك أمام إسرائيل قصيرة، إذ ستبدأ الانتخابات النصفية الأميركية عام 2026، تليها الحملة الرئاسية عام 2028. لذلك، تحثّ حكومة الاحتلال على عدم الركون إلى دعم ترامب وحده، بل الإسراع في تحويل التفاهمات السياسية والعسكرية الراهنة إلى اتفاقات مكتوبة وملزمة قبل تبدّل الإدارة. وتختتم الورقة بالإشارة إلى أن “اليوم الذي يلي ترامب” يثير قلقًا متزايدًا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، مع الاعتراف بتغيّر المزاج الشعبي الأميركي وتراجع التعاطف مع إسرائيل.

غير أن معهد دراسات الأمن القومي يرى أن تعميق التحالف مع ترامب واستثمار نفوذه الإقليمي يشكلان الخيار الأمثل لتمديد شبكة الحماية الإستراتيجية لإسرائيل قدر الإمكان، قبل أن تعصف بها التحولات القادمة في واشنطن.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا