تتصاعد أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، في إطار نشاط منظم لجماعات متطرفة تنطلق غالبا من مستوطنات الضفة.
وفي وقت تتزايد فيه وتيرة هذه الاعتداءات، خاصة مع حلول موسم جني الزيتون، يقوم المستوطنون بمهاجمة القرى والبلدات الفلسطينية، وفقا للتقارير، تحت أعين قوات الاحتلال وشرطته.
وقد وثقت الأمم المتحدة، أن مستوطنين إسرائيليين نفذوا 264 اعتداء ضد فلسطينيي الضفة الغربية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما يمثل أعلى حصيلة شهرية ترصد منذ نحو 20 عاما.
تأتي في طليعة هذه المنظمات، منظمة "فتيان التلال". التي ظهرت بعد الانتفاضة الثانية عام 2001، وتولدت عنها جماعة "فتيات التلال" في بداية العام 2005.
ترتكز فلسفة هذه المنظمة على احتلال التلال المشرفة والمطلة على القرى والمزارع الفلسطينية. بعد ذلك، تتوسع هذه النقاط تدريجيا لتتحول إلى بؤر استيطانية.
وارتكبت باسم هذه المنظمة عمليات قتل، وحرق منازل، وتخريب ممتلكات. ونتيجة لهذه الأنشطة، صدرت بحقها عقوبات أميركية وأخرى أوروبية خلال العام الماضي.
إلى جانب "فتيان التلال"، تنشط في الضفة الغربية ما تسمى بـ "جماعة تدفيع الثمن"، وهي جماعة إستيطانية شبابية متطرفة نفذت اعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين والعرب داخل "الخط الأخضر".
وتتعمد هذه الجماعة ترك توقيعات وشعارات عنصرية في الأماكن التي تنفذ فيها عملياتها.
كما تبرز منظمة "حارس يهودا والسامرة"، وهي منظمة تصف نفسها بـ "التطوعية" وتأسست عام 2013، وتعمل المنظمة على حماية المزارع والمستوطنات، وتدعم عنف المستوطنين.
وقد صدرت بحقها عقوبات بريطانية عام 2024.
وفي تطور لافت، تبرز "ألوية الدفاع الإقليمي"، وهي قوات شكلها جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023.
قام الجيش بتجنيد 5500 من سكان المستوطنات للخدمة في مناطقهم وبجوار القرى الفلسطينية القريبة.
ويخدم في هذه المنظمة حاليا حوالي 7 آلاف شخص، وتشير التقارير إلى نشاطها في أعمال عنف وتهديد وتدمير لممتلكات فلسطينية.
ويهدف عنف المستوطنين المنظم إلى جعل الزراعة الفلسطينية غير مستدامة، ودفع السكان الفلسطينيين إلى التهجير، ضمن الأهداف الكبرى للاحتلال بضم مزيد من أجزاء الضفة الغربية، التي احتلتها إسرائيل، بما في ذلك القدس، عام 1967.
المصدر:
القدس