قال الكاتب والمفكر السياسي محمد أيوب إن الاتفاق في غزة يواجه خطر الانهيار الوشيك بعد أقل من شهر على إعلان وقف إطلاق النار، متهما التطرف الإسرائيلي وتراجع الالتزام الأميركي بدعم حل دائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
بدأ أيوب مقاله بالتأكيد على أن الجهود الأميركية بقيادة جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي والمبعوث ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر فشلت في كبح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي شن هجومين جديدين على القطاع خلال أسابيع قليلة.
ويرى الكاتب أن المرحلة الثانية من الاتفاق -والتي تتضمن نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإنشاء سلطة بديلة في غزة- تبدو شبه مستحيلة، لأنه لا أحد يستطيع إقناع الحركة بالتخلي عن سلاحها دون أن تفقد مبرر وجودها كمقاومة وطنية ضد الاحتلال، وحتى لو استسلمت فستظهر تنظيمات أخرى لملء الفراغ.
تُظهر ردود إسرائيل العسكرية المفرطة مؤخرا أن الحكومة الإسرائيلية متلهفة لاستئناف حملتها العسكرية في غزة، خاصة أنها لم تقبل وقف إطلاق النار إلا تحت ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأن العديد من وزراء حكومة نتنياهو يعارضون الاتفاق ويطالبون بمواصلة الحرب حتى "القضاء التام على المقاومة الفلسطينية".
ستظل الحكومة الإسرائيلية تبحث عن ذريعة لاستئناف الهجوم لتحقيق أهدافها القصوى التي أعلنها نتنياهو منذ بداية الحرب، بل إن هذا الخيار يبدو أكثر جاذبية الآن بعد أن أطلقت حماس سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء.
لكن رغبة اليمين الإسرائيلي في تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" تكشف نية ضمنية لاقتلاع السكان والاستيلاء على الأرض، مما يعزز قناعة الفلسطينيين بأن الهدف الحقيقي هو تهجيرهم الدائم من القطاع.
ورغم تفوق إسرائيل العسكري، فإن أيوب يشكك في استدامة هيمنتها في المنطقة، لأن التوازن الديمغرافي سيجعلها دولة ثنائية القومية تقريبا، ويضعها أمام خيارين أحلاهما مر.
يشير المقال إلى أن الحرب على غزة أضعفت الثقة العربية بإسرائيل، خصوصا لدى دول الخليج، مما أبعد احتمال التطبيع مع السعودية.
أما داخل الولايات المتحدة، فيؤكد أيوب أن الرأي العام الأميركي يشهد تحولا جذريا ضد إسرائيل، حيث تعتبر أغلبية الأميركيين أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب.
خلص محمد أيوب إلى أن "الهدنة الراهنة" في غزة ليست بداية حل، بل هي محطة هشة تعتمد على استمرار الهيمنة الإسرائيلية والدعم الأميركي غير المشروط.
المصدر:
القدس