الحدث الدولي
اعتبر محرّر الشؤون السياسية في قناة "12" العبرية، عوفر حداد، أن فوز المرشح التقدّمي ذو الأصول الأوغندية ـ الهندية زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك يمثّل تحوّلًا مقلقًا في المزاج السياسي والثقافي داخل الولايات المتحدة، قائلاً إنّ المدينة التي كانت رمزًا للرأسمالية والليبرالية الغربية اختارت الآن شخصًا "ذا مواقف متعاطفة مع حركة حماس ومعادٍ لإسرائيل"، على حدّ وصفه.
وكتب حداد أنّه "بعد 24 عامًا على هجمات 11 سبتمبر التي غيّرت وجه العالم، ترفع نيويورك إلى القمّة شخصًا كان مغنّي راب وغنّى سابقًا أناشيد تمجّد المقاومة الفلسطينية"، مضيفًا أنّ ممداني رفض مرارًا وصف الحركة بـ"منظمة إرهابية" حتى بعد هجوم السابع من أكتوبر، وامتنع عن إدانة الدعوات لتحويل الانتفاضة الفلسطينية إلى حركة عالمية.
وأشار المعلّق الإسرائيلي إلى أنّ ممداني حصد أكثر من نصف أصوات الناخبين في "التفاحة الكبرى" بفضل "كاريزما قوية ورسائل اشتراكية راديكالية وحملة انتخابية لامعة"، في مدينة تُعدّ قلب الاقتصاد الحرّ العالمي. واستطاع، بحسبه، استمالة الشرائح الليبرالية واليسارية، فضلًا عن دعم من قطاعات من مجتمع الميم، رغم ارتباطه، كما يقول، بإمام مسلم يُدعى سراج وهاج، الذي كان قد وصف المثلية بـ"المرض".
وأضاف حداد أن ممداني يتقن استخدام خطاب "الإسلاموفوبيا" كسلاح دفاعي عندما تُوجَّه إليه انتقادات، وأنّ شعبيته امتدت حتى داخل أوساط يهودية واسعة في المدينة، حيث أظهر استطلاع لشبكة "سي إن إن" أنّ نحو 33% من يهود نيويورك صوّتوا له، وهو ما عدّه حداد تراجعًا غير مسبوق في "الدعم اليهودي التقليدي للديمقراطيين". وذكّر حداد بأنّ ممداني كان قد شارك في مظاهرة ببروكلين بعد أيام من هجوم 7 أكتوبر، طالب فيها بوقف الردّ الإسرائيلي، وأنّه منذ سنوات يرفض فكرة يهودية الدولة، بل يصف إسرائيل بأنها "نظام فصل عنصري"، معتبرًا أنّ "اليهود لا يملكون حقًّا بدولة خاصة بهم".
كما رأى حداد أنّ ممداني يسعى إلى فكّ ارتباط الولايات المتحدة بإسرائيل، وأنّ حملته ضدّ شرطة نيويورك تداخلت مع "خطاب معادٍ لإسرائيل"، مشبّهًا الشرطة الإسرائيلية بالأميركية ومستخدِمًا تعبيرات "خنق" مستوحاة من حادثة مقتل جورج فلويد. وختم حداد بالقول إنّ انتخاب ممداني "ليس قصة شخص واحد بل قصة مجتمع كامل"، مؤكدًا أنّ صعوده يشكّل جرس إنذار لإسرائيل، لأنّ الغرب – بما في ذلك "أقرب أصدقاء إسرائيل" – يتّجه إلى "مسارات مقلقة تتطلب استعدادًا مسبقًا"، على حد تعبيره.
المصدر:
الحدث