أفادت شرطة الاحتلال صباح اليوم الأربعاء بأن سلسلة من الاحتجاجات شهدتها مدينة القدس تسببت في إضرام النار بحاويات نفايات وإطارات سيارات في أحياء رحافيا وجفعات رام، الأمر الذي أدى إلى تضرر عدد من المركبات وإخلاء مستوطنين من مبانٍ قريبة.

وأوضحت شرطة الاحتلال أن النيران أُخمدت لمنع امتداد الخطر، مشيرة إلى أن التحقيقات ما تزال جارية.

وتأتي هذه التطورات في إطار ثلاثة أيام من الاحتجاجات تنظمها عائلات الأسرى الإسرائيليين ومجموعات داعمة لهم في القدس، بعد أن كانت الأنشطة خلال الشهر الماضي متركزة في منطقة تل أبيب.

وتشمل الفعاليات نصب خيمة اعتصام قرب مقر إقامة نتنياهو في شارع غزة، على أن تختتم بتظاهرة مركزية مساء السبت في ميدان باريس. وتقود التحرك عينات أنغرست، والدة الأسير متان، إلى جانب فيكي كوهين، والدة الأسير نمرود، فيما انطلقت منذ ساعات الصباح فعاليات مفاجئة حول مقر إقامة نتنياهو رغم أن البرنامج الأصلي كان يقضي ببدء النشاط عند الكنيست ظهراً.

المخطط يتضمن مسيرة في الواحدة والنصف ظهرًا نحو شارع غزة، يعقبها مؤتمر صحفي وافتتاح خيمة الاعتصام، ثم تظاهرات أخرى بين الرابعة والنصف والسابعة والنصف يقودها أهالي الأسرى وجنود احتياط. ومن المقرر أن يتحدث في الفعاليات كوهين وأنغرست، إلى جانب إيلان غرين، والد جنديين أحدهما مصاب بجراح خطيرة، وبت أل، والدة ضابط يخدم في غزة، وكذلك إيتي شتاينمتس، وهو جندي احتياط خدم أكثر من 300 يوم متواصل.

وفي خطوة داعمة، أعلنت عشرات شركات التكنولوجيا وصناديق الاستثمار المخاطر الكبرى، من بينها “ماندي” و”Wix” و”فايبر” و”بابايا غلوبال”، أنها ستسمح لموظفيها بإنهاء دوامهم مبكرًا للانضمام إلى الاعتصام، حيث جُهزت حافلات لنقلهم من مجمع “سارونا” في تل أبيب إلى القدس.

وعلى الأرض، اتسع نطاق التحركات لتشمل إشعال نيران قرب منزل نتنياهو لتشكيل ما سماه المحتجون “حلقة نار”، إحداها كانت على بُعد مئة متر فقط من مقر إقامته الرسمي. كما تجمع العشرات أمام منزل الوزير رون ديرمر. وأشارت الشرطة إلى استعدادها لمنع إغلاق الطرق، حيث انتشرت قواتها على مداخل القدس وخاصة على شارع رقم 1، إضافة إلى تمركز آليات جرّ في بلدة “مفاسيرت” تحسبًا لمحاولات إغلاق المحاور.

وفي موازاة ذلك، صعد عشرات المتظاهرين إلى سطح المكتبة الوطنية القريبة من الكنيست، وعلقوا لافتات ضخمة تحمل صورة نتنياهو إلى جانب عبارة “تخلّيتم وقتلتم أيضًا!”، كما أشعلوا قنابل دخانية ورفضوا أوامر الشرطة بالانسحاب. وأكدت شرطة الاحتلال أن هذا التصرف “عرّض المشاركين للخطر وخرق النظام العام”، لكنها أشارت إلى أن بقية التظاهرة أمام المبنى مستمرة بشكل منظم، بينما يجري التفاوض مع من اعتلوا السطح لإنزالهم.