آخر الأخبار

محلل عسكري إسرائيلي يشكك بقدرة خطة احتلال غزة على تحقيق أهدافها

شارك

الحدث الإسرائيلي

رأى المحلل العسكري الإسرائيلي آفي يسخاروف أن جيش الاحتلال يستعد لعملية برية واسعة النطاق داخل مدينة غزة خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمال توسعها لتشمل مخيمات الوسط مثل البريج والمغازي والنصيرات، إضافة إلى دير البلح. وأكد أن مثل هذه العملية ستخلّف دمارًا كبيرًا على غرار ما وقع في رفح وخان يونس، وستسفر عن أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين، بينهم مدنيون، فضلًا عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال نفسها، وربما مساس بمصير الأسرى الإسرائيليين في غزة.

وبحسب يسخاروف، فإن الرهان على أن العملية ستقود إلى انهيار حركة حماس ليس سوى وهم تروّج له حكومة الاحتلال، إذ أن الحركة ستواصل القتال وستزج بالمزيد من مقاتليها في الميدان، مستفيدة من شبكة الأنفاق التي طورتها خلال العامين الأخيرين. وأوضح أن حماس تعتمد استراتيجية الاستنزاف الطويل، وهي تدرك أن الاحتلال لا يملك أفقًا لإنهاء الحرب عسكريًا.

وأضاف أن ما يحرّك حكومة بنيامين نتنياهو ليس تحقيق إنجاز عسكري حاسم، وإنما البقاء في الحكم عبر الحفاظ على تماسك الائتلاف اليميني. فالتسوية الشاملة التي قد تُنهي الحرب وتعيد الأسرى إلى بيوتهم ليست مطروحة لديه، لأن إبرام صفقة كاملة سيقوض سيطرته ويفتح الباب أمام محاسبته داخليًا.

في المقابل، لفت يسخاروف إلى أن الشارع الإسرائيلي يشهد عودة قوية للاحتجاجات الشعبية، حيث خرج عشرات الآلاف في الأسبوعين الأخيرين مطالبين بصفقة تفضي إلى إطلاق سراح الأسرى حتى لو كان الثمن وقف الحرب. واعتبر أن هذه الموجة من التظاهرات تحمل طابعًا مختلفًا، إذ شاركت فيها فئات جديدة مثل الشباب وطلاب الجامعات وأعضاء الحركات الكشفية وحتى جنود الاحتياط، ما أعاد الأمل إلى جزء واسع من المجتمع الإسرائيلي.

وأشار إلى أن ردود فعل وزراء الحكومة ومؤيدي نتنياهو على هذه الاحتجاجات، والتي اتسمت بالتحريض والاتهام بالخيانة وادعاء مساندة حماس، لم تنجح في إضعافها بل زادت من قوتها. واستشهد بتصريحات وزيرة حماية البيئة عيديت سيلمان، التي وصفت هجوم حماس في السابع من أكتوبر بأنه “مجزرة كابلان” في إشارة تحريضية ضد المعارضين، معتبرًا أن هذا الخطاب يكشف حجم الارتباك واليأس داخل الائتلاف الحاكم.

واختتم يسخاروف بالتأكيد على أن استطلاعات الرأي الأخيرة تعكس تحولًا جوهريًا في المزاج العام الإسرائيلي، إذ باتت الأغلبية الساحقة تؤيد صفقة لإعادة الأسرى حتى لو استوجبت وقف الحرب فورًا. وهذا التحول، وفق تقديره، لا يُعبر عن خيانة أو تأييد لحماس، بل عن إدراك متزايد بأن “إسرائيل” لن تتمكن من النهوض من دون استعادة أسراها، بينما يواصل نتنياهو تعطيل أي مسار قد يفضي إلى تسوية حقيقية.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا