الحدث الإسرائيلي
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن اجتماع الكابنيت السياسي-الأمني مساء الثلاثاء انتهى بشكل مبكر على نحو غير معتاد، وذلك كي يتسنى لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزرائه المشاركة في فعالية نظمها “مجلس بنيامين” الاستيطاني في القدس.
وبحسب الصحيفة، اقتصر الاجتماع على ما وصف بـ”استعراض”، دون أن تُطرح قضايا قطاع غزة على جدول النقاش. ونقلت عن بعض الوزراء قولهم إن الجلسة كانت “الأكثر جفافًا وتفريغًا من أي مضمون”.
خلال الاجتماع، شدد نتنياهو على أنه أوعز بالتركيز فقط على “صفقة شاملة لإعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب وفق شروط إسرائيل”، في إشارة إلى رفض أي صفقة جزئية. كما علّق على تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي قال إن عدد الأسرى الأحياء أقل من عشرين، قائلاً: “لا نعرف على ماذا استند، فهذا لا يتطابق مع معطياتنا”.
وبعد انتهاء الجلسة، شارك نتنياهو في الفعالية الاستيطانية حيث ألقى خطابًا امتدح فيه رئيس مجلس “يشع” الاستيطاني إسرائيل غانتس، قائلاً: “هناك غانتس آخر، لكنني أتحدث عنك أنت. العمل الذي تقوم به رائع، وأشكرك باسم محبّي أرض إسرائيل”. وأضاف أن “المعسكر القومي” يضمن مستقبل إسرائيل، مؤكداً: “بدأ الأمر في غزة وسينتهي في غزة، سنحقق النصر ونحرر أسرانا”.
وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس ألقى كلمة بدوره، وقال متهكمًا: “مرحبًا بإسرائيل غانتس، الغانتس الجيد”، قبل أن يضيف: “سياستنا هجومية، ولن ننسحب من جبل الشيخ ولا من منطقة الحزام الأمني لحماية مستوطناتنا”.
الصحيفة أوضحت أن اجتماعًا إضافيًا للكابنيت تقرر عقده الأحد المقبل لبحث الخطط العملياتية المتعلقة بغزة، رغم أن نتنياهو وكاتس حصلا على تفويض مسبق بالمصادقة عليها قبل أسابيع. في المقابل، غاب وزراء بارزون عن الجلسة مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وجدعون ساعر وميري ريغيف ورون ديرمر، حيث يتواجد بعضهم في الخارج.
عدد من الوزراء في حكومة الاحتلال وجّهوا انتقادات لنتنياهو على خلفية تقليص وقت الاجتماع، معتبرين أن “من العبث أن يفضّل تكريم إسرائيل غانتس على حساب نقاش معمق داخل الكابنيت”. لكن مكتب رئيس حكومة الاحتلال رد بالقول إن “تحديد مدة زمنية للاجتماع ليس أمرًا استثنائيًا، فالكابنيت له إطار ساعات محدد كما في باقي جداول أعمال رئيس الوزراء”.
مع ذلك، لفتت يديعوت أحرونوت إلى أن اجتماعات الكابنيت عادة ما تمتد أكثر من ثلاث ساعات بحكم كثرة الملفات الأمنية، إلا أن هذه المرة تم تقصيرها عمدًا لتمكين نتنياهو من حضور الفعالية الاستيطانية.