الحدث الإسرائيلي
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تقريرًا يكشف عن تصعيد غير مسبوق في المواجهة بين وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش أيال زامير، وسط خلافات حادة داخل الكابينيت حول خطة اجتياح غزة وسلسلة تعيينات جديدة في الجيش. وجاء هذا التصعيد بعد أيام من هجوم شنّه يائير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة، على زامير، لتتسع الحملة وتشمل أيضًا وزير الجيش الذي دخل في مواجهة علنية ومفتوحة مع قائد الجيش.
كاتس أعلن رفضه المصادقة على التعيينات التي أعلنها الجيش، مؤكدًا أن أي ترقيات لن تمر من دون إشراف مباشر ودقيق من جانبه، بما في ذلك ملف التعيينات، في خطوة اعتبرها منتقدوه محاولة لتقييد صلاحيات رئاسة الأركان.
رئيس الوزراء ووزير جيش الاحتلال الأسبق نفتالي بينت اتهم الحكومة ونتنياهو وعائلته بشن حملة إهانة وتحريض ضد زامير، واصفًا ما يجري بأنه سابقة في تاريخ “إسرائيل”، مؤكّدًا أن السبب الحقيقي وراء الهجوم هو إصدار أوامر تجنيد لعشرات آلاف الشبان الحريديم، وهو ما دفع الأحزاب الدينية إلى تهديد الحكومة بإسقاطها إذا لم تُلغ هذه الأوامر.
أما وزير جيش الاحتلال الأسبق أفيغدور ليبرمان، فاعتبر أن “الهجوم المنهجي” على زامير والجيش يهدف إلى فرض السيطرة السياسية على المؤسسة العسكرية، وأن ما يسمى “الإشراف الدقيق” ليس سوى غطاء لتعيين ضباط على أساس الولاء الشخصي بدل الكفاءة المهنية.
زامير كان قد حذر خلال اجتماع الكابينيت من أن غزو غزة سيعرّض حياة الأسرى لدى المقاومة للخطر وسيؤدي إلى استنزاف القوات، واقترح بدلاً من ذلك خطة لتطويق القطاع، لكن اقتراحه رُفض، في حين شدد كاتس على أن حماس نسفت جميع الاتصالات وترفض إطلاق سراح الأسرى، ما يفرض – بحسب تعبيره – العمل بقوة في غزة. ويعكس هذا التصعيد السياسي والعسكري المتسارع حجم الشرخ بين المستوى السياسي وقيادة الجيش في لحظة يعتبرها مراقبون من أخطر اللحظات التي يمر بها الكيان.