حدث الساعة
"إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت فيقتلي وإسكات صوتي"، بهذه الكلمات بدأت الوصية التي تركها مراسل الجزيرة أنس الشريف، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي مع زميله محمد قريقع وعدد من المصورين في قطاع غزة.
وكشفت وصية الشريف، التي نشرت بعد استشهاده، عن رسالة أخيرة تجسد إيمانه بقضيته وثباته على مبدأ نقل الحقيقة مهما كان الثمن. وقد اغتيل الشريف وقريقع في قصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
ويقول الشريف في وصيته "يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي"، مؤكدا أنه لم يتوان يوما عن نقل الحقيقة "بلا تزوير أو تحريف" رغم معايشته الألم والفقد بشكل متكرر.
وجاء اغتيال الشريف بعد حملة تحريض إسرائيلية واسعة عليه، أذ أقر جيش الاحتلال باستهدافه، وكان الشريف من الصحفيين القلائل الذين بقوا في شمالي القطاع لنقل فصول العدوان وحرب التجويع.
وأوصى الشريف في وصيته بفلسطين، واصفًا إياها بـ"درة تاج المسلمين" ونبض قلب كل حر، داعيا إلى الوفاء لأهلها وأطفالها الذين لم يمهلهم العمر للحلم أو العيش في أمان بعدما مزقت أجسادهم القنابل والصواريخ الإسرائيلية.
خمسة من الصحفيين في قصف مباشر ومتعمد استهدف خيمة الإعلاميين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بأن الشهداء الصحفيين الذين اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الشهيد أنس الشريف هم: الشهيد محمد قريقع – مراسل قناة الجزيرة، الشهيد إبراهيم ظاهر – مصور صحفي، الشهيد مؤمن عليوة – مصور صحفي، الشهيد محمد نوفل – مساعد مصور صحفي.
شبكة الجزيرة: اغتيال أنس الشريف وزملائه محاولة لإسكات الأصوات
نددت شبكة الجزيرة بشدة باغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي مراسليها أنس الشريف ومحمد قريقع والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل في غارة استهدفت خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة في وقت متأخر من مساء أمس الأحد.
وقالت الشبكة -في بيان- إن اغتيال مراسليْها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوم جديد سافر ومتعمد على حرية الصحافة.
وحمّلت جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال فريقها، مشيرة إلى إقرار الجيش الإسرائيلي باستهداف خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء.
واستنكرت الشبكة بشدة الجرائم البشعة والمحاولات المستمرة من السلطات الإسرائيلية لإسكات صوت الحقيقة، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات المعنية لاتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حد للاستهداف المتعمد للصحفيين.
وشددت على أن الإفلات من العقاب وعدم المحاسبة يؤمن لإسرائيل تماديها ويشجعها على مزيد من البطش بحق شهود الحقيقة.