الحدث الإسرائيلي
أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ستة جنود مصابين باضطرابات ما بعد الصدمة يواصلون منذ نحو أسبوعين اعتصامًا أمام مقر شعبة التأهيل التابعة لوزارة جيش الاحتلال في مدينة بتاح تكفا، للمطالبة بمساواتهم بالجرحى ذوي الإصابات الجسدية وتسهيل الإجراءات البيروقراطية التي تعرقل حصولهم على حقوقهم. المعتصمون، الذين نصبوا ثلاثة خيام وكرفانًا صغيرًا وجهّزوا المكان بدورة مياه متنقلة وحمام مؤقت، يرفعون شعارات مثل: “ضحايا الصدمات ليسوا غير مرئيين” و”أوقفوا التمييز بين المصابين النفسيين والجسديين”. ويؤكدون أن تحركهم جاء على خلفية الارتفاع الملحوظ في معدلات الانتحار بين جنود الاحتياط، إذ سُجل منذ بداية عام 2025 ستة عشر انتحارًا معروفًا لدى جيش الاحتلال.
عومر أمسلم (32 عامًا)، أحد قادة الاحتجاج وأب لطفلين، أُصيب باضطراب ما بعد الصدمة بنسبة عجز نفسي بلغت 50% بعد مشاركته في عدوان 2014 على غزة. يقول: “أول ما تقدمه وزارة الأمن هو الحبوب المهدئة، التي أرفض تناولها لأنها تحولنا إلى مدمنين. نحن نطالب بالمساواة في الحقوق، فمجرد أنني لا أضع طرفًا صناعيًا لا يعني أنني قادر على العيش بشكل طبيعي”. ويضيف: “كل خبر عن انتحار جندي يفتح الجرح من جديد، نحن جميعًا في القارب ذاته، وكل انتحار كأنه جندي يغادرنا ويغرق”.
شوشي، والدة جنديين، أحدهما أُصيب باضطراب ما بعد الصدمة بعد خدمته في لواء “كفير” والآخر في طور الاعتراف بإصابته بعد خدمته في عدوان “السيوف الحديدية”، قالت: “عانينا كثيرًا حتى أُقرّت إصابة ابني الأول بنسبة 39%، لكنه ترك البلاد إلى نيويورك لأنه لم يعد قادرًا على الاحتمال. أما الآخر فقد تغير كليًا، أصبح متوترًا وعصبيًا، شخصًا لا أعرفه، وأنا نفسي أذهب إلى العلاج بسبب الضغط النفسي الناتج عن كوني أمًا لجنديين مصابين”.
شون دنانبرغ (32 عامًا)، مقاتل سابق في فرقة 98 وأب لأربعة أطفال من كريات يام، قال إنه لم يتمكن من العمل منذ عودته من الاحتياط: “تم التخلي عني، لا أستطيع العيش بكرامة أو تأمين قوت أولادي. أحد أبنائي يبكي طوال اليوم ويسأل أين أبي”. ويضيف: “أحداث الحرب تطاردني: القصف، الجثث، القتال في الأنفاق ضد مقاتلي النخبة. الأدوية لا تعالج شيئًا، إنها فقط تسكت الألم، بينما نحن بحاجة إلى تفهم واحتواء”.
كما تحدث الجندي المنفرد أورئيل أليكشفيلي (21 عامًا)، الذي خدم في كتيبة 13 بلواء “غولاني” ونجا من هجوم 7 أكتوبر على موقعه العسكري: “بدأت أعاني من نوبات هلع وتساقط الشعر. وعدوني بالرعاية لكنهم يرسلونني من مكتب لآخر حتى فقدت الأمل. من لا يحصل على العلاج يدرك أن حياته قصيرة”.
في المقابل، ذكر حَسون (48 عامًا)، المصاب بنسبة عجز 50% منذ “كارثة المروحيات”، أن “الوزارة تعتبر الإصابات الجسدية أخطر من النفسية، لكن لماذا إذن ينتحر المصابون النفسيون؟”.
من جهتها، قالت شعبة التأهيل بوزارة الأمن إنها تعالج نحو 80 ألف مصاب من جيش الاحتلال، بينهم أكثر من 26 ألفًا يعانون اضطرابات نفسية، وإن 33% من مجموع المستفيدين يتلقون خدمات مخصصة لهم، مع تخصيص نصف ميزانية الشعبة تقريبًا (نحو 4.2 مليار شيكل) لرعايتهم.تظاهرة لجنود يعانون من اضطرابات نفسية بسبب الحرب