كشفت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الثلاثاء عن تصاعد الخلافات داخل أروقة صناعة القرار في تل أبيب بشأن خطط توسيع الحرب في قطاع غزة، في وقت يضغط فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نحو خيار “احتلال كامل” للقطاع، وسط تحذيرات من الجيش بأن هذه الخطوة قد تتحول إلى “فخ قاتل” يهدد حياة الجنود والأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.

وأفادت قناة “كان 11” بأن نتنياهو عقد اجتماعًا أمنيًا استمر ثلاث ساعات بمشاركة الوزيرين رون ديرمر ويسرائيل كاتس، عرض خلاله رئيس الأركان إيال زامير خيارات استكمال العملية العسكرية.

وأكدت مصادر مطلعة أن توجيه نتنياهو الواضح هو “التوجه لاحتلال القطاع”، مع التركيز على السيطرة على المخيمات الوسطى ومدينة غزة، رغم المخاوف من وجود رهائن في هذه المناطق.

الاجتماع شهد مواجهة مباشرة بين نتنياهو وزامير؛ إذ حذّر الأخير من أن “الجيش سيقع في فخ في غزة”، وانتقد الهجمات الإعلامية التي يتعرض لها من الدائرة المقربة لنتنياهو، متسائلًا عن سبب ذلك في وقت الحرب. ورد نتنياهو رافضًا ما اعتبره “تهديدات بالاستقالة عبر الإعلام”، قائلاً: “لا أقبل أن تهدد دائمًا بالرحيل إذا لم نقبل خططك”.

وبحسب القناة 11، عبّر زامير في أحاديث مغلقة عن رفضه لأي عمليات قد تعرض حياة الأسرى للخطر، مشيرًا إلى أن “الضباط والجنود يتساءلون عن وجهة الحرب”، وأن الجيش بحاجة إلى أوامر واضحة تخدم أهدافًا محددة. في المقابل، أكد نتنياهو تمسكه بأهدافه الثلاثة المعلنة: “هزيمة حماس، تحرير الأسرى، وضمان ألا يشكل القطاع تهديدًا لإسرائيل”، مضيفًا أنه سيعرض خطته لاحتلال غزة على المجلس الوزاري الأمني المصغر في اجتماعه المقرر يوم الخميس في القدس.

القناة 13 أوضحت أن المؤسسة الأمنية تعارض المناورات العسكرية في مناطق يُعتقد بوجود أسرى فيها، محذرة من أن النشاط المكثف قد يدفع حماس إلى قتلهم. بديلًا عن ذلك، اقترح الجيش السيطرة على مدينة غزة بطريقة مدروسة، إلا أن وزراء، وعلى رأسهم بتسلئيل سموتريتش، يدفعون باتجاه احتلال كامل رغم المخاطر.

من جانبها، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن مكتب نتنياهو يسعى لتقديم صورة للرأي العام بأن رئيس الأركان “سيصطف إلى جانب رئيس الوزراء وينفذ أي قرار يُتخذ”، في وقت يتزايد فيه الضغط داخل الليكود والمحيط المقرب من نتنياهو لتقويض مكانة زامير علنًا.

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد هاجم التوجه الحكومي بشدة، معتبرًا أن الاحتلال الكامل للقطاع “سيؤدي إلى موت جميع الأسرى جوعًا وتعذيبًا، ويُثقل كاهل دافعي الضرائب الإسرائيليين بتمويل إدارة شؤون مليوني فلسطيني”.

ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي(الكابينيت) اجتماعًا حاسمًا يوم الخميس لاتخاذ قرار نهائي بشأن الخطة، وسط ترجيحات بتصاعد حدة الخلاف بين نتنياهو وهيئة الأركان إذا أصر رئيس الحكومة على تنفيذ خطته.

وأشارت القناة 12 العبرية أن زامير سيحاول خلال الاجتماع المرتقب للكابينيت إقناع الوزراء بضرورة عدم الذهاب نحو خطوة احتلال كامل قطاع غزة.