الحدث الإسرائيلي
كشفت القناة 12 العبرية أن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن حسم القرار بالتوجه نحو احتلال قطاع غزة بشكل كامل، في خطوة تعكس تصعيدًا جديدًا في الحرب المستمرة منذ ما يقارب اثنين وعشرين شهرًا.
ووفق القناة، من المقرر أن يعقد نتنياهو اليوم الثلاثاء اجتماعًا أمنيًا مصغرًا في مكتبه لبحث ما وصفته بـ”المرحلة التالية” من العمليات العسكرية في القطاع، بمشاركة رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس شعبة العمليات في الجيش اللواء يتسحاق كوهين.
وأوضحت القناة أن الخطط التي يجري تداولها في أروقة القيادة الإسرائيلية تستهدف توسيع العمليات البرية لتشمل مناطق جديدة، من بينها أجزاء من دير البلح ومخيم النصيرات وأحياء في مدينة غزة شمال القطاع لم تدخلها قوات الاحتلال منذ بدء الحرب، مشيرة إلى أن الجيش لم يحصل بعد على الضوء الأخضر لتنفيذ هذه العملية رغم ضغوط المستوى السياسي الذي يدفع باتجاه اجتياح كامل.
وبينت أن قيادة الجيش كانت تعارض طوال الأشهر الماضية تنفيذ عملية بهذا الحجم، خشية تعريض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في تلك المناطق للخطر، إلى جانب ما وصفته بالتحديات المرتبطة بالكثافة السكانية العالية في هذه المناطق وضرورة إجلاء عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في حين يدور جدل واسع داخل أروقة القرار حول ما سيؤول إليه الوضع بعد الاحتلال ومن سيتولى إدارة شؤون الفلسطينيين في قطاع مكتظ إلى هذا الحد.
وأشارت القناة إلى أن رئيس الأركان سيعرض خلال الاجتماع عدة خيارات عسكرية تشمل فرض الحصار والتطويق وتنفيذ اقتحامات محدودة بهدف إنهاك المقاومة الفلسطينية، لكن نتنياهو ومستشاريه يدفعون باتجاه اجتياح شامل للقطاع رغم إدراكهم أن خطوة كهذه تتطلب حشدًا أكبر للقوات واستعدادًا لمواجهة عملية معقدة قد تستمر عدة أشهر.
في المقابل، عبّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلق بالغ إزاء نوايا حكومة الاحتلال، معتبرة أن خطوة كهذه تعني حكمًا بالإعدام على أبنائهم المحتجزين لدى المقاومة، وهاجمت نتنياهو بقولها إنه يقود إسرائيل والأسرى نحو الهاوية.
وفي خطاب له مساء أمس، علق نتنياهو على المقاطع التي نشرتها المقاومة لأسرى الاحتلال قائلًا إنه شاهد ما وصفه بمقاطع “مروعة” تظهر الأسرى وهم يتعرضون للجوع والتنكيل، واتهم حركة حماس باستخدام هذه التسجيلات كـ”دعاية رعب” لكسر معنويات الإسرائيليين، مضيفًا: “لن ننكسر، بل سأكون أكثر إصرارًا على تحرير أبنائنا والقضاء على حماس وضمان ألا يشكل قطاع غزة تهديدًا لدولة إسرائيل مجددًا”.