الحدث الفلسطيني
عقد مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات اجتماعه العادي السنوي السادس عشر ، وجاهياً للمقيمين في فلسطين في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات وعبر تقنية الاتصال المرئي للأعضاء من خارج فلسطين، يوم الإثنين 04/08/2025 وذلك برئاسة معالي د. ممدوح العبادي رئيس المجلس وبمشاركة معالي الأخ حسين الشيخ نائب الرئيس ممثلاً لسيادة الرئيس محمود عباس، وقد رحب رئيس المجلس بالحضور مؤكداً على صلابة الموقف الفلسطيني المدعوم عربياً ودولياً في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني على الجبهات كافة وخاصة في غزة، وألقى معالي الأخ حسين الشيخ كلمة نقل فيها تحيات الرئيس للاجتماع مؤكداً دعمه لمؤسسة ياسر عرفات وأكد بأن الشعب الفلسطيني وقيادته يقدر عالياً موقف الأشقاء العرب والمجتمع الدولي في دعم شعبنا في صموده ورباطه على ارضه رافضاً التهجير والاستيطان ومؤكداً على أن هدفنا هو وقف العدوان ورفض التهجير وتدفق المساعدات وتطبيق قرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين على الأرض المحتلة بحدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واستمع الاجتماع وناقش واعتمد تقرير مجلس الإدارة الذي قدمه رئيسه د.أحمد صبح، كما اعتمد تقرير المدقق الخارجي للحسابات، وأقر برنامج فعاليات ونشاطات المؤسسة للمرحلة القادمة، واستمع لمداخلات سياسية من الأعضاء، وقرر مجلس الأمناء اصدار البيان التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
مع استمرار العدوان الشامل وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا، وبالتزامن مع ذكرى ميلاد الرئيس عرفات، عقد مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات اجتماعه السادس عشر في متحف الرئيس الشهيد وترحم على شهداء شعبنا كافة وتمنى الشفاء للجرحى والحرية للأسرى، وأكد المجلس بأن مؤسسة ياسر عرفات تبقى وفية للعهد والقسم، ملتزمة بإرث الرئيس المؤسس ونقله للأجيال القادمة، وتستمر بأداء رسالتها من خلال برامج وفعاليات هادفة على كافة الصعد.
وأكد مجلس الأمناء بأن الحلقة المركزية لنضالنا الوطني تتمثل اليوم بوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية ورفض التهجير ومقاومة الاحتلال والاستيطان وتجسيد استقلالنا الوطني في دولتنا المستقلة وهذا يتطلب رص الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا.
ان استشراء الاستيطان والاعتداءات المتكررة لقطعان المستوطنين وارتفاع وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك وممارسة شعائر وصلوات تلموذية في ساحاته، تمثل أخطر مراحل التحدي الوجودي لشعبنا، مما يتطلب توحيد الصفوف في مواجهة هذه الإجراءات العدوانية الخطيرة، ونهيب بأمتينا العربية والإسلامية للحفاظ على فلسطين وقدسها ومقدساتها.
ان سياسة التجويع والحصار والقتل المستمر في غزة تشكل امتحان للضمير الإنساني والقانون الدولي حيث سمحت الازدواجية الفاضحة للمعايير باستمرار القتل والتدمير والنزوح والتجويع، وهنا نحيي شعوب العالم التي تقف اليوم مع شعبنا في مختلف المدن والعواصم في العالم كما نثمن عالياً الاعترافات الدولية المتلاحقة بدولة فلسطين ونطالب بتنفيذ ومتابعة مخرجات مؤتمر نيويورك حول حل الدولتين وحث باقي الدول على الاعتراف بدولتنا والانتقال لاتخاذ إجراءات عقابية بحق دولة الاحتلال. وهنا ننوه بالدور الهام الذي تلعبه المملكة العربية السعودية بهذا الخصوص كما نقدر عالياً موقف الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية بمساندة حقنا الوطني ومنع التهجير.
إن مجلس الأمناء يتوجه لأمتنا العربية وأمتنا الإسلامية من أجل نصرة فلسطين ودعم القدس وغزة والاسهام بصمود وثبات ورباط شعبنا المتمسك بالأرض والمقدسات والحقوق، ويطالب بتأمين شبكة الأمان المالي العربي للسلطة الوطنية الفلسطينية، كما يطالب امتنا بإعادة النظر بعلاقاتها الدولية على ضوء حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها القوة القائمة بالاحتلال ومن يدعمها بالسلاح والمال والحماية.
كما يتوجه المجلس لأعلى مؤسسات القضاء الدولي في محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية للإسراع في تفعيل القضايا المرفوعة لديها إزاء استمرار الإبادة الجماعية ومحاكمة مجرمي الحرب. كما ننوه بالدور الهام الذي تمثله وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) وضرورة التصدي بحزم للإجراءات الإسرائيلية الأمريكية الهادفة لإنهاء دورها بالتزامن مع تدمير المخيمات في محاولة بائسة لتهجير شعبنا.
وستبقى مؤسسة ياسر عرفات منخرطة بكل جهد وطني وحدودي مقاوم للاحتلال، متمسكاً بالثوابت الوطنية والبعد العربي والدعم الدولي استناداً لحقنا التاريخي والسياسي والقانوني في وطننا رغم صعوبة التحدي، حتى يندحر الاحتلال ويتحقق الاستقلال الوطني في دولته المستقلة على كامل حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.